قبل أن يمر أسبوع على "مجزرة" مركز طنطا، البشعة والتى راح ضحيتها ربة منزل ونجليها، وأصيب ابنها الأكبر، كشفت المباحث الجنائية بالغربية اليوم الخميس غموض الحادث، حيث تبين أن "سائق" زوج المجنى عليها ووالد الضحايا، وراء الجريمة.
وأكدت التحريات الأولية عقب القبض عليه، أن الجانى فى العقد الرابع من العمر، ويعمل سائقا لدى زوج المجنى عليها، ويقيم فى عزبة فراج بطنطا، وتسلل إلى منزل القتيلة بغرض السرقة، وعندما فوجئ بالضحايا تعدى عليهم بالضرب بواسطة آلة حادة حتى فارقوا الحياة وفر هاربا إلى الزراعات.
الدافع وراء الجريمة.. مبلغ مالى كبير داخل الشقة
علم المتهم من خلال تواجده الدائم مع والد الضحايا، أنه تسلم مبلغا ماليا كبيرا من خلال تجارته ويحتفظ بالمبلغ كاملا فى البيت، لثقته أن البنوك مغلقة يوم الجمعة، فتسلل المتهم لحظة صلاة الجمعة بعدما تأكد أن الأب خرج للصلاة، ودخل المنزل فى خلسة وفوجئ بالأم فانهال عليها ضربا بآلة حادة كانت أداة جريمته، وخبط برأسها فى الحائط حتى فارقت الحياة، ولم يرحم ضعفها وتوسلاتها ليتركها .
الجانى سيطر عليه شيطانه وتخلى عن إنسانيته ليقتل الأطفال
فى هذه اللحظة تخلى الجانى عن إنسانيته وسيطر عليه شيطانه، وفقد صوابه، حينما تأكد أن الأطفال يعرفونه جيدا، لم يرحم سنهم ولا براءتهم وأقبل بكل بهيمية ليهشم رأس "حبيبة" ذات الـ 6 سنوات، ثم ينتقل على أخيها عبد الرحمن علاء الدين"8" سنوات، لم يرحم آهاتهم، ولم ترجعه الدماء التى لوثت يديه بل طغت على عينيه، ولم يعد يرى إلا الدمار والدماء، وقبل أن يهرب فإذا بيوسف الابن الأكبر ذو العشر سنوات يرجع من صلاة الجمعة ويقابله على السلم ويتعرف عليه، فيقدم الجانى بكل وقاحة وكبر على محاولة قتله، ويشاء الله العلى القدير أن ينجو يوسف من الموت المحتم ليكون عوضا لأبيه عن أخواته، ويكون هو طرف التحقيقات الرابح، كونه تعرف على الجانى .
أحداث الجريمة
ترجع أحداث الفاجعة التى جعلت الحزن يخيم على محافظة الغربية كلها حينما تلقى اللواء نبيل عبد الفتاح مدير أمن الغربية، بلاغا من مأمور مركز طنطا يفيد بمقتل أم وطفليها وإصابة طفلها الثالث يوسف عقب صلاة الجمعة الماضية، وانتقل مدير الأمن وبرفقته العميد إبراهيم عبد الغفار مدير المباحث والعقيد حلمى أبو الليل رئيس المباحث.
وتبين أن الأب ويدعى "علاء الدين" قطب صاحب محل مبيدات حشرية، خرج من صلاة الجمعة فى المسجد المجاور لمنزله بقرية كفر خضر التابعة لدائرة المركز فوجئ أن ابنه يوسف الكبير 10 سنوات مرمى على سلم المنزل خلف البوابة، وبين الحياة والموت والدماء نسيل من كل جسده، فاستنجد بالجيران والخارجين من المسجد، ليكتشف بعدها الطامة الكبرى، أن زوجته شيرين 33_ عاما الضحية الأولى مقتولة داخل الشقة، وابنته حبيبة - 6 سنوات، وابنه عبد الرحمن 8 سنوات مقتولين بشكل بشع .
تم نقل الجثامين لمشرحة مستشفى طنطا الجامعى، والمصاب للطوارئ بالجامعة وفرض كردون أمنى حوله، وبالعرض على النيابة قررت، التصريح بدفن الجثث الثلاثة بعد بيان سبب الوفاة بمعرفة الطب الشرعى.
أصابع الاتهام نالت الأب والخادمة
ورغم حالته التى يندى لها الجبين ومصابه الفادح والجلل، إلا أن أصابع الاتهام نالت "علاء الدين درويش" زوج المجنى عليها كونه لم يتهم أحدا بمقتلهم، ولم يدل بأى معلومات تدل على الجانى، وترددت أنباء عن خلافات تجارية مع مافيا تجارة المبيدات الزراعية، كما تم التحفظ على الخادمة التى تتردد على المنزل لمساعدة ربته، بعد شكوك فى أنها من سرقت مفاتيح المنزل قبل الحادث بأيام قليلة .
الحزن يخيم على القرية والقرى المجاورة
وفى مشهد جنائزى مهيب شيع الآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة جثامين الضحايا الثلاثة وسط نحيب وبكاء وعويل يهز الجبال، وهناك أصوات تنادى بالقصاص، وسرعة القبض على الجانى، وأكد أهالى القرية أن زوج المجنى عليها "علاء الدين درويش" وأهله غلابة وملهمش فى المشاكل " ويعمل فى مجال تجارة مبيدات، هو وأشقاؤه "صابر وهلال درويش"، ويمتلك أكثر من فرع بالقرية والقرى المجاورة، وليس له خلافات مع أحد.
وأكد شاهد عيان أن المجنى عليهم نقلوا محل إقامتهم منذ شهر تقريبا للعقار الحالى مسرح الجريمة، ومكون من دور أرضى محلات ومدخل، ودور ثان محل الإقامة، والبوابة الرئيسية للمنزل لها كالون كهرباء، ونسخة المفاتيح قد ضاعت وهناك شكوك حول سرقتها، كما أن الأهالى عثروا على لوح من الخشب فوق مسقط العقار، من خلف المنزل، وأقاويل مؤكدة عن سرقة مبلغ مالى كبير من الشركة.
وفرضت قوات أمن الغربية تعزيزات أمنية شديدة على الطفل "يوسف علاء الدين" المصاب بكسر فى الجمجة ونزيف فى المخ داخل مستشفى جامعة طنطا، ومحاولات مضنية لإسعافه كونه خيط المعلومات الرئيسى فى كشف غموض مقتل العائلة .
الأمن يعكف على مطاردة الجانى
وعكفت الأجهزة الأمنية بالغربية برئاسة اللواء نبيل عبد الفتاح مدير الأمن وجميع القيادات المعنية على مطاردة الجانى ومتابعة خطوط الشك بدءا من الأب وشركاؤه فى التجارة، مرورا بالجيران والخادمة، والعاملين فى المحلات التجارية، ولم يمض أسبوع حتى فكت الأجهزة الأمنية لغز الحادث البشع الذى بكت عليه الغربية كلها، وتحرر المحضر رقم 2738 إدارى مركز شرطة طنطا 2016، وجار عرض المتهم على النيابة العامة.
من جانبه أوضح مدير أمن الغربية فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن فريق البحث ضم عددا كبيرا من الضباط، وتم وضع خطة مكبرة لكشف غموض الواقعه قائلا"لن نترك مرتكب تلك الجريمة البشعة يهنأ بجريمته وقتل الأبرياء".
وأشار مدير الأمن إلى، أنه تم الاشتباه فى عدد من الأشخاص المترددين على الأسرة وتربطهم بهم علاقة خاصة ممن لهم جرائم سابقة، وكشفت التحريات عن هوية القاتل، وتبين أنه فى العقد الرابع من العمر ويعمل سائقا لدى زوج المجنى عليها وسبق اتهامه والحكم عليه فى واقعة سرقة، ويقيم فى عزبة فراج بطنطا، واستغل علاقة العمل التى تربطه برب الأسرة ودخوله إلى المنزل دون شك من أحد وسرق مفتاح المنزل، وخطط المتهم لجريمته وبيت النية على سرقة المنزل وقت صلاة الجمعة عقب خروج صاحب المنزل لأداء الصلاة ولم يكن يتوقع وجود باقى أفراد الأسرة من الزوجة والأطفال داخل المنزل، وعندما فوجئ بالضحايا تعدى عليهم بالضرب بواسطة آلة حادة وارتكب تلك المذبحة والجريمة الشنعاء ولم يترك ضحاياه إلا وهم "جثث هامدة" حتى لا يفضحوا أمره وفر إلى الزراعات قبل عودة الزوج واكتشاف الجريمة.
وأكد اللواء نبييل عبد الفتاح أن المتهم اعترف تفصيليا بالواقعة أمام ضباط المباحث، وتم إخطار النيابة العامة للتحقيق وعرض المتهم عليها .