جون بولتون.. "الصقر الأمريكى" يهدد "المرشد الإيرانى".. مستشار الأمن القومى الأمريكى الجديد دعا لـ"قصف إيران" فى 2015.. علاقته بـ"مجاهدى خلق" تربك حسابات طهران.. و 5 أسابيع تفصل قرار ترامب تجاه الاتفاق

فى 26 مارس 2015، وفى وقت وصل مارثون المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية إلى ذروته، وقبل أشهر قليلة من توقيع الاتفاقية النووية فى 14 يوليو من العام نفسه، كتب جون بولتون أحد قادة "الصقور الأمريكية" فى صفوف الجمهوريين، مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يحمل عنوان "لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.. اقصف إيران" أكد فيه على قناعته بضرورة قصف هذا البلد الذى يمتلك برنامج نووى ثار حوله الكثير من الشكوك داخل الولايات المتحدة، قائلا "الحل العسكرى هو الوحيد لهذه المشكلة، والوقت المتاح محدود ولكن مازالت هناك فرصة لنجاح هجوم، ومثل هذا الإجراء يجب أن يواكبه دعم أمريكى قوى للمعارضة الإيرانية بهدف تغيير النظام فى طهران". بولتون الذى عينه الرئيس الأمريكى حديثا مستشاره للأمن القومى خلفا لـ اتش أر ماكماستر، يمثل حلقة فى فريق الخارجية الأمريكية إلى جانب وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو والمندوبة لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى، وهو الفريق الموظف بتطبيق استراتيجية ترامب التى تهدف لـ"تقويض المارد الإيرانى" والتى كشف عنها فى 13 أكتوبر 2017. حيث انتقد بولتون إدارة الرئيس السابق أوباما لموافقتها على الاتفاق النووى وكتب في العام الماضى يقول إن نص الاتفاقية "خلق ثغرات كبيرة، وإيران تطور الآن صواريخها وبرنامجها النووى من خلال تلك الثغرات". كيف نظرت إيران إلى الصقر الأمريكى الجديد؟ وبولتون الذى يؤيد الحروب الاستباقية وكان أحد مهندسى غزو العراق فى 2003، وشغل منصب السفير الأمريكى لدى الأمم المتحدة لمدة 18 شهراً فى عامى 2005 و2006، فى عهد جورج بوش الابن، ومعروف بمناهضته لإيران وكوريا الشمالية، بالنسبة لإيران هو مهندس الحروب الأمريكية، ووجوده فى هذا المنصب بعد الإقالات والتعيينات الأخيرة لترامب، تبعث برسالة شديدة إلى طهران، وإشارة على أن الصفقة النووية التى تتمسك بها حتى اللحظة باتت قاب قوسين أو أدنى، لاسيما وأن بولتون يعتقد فى انسحاب من الاتفاق النووى للحيلولة دون حيازتها السلاح النووى. بولتون ومجاهدى خلق وجود يمينى متشدد على رأس الفريق المكلف بمساعدة ترامب فى رسم سياسة الأمن القومى، كان له ردود أفعال فى الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، وعبر "عباسعلى كدخدائى" المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور (الهيئة الأكثر نفوذا فى نظام الحكم فى إيران) عن قلق الدوائر السياسية الإيرانية من تعيين هذا الشخص لاسيما وأنه يمتلك علاقات قوية بمنظمة "مجاهدى خلق" المعارضة الايرانية بالخارج، على نحو ما قال كدخدائى على حسابه الرسمى على تطبيق تلجرام، "اليوم يطرح هذا السؤال، وهو لماذا عين ترامب سياسى متشدد فى منصب حساس، بينما يلتقى هذا السياسى بشكل دائم بجماعة رجوى الإرهابية (مجاهدى خلق)، ويعد أحد داعميها؟ هل من الممكن تصديق أن كل هذه الأحداث محض صدفة؟". والتقى بولتون بمعارضة النظام الإيرانى، ويبدو أن هناك تنسيق وعلاقة وطيدة تجمعه بزعيمتها مريم رجوى، إذ كان يحرص على المشاركة فى الفعاليات التى تنظمها، كما شارك العام الماضى فى مؤتمرها السنوى الذى عقد فى باريس، وكان له خطاب حاد، قال فيه أن النظام الإيرانى لن يرى عامه الـ 40، وقبل حلول عام 2019 سيحتفل مع مجاهدى خلق فى طهران باسقاط النظام"، كما شارك فى 20 مارس 2017 فى تجمع لأنصار مجاهدى خلق فى ألبانيا بمناسبة عيد النوروز (رأس السنة الشمسية الإيرانية). ويرى مراقبون أن وجود شخص فى منصب حساس بالولايات المتحدة، على صلة بالمعارضة الإيرانية سيقوى شوكتها لمناهضة النظام. مصير الصفقة النووية يتضح بعد 5 أسابيع ويتولى بولتون هذا المنصب قبل أقل من شهرين من الموعد النهائى المقرر أن يصدر فيه ترامب قرارا حاسما فى 12 مايو المقبل حول الاتفاق النووى، حيث سيقرر إما الانسحاب أو إقناع الأوروبيين يتعديله، ما يعنى أن الأسابيع المقبلة ستكون الأخطر والأكثر حسما فى عمر الصفقة النووية، التى من الواضح من لهجة السياسيين الإيرانيين أنهم لم يعدوا يعوّلوا على هذه الصفقة لا سيما وأنها لم تحقق الهدف المرجو وهو انتعاش اقتصادى وانفتاح على العالم وادخال استثمارات للبلاد، ولا تزال كبريات الشركات مترددة وتخشى الإنخراط فى السوق الإيرانية، فمن ناحية هناك احتمال قوى انهيار هذا الاتفاق حال انسحاب الولايات المتحدة، كما أن الإدارة الأمريكية تفرض بين الحين والأخر عقوبات على طهران، لذا يلاحظ المتابع للمشهد داخل إيران أن الأمور بدأت تسير نحو تصليح الرئيس حسن روحانى أخطاء فريقه الذى رفع من سقف التوقعات لدى الجماهير الإيرانية من الصفقة، وتم الترويج له بعد عام 2015 فى الداخل بشكل جعل الشعب الإيرانى نفسه متعطش للمكاسب. وينخفض منحنى التوقعات الإيرانية، الأمر الذى أصبح واضحا فى تصريحات المسئولين، ففى كلمة ألقاها مساعد وزير الخارجية الإيرانى، عباس عراقجى وأحد فريق التفاوض النووى، فى مؤسسة تشاتام هاوس فى لندن فبراير الماضى قال فيها بحسب وكالة رويترز "الاتفاق لن يصمد بهذا الشكل حتى إذا مر الإنذار وتجدد رفع العقوبات"، مضيفاً أنه "إذا استمرت السياسة نفسها التى تتسم بالخلط وعدم التيقن فى الدول الموقعة على الاتفاق، وإذا لم تتعامل الشركات والبنوك مع إيران، فلن نتمكن من الإبقاء على الاتفاق الذى لا يفيدنا بشىء... هذه حقيقة". ردا إيرانى محتمل على قرار ترامب المرتقب حضور بولتون كمنظر للسياسة الخارجية الأمريكية يعد اكتمالا لدائرة مناهضى إيران فى البيت الأبيض، حيث يترقب المحللون فى الداخل والخارج الإيرانى مصير وما ستؤول إليه الصفقة النووية خلال الـ 5 أسابيع المقبلة، ففى حال انسحاب الولايات المتحدة منها مايو المقبل، من المتوقع أن يكون لطهران ردا يظهر على المدى البعيد، فالأخيرة تمتلك الكثير من كروت اللعبة، على سبيل المثال، قد تعزز طهران من تواجدها فى منطقة الخليج، وتمعن فى سياسة المكايدة، وتعزز أيضا من تدخلاتها فى بلدان المنطقة لاسيما حلفاء واشنطن، وسترتفع حدة لهجتها العدائية لواشنطن وحلفاءها، كما أنها من المؤكد سترفع من وتيرة تطوير برنامجها الصاروخى الباليستى.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;