كشف المؤتمر الافتتاحى لائتلاف "نزاهة" لمتابعة الانتخابات الرئاسية لعرض خطة الائتلاف المُشكل من منظمة محلية وهى مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ومنظمتين دوليتين وهما المنظمة المسكونية لحقوق الإنسان والتنمية بجنيف، وجمعية متطوعون بلا حدود بلبنان، عن ازدواجية بعض المنظمات الدولية التى تتغنى بحقوق الإنسان فى مواقف وفى مواقف أخرى تدعو المواطنون للتخلى عن حقوقهم الدستورية والقانونية.
وسلط المؤتمر الصحفى الذى عقده الائتلاف اليوم الأحد الضوء على محاولات بعض الدول والأنظمة والمنظمات والمؤسسات الدولية والأممية للتأثير على الرأى العام المصرى وتحريض المواطنين والمنظمات الحقوقية أيضا على عدم المشاركة بانتخابات الرئاسة المصرية 2018.
وأكد الحقوقى أيمن عُقيل رئيس مؤسسة ماعت والمتحدث الرسمى باسم الائتلاف، أن الهدف من المتابعة هو التأكد من حيادية ونزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية 2018، لافتا إلى أن أول عقبة قابلت الائتلاف هى الحصول على التمويلات وتغطية تكلفة البعثة، موضحا أن المتابعين تكلفوا النفقات الخاصة بهم وأن مؤسسة ماعت تكلفت بإنهاء الإجراءات اللوجيستية.
وأضاف عُقيل أن بعض القوى تريد ألا يكون هناك مشاركة بالانتخابات الرئاسية، وأن بعض التنظيمات والدول والأنظمة تدعو لعدم المشاركة سواء بالانتخاب أو المتابعة.
وأوضح أن عقبات أخرى تواجه البعثة بشكل غير مباشر، يأتى فى مُقدمتها هجوم من منظمات أخرى على المنظمات التى تتابع، قائلا: "المنظمات التى تتغنى دائما بالدفاع عن حقوق الإنسان منحت الحرية لنفسها ومنعتها عن غيرها من المنظمات، وهناك تحد آخر هو تصريح المفوض السامى لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد بالحكم على العملية الانتخابية التى لم تنته بعد".
وواصل: "نفس الجهات هى التى كانت تُدرب وتُمول على كيفية المشاركة الإيجابية والتعبير عن الرأى هى التى تشن الآن هجوما علينا وتدعو المصريين لعدم المشاركة بالانتخابات، وهنا تتضح الازدواجية فى المعايير لدى هؤلاء والخلط بين العمل السياسى والحقوقى"، محذرا من خطورة تسييس العمل الحقوقى.
كما أكد المتحدث الرسمى باسم ائتلاف "نزاهة" على أن الرهان على وعى المصريين وتمسكهم بحقوقهم الدستورية فى المشاركة الإيجابية والتعبير عن آراءهم والإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية، بعد أن تعالت بعض الأصوات بالخارج بعدم المشاركة وإلقاء الاتهامات على كل من يُشارك.
وكشف عقيل عن تعرض رياض عيسى رئيس الائتلاف ورئيس جمعية متطوعون بلا حدود من لبنان لهجوم شديد بمجرد أن أعلن عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عن متابعته لانتخابات الرئاسة المصرية 2018.
وأشار أيضا إلى أن بعض المتابعين الدوليين لا يعلمون أن هناك حرب وشهداء يسقطون فى سيناء، موضحا أن كل متابع دولى يُوقع على إقرار بمدونة السلوك التى وضعها الائتلاف والمُلزمة لكافة المتابعين.
وأكد رئيس مؤسسة ماعت على أن محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض مدير أمن الإسكندرية أمس مرتبطة ارتباط وثيق بالعملية الانتخابية وتستهدف ترويع المصريين لعدم المشاركة، مؤكدا على أهمية المشاركة الإيجابية.
وفيما يتعلق بعمل الائتلاف فقد أوضح عقيل أن مؤسسة ماعت تزود المتابعين الدوليين التابعين للائتلاف بمعلومات عن كل محافظة من المحافظات التى سيتابعها الائتلاف وعددها 13 محافظة، وسيتم الدفع بـ40 متابعا محليا فى كل محافظة، معلنا عن وصول 17 متابعا دوليا حتى الآن ويتبقى 4 فقط ليصل إجمالى المتابعين الدوليين إلى 21.
من ناحيته أعرب الحقوقى اللبنانى رياض عيسى رئيس الائتلاف عن سعادته لتواجده بالقاهرة، مؤكدا على أن الانتخابات الرئاسية هى فرصة حقيقية لتعزيز الديمقراطية تحت إشراف هيئة وطنية مستقلة.
وأوضح رياض خلال المؤتمر الافتتاحى لأعمال الائتلاف أنه سيتم متابعة مجريات العملية الانتخابية ومدى تطابقها بالمعايير الدولية، وتسليط الضوء على التجاوزات أن وُجدت بهدف تصحيح المسار فى المرحلة المُقبلة.
فى سياق متصلقال أيمن نصرى، رئيس المنظمة المسكونية لحقوق الإنسان والتنمية بجنيف أن الائتلاف سيعتمد فى متابعته بشكل رئيسى على العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية، والإعلان العالمى لحقوق الإنسان، مؤكدا على ضرورة أن تُعبر الإرادة الشعبية عن نفسها فى انتخابات حرة ونزيهة.
وأشار نصرى إلى أن المنظمة المسكونية تابعت الانتخابات المصرية بالخارج، بسويسرا فقط بمقر السفارة المصرية بالعاصمة برن، مشيرا إلى أن المنظمة رصدت ملاحظات إيجابية أبرزها القارئ الإلكترونى الذى ساهم فى تسهيل العملية، بالإضافة إلى تغير ثقافة الدبلوماسيين المصريين بالخراج، لافتا إلى أنه كان هناك إقبال شديد من المصريين على اللجان كأنهم يؤدون واجب وطنى.
وأوضح أيضا أن المنظمة المسكونية حصلت على تصاريح لـ10 متابعين دوليين من الهيئة الوطنية للانتخابات، لافتا إلى أن غياب التمويل تسبب فى عدم مشاركة كامل المتابعين التابعين للمنظمة فى متابعة الانتخابات، لكنه تحفظ على ذكر عدد المتابعين الذين دفعت بهم المنظمة.
وتابع: "لكن مصر تتعرض لهجمة كبيرة وبعض المنظمات استبقت العملية الانتخابية وحكمت عليها وبالتالى كان لزاما علينا متابعة الانتخابات الرئاسية المصرية".
وأضاف رئيس المنظمة المسكونية لحقوق الإنسان ومسئول فريق المتابعين الدوليين بائتلاف "نزاهة" لمتابعة الانتخابات، أن الاعتماد سيكون بشكل رئيسى على المتابعين المحليين، لافتا إلى أن المنظمات المحلية لديها القدرة على الوصول للقواعد الشعبية، أما المنظمات الدولية فلديها إمكانية التواصل مع المؤسسات الدولية من خلال الآليات الدولية لمخاطبة المجتمع الدولى لقطع الطريق على بعض المنظمات المشبوهة المُسيسة والتى تتبنى أجندات سياسية لبعض الدول وأصبحت أداة لتصفية حسابات سياسية بين دول المنطقة، والتى قطعت أيضا الطريق على الانتخابات الرئاسية وأطلقت حكمها عليها بالفعل.