فى مسيرة هى الأكبر فى من نوعها فى ظل رئاسة دونالد ترامب، تجمع مئات الآلاف من المتظاهرين فى العاصمة الأمريكية واشنطن أمس، السبت، للمطالبة باتخاذ إجراءات ضد العنف واستخدام الأسلحة، ليعبروا بوضوح عن قوة الحركة السياسية التى قادها الناجين من المذبحة فى مدرسة باركلاند بفلوريدا الشهر الماضى.
المسيرة نظمها طلاب المدرسة التى شهدت المأساة التى راح ضحيتها 17 قتيلا، جاءت تحت شعار "مسيرة من أجل حياتنا" ظهر فيها الطلاب المراهقون يطالبون الكونجرس بسن قوانين أشد صرامة للتحكم فى الأسلحة من أجل إنهاء سلسلة حوادث إطلاق النار فى المدارس المستمرة منذ عقدين.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إنه على الرغم من أن مسيرة واشنطن كانت بتمويل من أوبرا وينفرى وجروج كلونى وزوجتى آمال كلونى ومشاهير آخرين. إلا أن طلاب مدرسة ستونمان دوجلاس الثانوية كانوا وجوه هذه المسيرة. وكانت رسالتهم للمشرعين أن تجاهل حجم حوادث إطلاق النار فى المدارس، والعنف اليومى بالأسلحة لم يعد من الممكن التسامح معه.
وقال كاميرون كاسكى، أحد الطلاب، للحشد الذى تشير بعض التقديرات إلى أنه كان أكبر من هذا المشارك فى حفل تنصيب دونالد ترامب، "إلى القادة والمتشكيين والمتشائمين الذين يقولون لنا أن نجلس ونصمت وننتظر دورنا: "مرحبا بالثورة". سواء كنت تمثل الناس أو بالخارج، قف معنا أو احذر: الناخبون قادمون".
وأشارت الصحيفة، إلى أن المسيرة الرئيسية فى واشنطن كانت مزيجا من النشاط السياسى ووجود للمشاهير وعواطف المراهقين الذين يواجهون خسارة أصدقائهم وأحبائهم كل هذا فى دائرة الضوء على الصعيد الوطنى الأمريكى.
وإلى جانب مسيرة واشنطن، كانت هناك مسيرات أخرى فى بوسطن وهيوستن وباركلاند. قالت صحيفة "يو إس إيه توداى"، إن هذه المسيرة من بين المسيرات التاريخية فى واشنطن، التى سبق وأن شهدت مشاركة ما بين 500 إلى 600 ألف شخص للاحتجاج على حرب فيتنام فى عام 1969.
ويريد منظمو الحملة أن يحظر الكونجرس، الذى يخوض الكثير من أعضائه انتخابات فى العام الحالى، بيع الأسلحة مثل التى استخدمت فى مذبحة فلوريدا وتشديد فحص بيانات مشترى الأسلحة. وعلى الجانب الآخر يستخدم المدافعون عن حيازة السلاح ضمانات دستورية كذريعة لتبرير الحق فى حمل السلاح.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد وقع يوم الجمعة ميزانية إنفاق تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار تشمل تعديلات طفيفة على فحوصات البيانات فى مبيعات السلاح وتكفل مساعدة المدارس فى التصدى للعنف المسلح.
من ناحية أخرى، دعا البابا فرنسيس، اليوم الأحد، شباب العالم أجمع إلى التصدى لرغبة كبارهم فى "إسكاتهم"، وذلك غداة التظاهرات الكثيفة للشبان ضد الأسلحة النارية فى الولايات المتحدة، دون أن يشير إليهم بشكل صريح. ووجه البابا هذا النداء من ساحة القديس بطرس خلال قداس أحد الشعانين، فى اليوم العالمى للشبيبة.
وأكد البابا الأرجنتينى، على أن "إسكات الشباب هو محاولة موجودة دائما". مضيفًا: "ثمة طرق عديدة لجعل الشبان صامتين وغير مرئيين. طرق عديدة لتخديرهم وتنويمهم حتى لا يحدثوا ضجيجا، حتى لا يطرحوا تساؤلات ويشككوا فى وجودهم".