رئيس وفد الاتحاد الأفريقى لمتابعة الانتخابات: العملية الانتخابية تسير فى نظام والمشاركة جيدة.. عبدالله ديوب لـ"انفراد": لدينا 40 مراقبا بـ12 محافظة ولم نسجل تجاوزات.. واستقرار مصر مهم للقارة السمراء

انطلقت الانتخابات الرئاسية المصرية، أمس الإثنين، وسط إقبال واسع من الناخبين على مراكز الاقتراع، فيما استقبلت مصر خلال الأيام الماضية العديد من الوفود الأجنبية لمتابعة العملية الانتخابية وضمان نزاهة وسلامة التصويت، ومن بينهم عبدالله ديوب، رئيس وفد الاتحاد الأفريقى، لمتابعة لانتخابات، ووزير خارجية مالى السابق، والذى التقاه "انفراد" للحديث عن انطباعاته عن العملية الانتخابية ومستوى التأمين والمشاركة وغير ذلك من التفاصيل.. فإلى نص الحوار: ما هى ملاحظتكم على العملية الانتخابية حتى الآن ؟ الانتخابات جرت فى فى بيئة سلمية فى ظل انتشار مكثف لقوات الأمن، إذ لم يتم رصد أى حوادث أو مخالفات خلال العملية الإنتخابية من قبل أعضاء الوفد، ووجدنا أن الناخبين كانوا منظمين للغاية حيث أدلى الشباب وكبار السن رجالا ونساءا بأصواتهم فى سلمية ونظام وإلتزام بصفوف التصويت. ما هى مهمة البعثة الأفريقية تحديدا ؟ وفد الاتحاد الأفريقى لمتابعة الإنتخابات الرئاسية فى مصر يتكون من 40 مراقبا ينتشرون فى 12 محافظة فى أنحاء مصر، مهمتهم محددة وتتعلق بمراقبة العملية الانتخابية من تصويت وفرز الأصوات. أشرفت بعثة الاتحاد الأفريقى على إنتخابات 2014 أيضا.. هل ترى فرق بين الإنتخابات الماضية والحالية؟ لم أحضر شخصيا فى الانتخابات الماضية ولأن الانتخابات لم تنته بعد فربما يصعب المقارنة ولكن ما يمكن قوله أن البعثه المراقبة الماضية قدمت توصية بشأن الهيئات المسئولة عن تنظيم الإنتخابات، التى كانت نحو ثلاثة حيث أوصت بأهمية أن تدار العملية كلها من قبل جهة واحدة لذا فإننا الأن أمام هيئة إنتخابية وطنية جديدة ولازالنا نرى كيف تدير العملية. ما مدى تعاون السلطات المصرية معكم فى تسهيل عمل البعثة المراقبة ؟ يجب أن أقول أولاً أن مصر عضو فى الاتحاد الأفريقى ونحن هنا بدعوة من الحكومة المصرية ومنذ وصولنا يتوفر لنا سبيل الأمن الخاص، وقد استقبلنا أيضا نائب وزير الخارجية السفير حمدى لوزة، كما استقبلنا رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات وألتقينا أعضاء حملة الرئيس السيسى وكذلك التقينا المرشح المنافس موسى مصطفى موسى نفسه، لذلك على جميع المستويات أعتقد أننا نحصل على الحد الأقصى من التعاون وفريقنا حصل على جميع التراخيص والاعتمادات الإلكترونية للوصول الكامل إلى جميع مراكز الاقتراع لإكمال عملنا، لذلك على أن أشكر الحكومة المصرية بالفعل على مستوى التعاون الذى نجده ونأمل أن يمهد هذا الطريق أمامنا عندما نقدم توصياتنا بأن نحظى بانتباه الحكومة والاستماع إلى أى تعليق بشأن هذه العملية. من خلال متابعتكم لليوم الأول للإنتخابات.. كيف ترون حجم المشاركة ؟ ليس لدى بيانات بشأن الأعداد المشاركة حتى الآن ولكن أعتقد أن مستوى المشاركة جيد مما رأيناه فى العديد من مراكز الاقتراع. الانتخابات تجرى على مدار ثلاثة أيام لذا لا يزال من الصعب الحكم النهائى ولكن الناس يخرجون للتصويت وليس هناك قيود محددة على الناخب، رأينا أن كل من يريد التصويت سمح له بالإدلاء بأصواتهم فى مناخ مفتوح وحر. ما هى المعايير الرئيسية التى يعتمد عليها تقييكم النهائى للعملية الانتخابية ؟ لدينا ثلاث نقاط يستند إليها تقريرنا، أولاً هو ضمان إجراء تقييم محايد حيث نسعى لأن نكون محايدين قدر الإمكان وإعطاء الصورة الأكثر دقة عن الوضع، نقوم بذلك بناء على عوامل مختلفة، لذا فإن الأول هو النظر إلى المعايير المصرية والقوانين المصرية التى تحكم العملية الانتخابية، وعما إذا كانت هذه الانتخابات تجري وفق القوانين المصرية نفسها، والثانى هو النظر فى معايير الاتحاد الأفريقى لأن لدينا ميثاق أفريقى حول الانتخابات والحكومة ولدينا أيضا إعلان حول مبدأ الحكم الرشيد للديمقراطية والعملية الانتخابية، وثالثا لدينا المعايير الدولية المعترف بها والمفترض أن تجرى على أساسها عملية التصويت مع الاستناد بشكل رئيسى للشفافية ومصداقية العملية الانتخابية. متى ستعلنون تقريركم النهائى بشأن الإنتخابات ؟ أعتقد خلال 48 ساعة من انتهاء الانتخابات.. آمل أن يتم ذلك بحلول 30 مارس. هل خرجتكم بأى توصيات فى نهاية اليوم الأول للانتخابات ؟ ما نقوم به هو تقييم مجمل لسير العملية الإنتخابية وإذا رأينا أن هناك توصية ضرورية سوف تكون جزء من تقريرينا، يمكننا أن نقدم توصيات بشأن تحسين العملية فمثلما ذكرت لدينا معايير دولية نستند عليها فى تقييما، لكن أيضا ما نقوم به يعتمد على حقيقة أن مصر عضو فى الإتحاد الأفريقى ونحن نريد إظهار تضامن القارة معها لأننا نؤمن أن نجاح العملية الإنتخابية فى مصر سيعزز كل من السلام والاستقرار الذى هو أيضا مهما للقارة الأفريقية، لأنه إذا كان لديك دول تعانى إرهاب وهجمات وعدم استقرار فإن هذا يؤثر على كل الدول، وبالأخص عندما يكون لديك بلد به أكثر من مائة مليون مواطن، لذا يجب أن نكون حذرين للغاية وحساسين جدا بشأن التنمية فى هذا البلد وكيف يمكن أن يؤثر هذا على القارة بأكملها. هل ترى أن علاقة مصر بجيرانها فى القارة الأفريقية اختلفت خلال السنوات الأخيرة الماضية ؟ مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر كانت دائما تشارك كثيرا في القضايا الأفريقية، نعم كل الرؤساء المصريين كانوا دائماً مشاركين فى أفريقيا ولكن بطريقة مختلفة ، لكن لا يمكن تقديم أى مقارنة أو تقدير محدد بين الرؤساء الذين رأيتهم. لكن مصر طالما كانت لديها سياسة أفريقية عظيمة وكبيرة التى تعمل لاستقرار ورخاء القارة التى تعد الأهم بالنسبة لنا. كيف تقيم مساعى الرئيس عبد الفتاح السيسى للتقارب من أفريقيا بشكل أكبر ؟ أنت تعرفين أننى كنت قبل ثلاثة أشهر فقط وزير خارجية مالى وأستطيع أن أقول إنه لدينا عمل ممتاز بالتعاون مع مصر. فالقاهرة تدعم مالى من حيث مساعدتنا لتطوير أمننا لمكافحة الإرهاب وهذا مثال واحد فقط ومصر تشارك أيضا مع العديد من البلدان الأفريقية على صعيد القضايا الاقتصادية فضلا عن قضايا التنمية، نأمل أن يتم الحفاظ على السلام فى مصر حتى تتمكن من الاستمرار فى لعب دورها التاريخى فى القارة لأن مصر واحدة من المحركات الدافعة للقارة إذا كانت مصر بخير فجميعنا بخير، إذا لم تكن مصر بخير فإنها ستخلق أيضا مشاكل للقارة كلها. ما هى توقعاتك لمستقبل مصر بعد الانتخابات فى ظل ما تشهده من إصلاحات خلال السنوات الماضية؟ مصر بلد عريق وتتمتع بحضارة عريقة، نعم مرت بالكثير من الصعوبات لكن طالما كان الشعب المصري لديه ما يكفى من الذكاء للتغلب على هذه التحديات. أنا متفائل جدا حتى بالرغم من التحديات الصعبة مثل قضايا الأمن والتنمية التى يواجهها الشعب المصرى لكن بإمكانه إيجاد السبل لحلها وتحقيق الأزدهار والاستقرار وأيضا للمساهمة فى السلام والاستقرار فى أفريقيا والعالم العربى. أنا متفائل بشأن مستقبل مصر.