قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المناورات العسكرية المشتركة التى يتم إجرائها الآن بين آلاف من القوات الإسرائيلية والقيادة الأوروبية والأمريكية تمثل الاختبار الأخير قبل أن تبدأ إسرائيل فى نشر واحد من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخى تطورا فى العالم.
وتوضح الصحيفة أن نظام الدفاع الجوى الصاروخى الذى يتكلف عدة مليارات من الدولارات سيكون أكثر تفوقا بكثير عن أى شىء آخر فى الشرق الأوسط، وسينافس على الأرجح، وربما يتجاوز فى سرعته واستهدافه، أنظمة الدفاع الجوى التى يتم نشرها فى أوروبا والولايات المتحدة حسبما يقول مطوروه.
وكانت الولايات المتحدة قد قدمت أكثر من 3.3 مليار دولار على مدار السنوات العشرة الماضية لدفع النظام الدفاعى الذى سيكون قادرا على إسقاط ليس فقط الصواريخ الباليستية، ولكن أيضا الأقمار الصناعية.
ورغم توتر العلاقة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بسبب الخلاف العميق بينهما حول الموقف من الاتفاق النووى مع إيران، فإن الإنفاق الأمريكى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية قد زاد فى العقد الماضى من 133 مليون دولار عام 2006 إلى 619 مليون فى 2015.
وقد صممت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية وشركائها الأمريكيين نظام الطبقات الذى سيسمح للدولة العبرية بالرد على هجمات متزامنة من عدة جبهات، مثل الصواريخ محلية الصنع التى تطلقها حماس والصواريخ المتوسطة المدى التى يطلقها حزب الله اللبنانى، والصواريخ الباليستية بعيدة المدى التى تطورها إيران القادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية أو كيماوية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الردار الإسرائيلى الجديد" إكس باند" سيسمح للقوات بالكشف عن الصواريخ القادمة من على بعد 500 أو 600 ميل، فى حين أن الردار الحالى يكشف الصواريخ على بعد 100 ميل فقط، وفقا للمعلومات الخاصة بالنظام التى تم تقديمها للكونجرس.
وقال عوزى روبين، المدير السابق لبرنامج الدفاع الصاروخى الإسرائيلى، إنه يرى أن هذا النظام رائدا، وحتى الولايات المتحدة لا تملك شيئا معقدا ومتطورا مثل هذا. كما أن النظام سيكون قادر على تحديد أولويات الصواريخ القادمة بحساب مساراتها. وربما لا يتم اعتراض بعض الصواريخ لو أن أهدافها الحقول أو المزارع ، لكن القذائف التى ستضرب المناطق المأهولة بالسكان أو البنى التحتية الهامة مثل القواعد العسكرية أو المصافى النفطية والمنشآت النووية سيتم وقفها.
ويتم بناء نظام الدفاع الصاروخى الإسرائيلى بشراكة مع متعاقدين دفاعيين أمريكيين منهم بوينج ومارتن لوكهيد وراىثيون. ويخطط الإسرائيليون لبدء نشر نظام الرادرات والقاذفات ومنصات إطلاق الصواريخ خلال الأشهر المقبلة على الرغم من حدوث تأخير فى الماضى.
وفى ديسمبر الماضى، احتفلت إسرائيل ووكالة الدفاع الصاروخى الأمريكية بإجراء اختبارات ناجحة لنظامين دفاعيين جديدين ضد الأنظمة الصاروخية، وهما نظام "ديفيد سلينج" المصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ونظام "أرو3" المصمم لوقف الهجمات بعيدة المدى وضرب أهداف الأعداء فى الفضاء.