لليوم الثالث على التوالى واصل الأحوازيون العرب الذين ضمت الدولة الإيرانية أراضيهم بالقوة المسلحة منذ العام 1925 انتفاضتهم ضد النظام الإيرانى، فى واحدة من أضخم العمليات الاحتجاجية التى يشهدها الإقليم العربى الواقع على الضفة الشرقية من الخليج، ومن خلال السطور التالية سنحاول تتبع أصل المشكلة من منبعها ومعرفة جذورها وقراءة تداعياتها على العلاقة بين طهران وأغنى إقليم غير فارسى فى البلاد.
1 ـ تعود جذور الأزمة إلى الاحتقان العربى الأحوازى الدائم من سياسات التفريس (تحويل المعالم العربية إلى فارسية) التى تنتهجها الدولية الإيرانية بحق الشعب العربى الأحوازى وعدم إتاحة دراسة اللغة العربية فى مدارس وتحويل أسماء الشوارع والمدن وغيرها من العربية إلى الفارسية.
2 ـ فى الحادي والعشرين من مارس وتزامنا مع احتفالات إيران بعيد النوروز وقدوم العام الشمسى الفارسى الجديد، بثت القناة الثانية الإيرانية الرسمية برنامجا خاصا للأطفال تحت عنوان "كلاه قرمزى"، ومعناه "القبعة الحمراء"، وتضمن فقرة استعراضية دعائية تتجاهل الوجود العربى بشكل كامل فى منطقة الأحواز ذات الأغلبية العربية.
3 ـ تسبب هذا البرنامج فى حالة غضب واستياء عارمة فى الأحواز العربية لأنه عرض دمية ترتدى زيا يتبع للقومية اللورية التى هجرها النظام إلى الإقليم العربى من باب تغيير التركيبية العرقية والسكانية، وتعامل البرنامج مع الأحواز على أنهم قومية لورية وبالتالى محا تماما هويتهم وقوميتهم العربية.
١- استمرار المظاهرات الليلية فى الاهواز تنديدا باهانة العرب فى التفزيون الايرانى واستمرار سياسيات الاضطهاد القومى ومحاولات التغيير الديمغرافى pic.twitter.com/pLmwoWvVqh
— AhwazHumanRights Org (@AhwazAhro) ٢٩ مارس، ٢٠١٨
4 ـ أطلق الأحوازيون نداءات ودعوات للدولية الإيرانية لحذف البرنامج والاعتزار للعرب الأحواز، غير أن الدولة تجاهلت تماما تلك المطالبات والنداءات وتعاملت مع الأمر كونه أزمة عابرة سوف يتم احتواؤها وتهدأ حالة الغضب بين أهالى الإقليم، لاسيما أنهم يعانون من مشاكل تتعلق بالجفاف وبوار الأراضى ومشاكل أخرى قد تشغلهم عن قضية كرامتهم الوطنية.
5 ـ فى صباح الأربعاء الثامن والعشرين من مارس، رأى الأحوازيون أن التصعيد هو الخيار الاستراتيجى الأنسب ـ وربما الوحيد ـ للتعامل مع ما وصفوه بـ"صلف الدولة" وتعاملها المتغطرس مع القوميات والشعوب غير الفارسية التى تمثل نحو 60 بالمئة من إجمالى سكان الجمهورية الإيرانية فى شكلها الحالى.
6 ـ نظم الأحوازيون وقفة احتجاجية محدودة أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون فى مدينة الأحواز، وعبروا عن "رفضهم لسياسات التفريس العنصرية والاضطهاد القومى"، ورددوا هتافات من قبيل "الأحواز لنا وما نعطیها"، لكن الأمن أطلق أعيرة نارية لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى تصاعد حالة الغضب والاستياء.
7 ـ فى مساء الأربعاء نظم الأحوازيون مظاهرات ليلية بينما يرتدون ملابس عربية تعبر عن هويتهم ورفعوا شعارات باللغة العربية منها "بالروح والدم نفديك يا أحواز"، غير أن الأمن تعامل مجددا بالقوة المفرطة وفرق المتظاهرين باستخدام إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيلة للدموع.
🔴شعار المتظاهرين فى #الأهواز: " بالروح بالدم نفديك يا اهواز"
تجمع الآلاف من المتظاهرين ضد العنصرية واهانة العرب فى التفزيون الايرانى واستمرار سياسيات الاضطهاد القومى ٢٩مارس ومازالت المظاهرات مستمرة وهناك دعوات فى مدن عبادان والمحمرة والفلاحية والخفاجية للخروج ليل الخميس pic.twitter.com/Y9Q4UliaXB
— AhwazHumanRights Org (@AhwazAhro) ٢٩ مارس، ٢٠١٨
8 ـ فى يوم الخميس 29 مارس تجمع الأحوازيون مرة أخرى لكن هذه المرة توسع الاحتجاج وبدلا من انطلاق المظاهرات فى مدينة الأحواز فقط، انطلقت من عدد من المدن وهى عبادان والمحمرة والفلاحية والخفاجية، حيث تجمع الآلاف من المتظاهرين ضد ما وصفوه بـ"العنصرية وإهانة العرب فى التلفزيون الإيرانى واستمرار سياسيات الاضطهاد القومى".
9 ـ خرج الأحوازيون مجددا صباح اليوم الجمعة من منطقة "كوت عبد الله" رافعين الشعار الثابت لهم "بالروح بالدم نفديك يا أحواز"، كما عمت الاحتجاجات عددا آخر من المدن والأراضى العربية وطالب المتظاهرون بالإفراج عن 12 شخصا بينهم ثلاث نساء كانت قوات الأمن الداخلى قد اعتقلتهم يومى الأربعاء والخميس.
10 ـ لعبت المرأة الإيرانية دورا بارزا فى المسيرات والمظاهرات المستمرة منذ نحو 3 أيام، وأظهرت مقاطع مصورة بثها أحوازيون من خلال مواقع التواصل الاجتماعية احتشاد النساء فى مسيرات بالأزياء العربية، وشهدت عدة مدن إيران مظاهرات مماثلة بعد صلاة الجمعة فى عبادان والمحمّرة والأحواز والفلاحية.
تظاهرات #عربهای_اهواز در اعتراض به «انکار هویتشان» توسط صدا و سیماری رسمی #ایران.. زنان شعار میدهند: ما از اهوازیم.. اهانت نمیپذیریم pic.twitter.com/wgPfpxMHiY
— العربیہ فارسی (@AlArabiya_Fa) ٢٩ مارس، ٢٠١٨
6 ـ نظم الأحوازيون وقفة احتجاجية محدودة أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون فى مدينة الأحواز، وعبروا عن "رفضهم لسياسات التفريس العنصرية والاضطهاد القومى"، ورددوا هتافات من قبيل "الأحواز لنا وما نعطیها"، لكن الأمن أطلق أعيرة نارية لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى تصاعد حالة الغضب والاستياء.