مرة جديدة، تندلع موجة من الاحتجاجات فى الولايات المتحدة بعد مقتل شاب أمريكى أسود أعزل على يد الشرطة فى مدينة سكرامنتو فى ولاية كاليفورنيا، ليثير حالة من الغضببين السود وخوف من اتساع الاحتجاجات واتهامات للشرطة بالعنصرية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن فى ظل الاضطراب الذى شهدته مدينة سكرامنتو عقب مقتل ستيفين كلارك، البالغ من العمر 22 عاما، والذى تعرض لإطلاق نار قاتل من ضباط الشرطة الذين كانوا يستجيبون لاستغاثة بشان تخريب للمتلكات تعرض عمدة المدينة لانتقادات وإشادة فى نفس الوقت لتعامله مع حزب السود فى المدينة.
وشارك حشد كبير فى جنازة ستيفن كلارك وتحولت الجنازة فيما بعد إلى مسيرة حاشدة ضد عنف الشرطة الأمريكية.
ونزل المحتجون على الفور إلى الشوارع وأغلقوا طرفى طريق سريع أساسى ومنعوا آلافا من المعجبين بفريق كرة السلة ساكرامنتو كينجز من دخول مركز "جولدن ون" لحضور مباراة. وتوجه مئات المحتجين إلى المكان نفسه الثلاثاء، بينما كانت الشرطة تدعو إلى الهدوء وتعلن أن وزارة العدل ستجرى تحقيقا فى الحادثة.
وتحوم أسئلة تتعلق بالاستخدام المفرط للقوة حول القضية، فقد أطلق الضباط الرصاص 20 مرة على كلارك. ورغم أن إطلاق النار تم تسجيله من طائرة مروحية تابعة للشرطة ومن كاميرات الجسد الخاصة بالظباط، إلا أن هؤلاء الضباط أغلقوا صوت كاميراتهم بعدما فتحوا النيران على الضحية.
وقالت الشرطة إن الفيديو الذى صورته الكاميرات التى كانت مثبتة بملابس الشرطيين خلال المواجهة التى دارتأظهرت القتيل، وهو يمسك شيئا تبين فيما بعد أنه هاتف محمول بينما أطلق الشرطيان عليه 20 عيارا ناريا.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد قالت فى تقرير لها فى يناير الماضى إن الشرطة الأمريكية قتلت 987 شخصا فى الولايات المتحدة العام الماضى، وكان العدد أكبر بنحو 20 شخصا فى العام الذى سبقه، بينما كان الرقم متطابق تقريبا أيضا بالنسبة لمن قتلوا على يد الشرطة فى عام 2015. ورأت الصحيفة أن عدم وجود تغيير فى هذه الأرقام إشارة محبطة على أنه برغم الانتباه الكبير الذى تم تسليطه على هذه القضية فى السنوات الثلاثة الماضية، فأن السلطات تفشل فى تقديم حلول وتطبيقها.
وفى السنوات الماضية، أثارت الشرطة الأمريكية موجات من الغضب العارم بتعاملها الوحشى مع المشتبه بهم، لاسيما السود، الأمر الذى أسفر عن قتل العديد منهم على يد ضباط، وكانت البداية مع مقتل الشاب الأسود ما يكل براون فى أغسطس 2014 فى مدينة فيرجسون بولاية ميزورى، وذلك بعد إطلاق النار عليه 6 مرات، بينها رصاصتين فى الرأس، لسرقته علبة سيجار قيمتها 49 دولارًا، وتسببت تلك الواقعة فى اندلاع احتجاجات هائلة نشأت معها حركة "أرواح السود مهمة" للدفاع عنهم فى مواجهة عنف الشرطة.
وفى وقت لاحق من نفس العام، قُتل مواطن أسود أعزل على يد الشرطة خنفا خلال ضبطه أثناء بيعه سجائر غير خاضعة للضريبة، وأثار قرار محكمة أمريكية عدم توجيه اتهام للشرطى الذى قام بقتله احتجاجات غاضبة أيضا فى شوارع نيويورك. ولقى إريك جارنر، وكان أبا لـ6 أطفال يبلغ 43 عاما، مصرعه على يد الشرطى جاستن داميكو الذى قام بطرحه أرضا بينما كان يحاول مقاومة الشرطة التى ذهبت للقبض عليه بسبب بيعه سجائر غير خاضعة للضريبة.
وفى شريط مصور للحادثة يظهر رجل الشرطة يضغط على رقبة جارنر، الذى اشتكى أكثر من مرة أنه لا يستطيع التنفس قبل أن يغيب عن الوعى ويلفظ أنفاسه. وقام المحتجون، الأربعاء، بترديد آخر كلمات جارنر "لقد انتهى اليوم" وردد آخرون "لا أستطيع التنفس".