أنت.. كما أنت "مصطفى بكرى" المقاتل الذى ما غادر يومًا ساحات المعارك "الوطنية".. وما برح يومًا "ساحة النزال" مهما تكالب عليه الخصوم، ومهما تنوعت حروبهم.. كانت "مصرنا الغالية" و"بسطاء الوطن" لوحة التنشين، التى ينطلق منها "محارب" كل من يتجرأ على"الثوابت"، مدافعا عن كل من يحيق به ظلم فى"محراب الوطن".
صمد على الدوام، فى وجه "عواصف عاتية".. وخاض غمار "مواجهات قاسية".. وكان عند لحظات الخطر "فارسا نبيلا" يتصدى ولو كان وحده، لمن ينسجون خيوط الظلام، لم يعرف عنه سوى "التصدى" حين يكون الوطن فى"مرمى التحديات".. فحين ألمت بمصر كارثة زيادة الأسعار فى الثامن والتاسع عشر من يناير 1977، كان وهو"الطالب" قائدا لتظاهرات "قنا" فى انحيازه للفقراء، وليدفع الثمن بإيداعه "سجن قنا الغربى" لثلاثة أشهر أويزيد.. وحين رفرف علم الصهاينة فوق سفارتهم فى العام 1980، كانت "قنا" المحافظة الوحيدة، على مستوى الوطن، التى يقود فيها "مصطفى بكرى" مظاهرة رفض واحتجاج على تدنيس علم الصهاينة لسماء مصر.. فراح من جديد يدفع ثمن وقفته "ملاحقة" و"سجنا".. حتى أنه كان يؤدى الامتحانات الجامعية وهو "سجين" يتم نقله بالكلابشات من السجن للجامعة.. وبالعكس.
وظل "مصطفى بكرى" يرفع فى كل معاركه، ومراحل حياته "الصعبة" راية الوطن، ولا يعرف لها بديلا.. إن فى دربه السياسى الذى سلكه، عبر سنوات عمره، أو عبر رسالته الإعلامية، والتى كانت ولا تزال "ملحمة وطنية فريدة" يذود فيها عن "ثوابت الأمة".. وكانت محطاته "الفارقة" فى كل المجابهات التى خاضها بمثابة "تجسيد حى" لسلوك وطنى، لم يستهدف من وراءه سوى "التجرد التام" وهو يتصدى لجيوش "الشر" التى جابهها بكل شجاعة وكبرياء، وهو لا يملك من الدنيا سوى "أسلحة الشرف".
خاض معارك برلمانية شتى.. واجه خلالها "أساطين الحكم" و"ديناصورات السلطة".. ملتحما بإرادة شعب مصر الطاهر، الذى وفر له السند والعون، والدعم.. فكانت المحصلة "تزويرا فجًّا" لإسقاطه عنوة، مع ما فى ذلك من حملات تشويه "ماجنة".. أو "فوزا كاسحا"حين لاحت فى الأفق بعض معايير "العدالة".. وحين قدر له شرف تمثيل الشعب العظيم تحت قبة البرلمان، كان "نارا" على الفاسدين، والمحتكرين، والمنحرفين.. ولعل معاركه مع "أحمد عز" وتفجيره لقضايا "القمح الفاسد" و"العلاج على نفقة الدولة" و"الدفاع عن البنوك والشركات الوطنية" وغيرها.. لعلامات بارزة سوف تبقى فى "سجله الوطنى" عنوانًا على "العطاء الوطنى الممتد".
وحين تصدى لأطماع الصهاينة والمستعمرين وواجه غزواتهم "التطبيعية" و"العسكرية" و"التوسعية".. ونظم لذلك المؤتمرات، وشن الحملات المضادة، وكشف المخططات التى أغرقت المنطقة فى بحور من"الدماء" و"الهلاك".. فقد برهن على حسن قراءته، لمستقبل الوطن، والأمة "المثخن بجراح" لن تندمل فى ظل وجود "جوقة المتآمرين" و"عملاء الشر" الذين وقف بكل بسالة، فى "ساحة النزال الوطنية" يرد كيدهم، كاشفا فى الآن ذاته لمرتزقة، وعملاء الطابور الخامس، الذين تسللوا لقلب الوطن فى غفلة من الزمن، ليعيثوا فيه حرقا، وتدميرا.. حتى كانت ثورة الثلاثين من يونيه للعام 2013، لتعود مصر من جديد إلى أبنائها، بفضل المخلصين فى جيشنا العظيم، وشرطتنا الباسلة، والشرفاء فى الإعلام، ومجالات الحياة كافة.
كثيرة هى المعارك، التى خاض"مصطفى بكرى" غمارها بثبات يليق بدوره الوطنى الذى لم ينحرف عن "البوصلة المصرية" يوما، فكانت آخر معاركه ذودا ودفاعا عن "نساء مصر".. و"سيدات الصعيد" الذين أراد أحد "الشواذ فكريا" المساس بقدسيتهن، فكان له بالمرصاد، ولم يتركه حتى أدخله السجن ليلقى جزاءه.. وجاءت حملته فى"الإعلام" و"البرلمان" ضد "نائب التطبيع" الذى داس على "المقدسات" وانتهك كل "الحرمات" بمثابة "ثأر كامل" للوطن، ولشهدائه، ولكل من نالتهم "سفالات" هذا المشبوه، والمخبول.. والذى أدركنا نهايته منذ أيام.
لقد برهنت "عوادى الزمن" أن الإخلاص للوطن، والصدق مع النفس، والثبات فى المواقف هى "الفيصل" فى إحراز النتائج التى لا تبتغى غير"العطاء" المجرد من الأهواء.
محمود بكرى يكتب عن شقيقه مصطفى بكرى: أنت كما أنت.. تثبت دوما أن عوامل التعرية "السياسية" لم تنل منك.."التجريف" للرموز والشخصيات لم يقترب من مواقفك الراسخة كرسوخ عشقك لوطنك وحبك لأهلك البسطاء فى عموم مصر.