تحت شعار "أنا عربى وافتخر واللى لا يعجبه ينتحر"، واصل المئات من عرب الأحواز الواقعة جنوب غرب إيران احتجاجاتهم لليوم الرابع على التوالى احتجاجا على ما أسموه محاولات الدولة الإيرانية لطمس الهوية العربية للإقليم، بعد أن بث التلفزيون الرسمى قبل أيام برنامج اعتبروه مهينا للعرب.
ولم تكن تلك المرة الأولى التى يتم بث فيها برامج مهينة للعرب، بل تكررت مؤخرا الإساءة للعرب فى بعض البرامج التلفزيونية بل امتدت لتطال رموز أهل السنة فى بعض الأحيان، وفى كل مرة تتلافاها الدولة بتقديم اعتذارات رسمية خوفا من موجات الاحتجاج.
وهذه المرة انتفض الأحواز ولم يصمتوا ضد الإساءة المتكررة لهم ومحاولات طمس هويتهم العربية، بعد بث القناة الثانية بالتليفزيون الرسمى الإيرانى برنامج تليفزيونى للأطفال يحمل اسم "كلاه قرمزى"، بمناسبة أعياد رأس السنة الإيرانية "عيد النوروز"، تضمن فقرة استعراضية دعائية تتجاهل الوجود العربى فى منطقة الأحواز ذات الأغلبية العربية بشكل كامل، وعرض دمية ترتدى زيا يتبع القومية اللورية المهاجرة للإقليم، بينما تم تعريف كل الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.
وأظهرت مقاطع فيديو، حصل "انفراد" عليها من حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، مواصلة مسيرات الغاضبين، فى مدن مختلفة، منها الحميدية وشيبان، مرددين شعارات تندد بسياسة التهميش والقضاء على هويتهم العربية، وذلك بعد أن قوبلت مسيرات الغاضبين نهار الجمعة فى عدة مدن أحوازية بعنف من قبل قوات الأمن مستخدمة قنابل مسيلة للدموع لإخماد التظاهرات وتفريق المحتجين بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى.
وبحسب مقاطع فيديو تم تداولها مساء أمس على مواقع التواصل الاجتماعى، استخدمت قوات الشرطة الإيرانية الغاز المسيل للدموع وإطلاق نار لتفريق التظاهرات، واعتقلت العشرات من المتظاهرين، الذين يطالبون بالحقوق القومية لعرب الأحواز ووقف حملات القمع الأمنى والتعذيب.
وحصل "انفراد" على مقاطع فيديو أخرى ليلة الجمعة، تظهر المئات من العرب الأحوازيين يتظاهرون فى مدن معشور والحميدية والأحواز العاصمة ويرددون شعارات "بالروح والدم نفديك يا أحواز"، "أنا عربى وافتخر واللى لا يعجبه ينتحر"، "احواز إلنا وما نعطيها" ، "أرادوا الذل لنا وما نذل".
- تحرير الأحواز تشيد بانتفاضة "الكرامة" ضد عنصرية إيران وطمس هويتهم
من جانبها أشادت حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، بالانتفاضة التى اندلعت فى عدة مدن أحوازية جنوب غرب إيران، منذ عدة أيام، احتجاجا على محاولات الدولة الإيرانية لطمس الهوية العربية للإقليم، بعد أن بث التلفزيون الرسمى قبل أيام برنامج اعتبروه مهينا للعرب.
وقالت الحركة فى بيان لها، أرسلت نسخة منه لـ "انفراد"، "تعم مدن وقرى الأحواز المحتلة من قبل إيران هذه الأيام، مظاهرات عارمة يعلن من خلالها الشعب العربى الأحوازى، رفضه لكل مظاهر الوجود الفارسى، بالشعارات الصريحة التى تدعو إلى تطهير الأحواز من المحتل الذى تجاوز بممارساته العنصرية وبجرائمه التى تستهدف الحرث والنسل فى الأحواز، كل القيم الإنسانية والشرائع السماوية، ونحن فى حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، نشيد بجماهير شعبنا التى تخوض انتفاضة الكرامة ضد المحتل بكل مايعنيه من وجود شاذ وسلوك مستفز".
وأضاف البيان، "المحتل كمغتصب لا يمكن أن يجد نفسه، إلا بالانسجام مع طبيعته العدوانية، إذ يرى فى العنف وسيلة لا غنى عنها لضمان استمرار وجوده فى وسط يرفضه ويسعى للتخلص منه. وهو فى ذلك تتعدد أساليبه فى اتباع سياسة الأرض المحروقة، الإبادة الجماعية التى فاقت المعايير الدولية لوصف الجرائم ضد الإنسانية، والاغتيالات الغادرة، واغتصاب الأراضى والممتلكات، وتهجير المواطنيين من أماكن استقرارهم، وتحويلهم إلى مشردين دون مأوى أو مصادر رزق، والإفقار المتعمد بنشر البطالة فى أوساط العرب الأحوازيين، وتجفيف الأنهر التى يعتمد عليها الفلاح الأحوازى فى رى مزارعه، ومحاربة الإنسان الأحوازى فى هويته وثقافته وتاريخه...هذه التجاوزات مجتمعة تشكل جوهر الحراك الأحوازى المنتفض دائما ضد أسوأ محتل عرفته البشرية قاطبة".
وتابعت الحركة فى بيانها، "إن انتفاضة الكرامة التى تعم ربوع الأحواز الأبية، ليست انفعالات لحظية لتحقيق مطالب آنية، كتحسين الأوضاع المعيشية، أو الاستياء من فساد النظم الإدارية، أو السخط من تدنى مستوى الخدمات المدنية... وغيرها من الأوضاع المزرية التى أفرزتها سياسة الفصل العنصرى التى يتبعها المحتل فى الأحواز لإشغال الشعب الثائر عن أهدافه الأساسية، بل هى ثورة شعبية من أجل الانعتاق من رقبة الاحتلال وتحقيق الحرية التى دونها الغالى والنفيس. وما يتقيأ به إعلام المحتل من إساءات عنصرية ضد الشعب الأحوازى، ليست إلا سلوكيات متوقعة تنسجم مع سياسة المحتل وطبيعته الشاذة".
وفى ختام البيان، تهيب الحركة بالشباب الأحوازى المقاوم، أن يقود هذه الانتفاضة بالتخطيط الواعى، والتنسيق المحكم، وبإزكاء الروح الوطنية بين المواطنين، والحرص على توحيد الشعارات التى تسمو بأهداف الانتفاضة".
وفى نهاية البيان قالت "نحن على يقين بأنكم الأعلون بإيمانك وبقيمكم ومبادئكم السامية. واعلموا أن جنود العدو أجبن من أن يضحوا بأنفسهم من أجل تنفيذ أوامر مدفوعة الأجر تصدر من مراكزعليا، هم أول من يشهد على جرمها وفسادها. فاعلموا أن الحق ينتزع ولا يعطى، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها. فانتفاضتكم المباركة خير برهان على عزمكم الذى لا يلين، وإصراركم على المضى قدما حتى تحقيق كامل الأهداف إن شاء الله".