48 ساعة مقاومة × 48 صورة.. نضال الفلسطينيين ينتصر على بطش الاحتلال.. إضراب شامل يعم الأراضى المحتلة احتجاجا على مجازر إسرائيل.. تشييع جثامين شهداء مسيرة العودة.. والأمم المتحدة تدعو إلى التحقيق فى جرا

48 ساعة مرت على الملحمة الفلسطينية والمقاومة الشعبية ضد جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين، حيث يواصل الشعب الفلسطينى صموده وثباته ونضاله ومواجهته رصاص وقذائف وغارات قوات الاحتلال بالطرق السلمية فى الوقت الذى تنتهك فيه السلطات الإسرائيلية الأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولى برمته بجرائمها التى ترتقى إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية بحسب مراقبون. لحظات تاريخية يسطرها كفاح الشعب الفلسطينى الذى يتحدى تهديدات الاحتلال الإسرائيلى بمسيرات العودة فى يوم الأرض، حيث يعم الإضراب الشامل الأراضى الفلسطينية، اليوم السبت، احتجاجا على استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة المئات برصاص جيش الاحتلال خلال الاحتجاجات الغاضبة التى خرجت أمس على فى قطاع غزة. إضراب شامل استنكارا لمجازر الاحتلال وقالت القوى الوطنية والإسلامية، التى تضم حركتى حماس وفتح وكافة التنظيمات الفلسطينية، فى بيان إن الإضراب سيكون "فى كل محافظات الوطن حدادا على أرواح الشهداء واستنكارا لمجزرة الاحتلال وإرهابه وسقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى فى جريمة مبيتة تستهدف أبناء شعبنا". وتحدث مسئولون فلسطينيون فى قطاع الصحة عن جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، ذلك أن القوات الإسرائيلية استخدمت الذخيرة الحية بشكل أساسى ضد المحتجين، بالإضافة للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى. وخرج الفلسطينيون فى احتجاجات اجتاحت شوارع الأراضى المحتلة، أمس الجمعة، بمناسبة "يوم الأرض" الذى يحيى فيه الفلسطينيون ذكرى مقتل 6 من عرب إسرائيل داخل الخط الأخضر على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976 احتجاجا على مصادرة الاحتلال للأراضى السكنية، لكن محور الاهتمام هو مطلب السماح للاجئين الفلسطينيين بحق العودة للبلدات والقرى التى هربت منها أسرهم أو طردت منها عند قيام دولة إسرائيل عام 1948. فلسطينيون يشيعون جثامين شهداء "مسيرة العودة" فى سياق متصل، شيع الفلسطينيون، شهداء مسيرة العودة إلى مثواهم الأخير، اليوم، فى مواكب جنائزية مهيبة شاركت فيها جميع فئات الشعب الفلسطينى. وفى مدينة بيت حانون شمال القطاع شيعت الجماهير الفلسطينية الشهيد حمدان إسماعيل أبو عمشة حيث أدى عليه صلاة الجنازة بعد أن ألقت عليه عائلته نظرة الوداع الاخيرة قبل ان يوارى الثرى فى مقبرة المدينة. أمريكا تعرقل قرار إدانة جرائم الاحتلال بمجلس الأمن ولم يتمكن مجلس الأمن الدولى- خلال جلسته الطارئة التى دعت إليها الكويت أمس- من الاتفاق على بيان مشترك حول الجرائم الإسرائيلية الأخيرة بحق الفلسطينيين، إلا أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تايي- بروك زيريهون حذر من أن "هناك خشية من إمكان تدهور الوضع فى الأيام المقبلة". فيما قال المندوب الفرنسى فى الأمم المتحدة إن "خطر تصعيد (التوتر) حقيقى. هناك إمكانية لاندلاع نزاع جديد فى قطاع غزة"، كما أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أسفهما لموعد انعقاد الاجتماع بسبب تزامنه مع الفصح اليهودى الذى بدأ الاحتفال به مساء الجمعة، مما حال دون حضور أى دبلوماسى إسرائيلى للجلسة الطارئة التى عقدت على مستوى مساعدى السفراء. فى الوقت ذاته، قال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الاعتراضات الأمريكية فى مجلس الأمن الدولى التى أدت إلى تعطيل قرار إدانة العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، تشكل غطاءً لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الفلسطينيين، وتشجعها على تحدى قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال. وأضاف أبو ردينة - فى بيان اليوم- أن استمرار الإدارة الأمريكية بنهجها الحالى المتمثل بحماية الاحتلال، وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة نتنياهو لوقف عدوانها وبطشها، لن تزيد الفلسطينيين إلا صمودا وثباتا على مواقفهم المتحدية لكل المؤامرات التى تستهدف وجودهم وأرضهم، وأثبت أن قضية فلسطين حية لا تموت ولا يمكن تجاوزها وتصفيتها. وتابع أبو ردينة "رسالة الشعب الفلسطينى بالأمس كانت واضحة، بأن الأرض الفلسطينية باقية لأصحابها الشرعيين، وأن الاحتلال مهما طال سيزول، والاستيطان مهما توسع سيقلع بتضحيات شعبنا، وصمود قيادته"، وقال الناطق الرسمى، "شعبنا لن يركع أمام الواقع الصعب والمعقد الذى يحاول البعض فرضه علينا، وهو أمام تحد تاريخى لمواجهة محاولات التزييف والتضليل للتاريخ التى يتوهم الاحتلال ومن يسانده انه يقوم بها لتغيير معالم أرضنا ووجودنا عبر استيطانه المرفوض دوليا". وأشار إلى أن الحراك الفلسطينى الرسمى والشعبى سيستمر حتى نيل الحقوق المشروعة، لكشف سياسة الاحتلال والعدوان، سواء فى مجلس الأمن الدولى، أو فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب الحماية الدولية لشعب فلسطين الأعزل، وفى باقى المحافل الإقليمية والدولية كحركة عدم الانحياز، أو القمة العربية القادمة التى سيتم فيها تجديد التأكيد على الموقف الفلسطينى المتمسك بالثوابت وبالقدس ومقدساتها، والرافض لكل محاولات التصفية والمشاريع المشبوهة التى يحاول البعض الترويج لها. واختتم أبو ردينة، "بالأمس جدد الشعب الفلسطينى العهد بالحفاظ على ما حققه من إنجازات خلال المرحلة الطويلة لكفاحه الباسل، وفى مقدمتها وحدته وتمثيله السياسى عبر ممثله الشرعى والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، وإسقاط كل المؤامرات التى تستهدف مشروعنا الوطنى الذى ضحى الآلاف من أبنائنا بدمائهم وأعمارهم فى سبيله". روسيا تدعو فلسطين وقادة الاحتلال لإجراء مفاوضات برعايتها على صعيد آخر، أعلن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف، أن روسيا تؤكد استعدادها لاستقبال القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لإجراء مفاوضات، حيث قال فى الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولى، "إن التسوية فى الشرق الأوسط يجب أن تقوم على أساس القانون الدولى المعترف به عموما، بما فى ذلك قرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة ومبادرة السلام العربية"، وأضاف "نؤكد من جديد استعدادنا لتوفير منصة روسية لاجتماع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين". الأمم المتحدة تدعو إلى تحقيق مستقل فى عنف الاحتلال إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف فى عمليات القتل والإصابات التى وقعت بغزة خلال الساعات الماضية، حسبما ذكر فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الذى قال أيضا إن "جوتيريس دعا الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أى عمل قد يؤدى إلى سقوط مزيد من الضحايا ولاسيما أى إجراءات قد تلحق الأذى بالمدنيين".