لم تكتف الجماعات الإرهابية باستهداف الدولة المصرية بالتفجيرات، في محاولات فاشلة لاثارة الفوضى، وإنما لجأت العناصر المتطرفة، إلى تطويع السوشيال ميديا لصالح إرهابهم.
ولجأت الجماعات الإرهابية مؤخراً لاستخدام تطبيقات حديثة للتواصل فيما بينهم، بعيداً عن الملاحقات الأمنية، إلا أن أجهزة الأمن باتت تمتلك أدوات أكثر تطوراً، مما يضمن لها التفوق على الخارجين عن القانون.
إعادة مشاهد السطو المسلح والجماعات الإسلامية في تسعينات القرن الماضي، كانت ما تصبو إليه العناصر المتطرفة، لوقف المشروعات التنموية التي تشهدها البلاد، كى يؤدى ذلك إلى هرب المستثمرين الأجانب من مصر، بهدف الإطاحة بالإقتصاد الوطني.
الأجهزة الأمنية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التحركات، وحاصرت الجريمة الإلكترونية، حيث تمكن ضباط الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، من ضبط شخص بالإسكندرية، لإدارته صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ينشر من خلالها عبارات تحريضية ضد رموز الدولة ومؤسساتها ونشر أفكار دينية متطرفة.
ورصدت معلومات وتحريات إدارة البحث الجنائى بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، نشاط "محمد .م.م" 43 سنة، حاصل على الثانوية العامة، مقيم سيدى جابر بمحافظة الإسكندرية، عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تحمل اسم "محمد الأمين" ينشر من خلالها عبارات تحريضية ضد رموز الدولة ومؤسساتها ونشر أفكار دينية متطرفة .
وعقب تقنين الإجراءات قامت مأمورية من الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بالتنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، أسفرت عن ضبط المتهم وبحوزته هاتف محمول، وبفحصه تبين وجود محادثات عبر إحدى تطبيقات التواصل الإجتماعى تتضمن عبارات تدل على دعمه للفكر الجهادى المتطرف ورغبته فى الإنضمام لتنظيم إرهابى ، والجهاد ضد قوات الأمن وإستنزافهم لدعم عناصر التنظيم، وإعترف بإرتكابه الواقعة ونشره أفكارا دينية متطرفة وارتكابه الواقعة ونشره أفكار دينية متطرفة، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
واللافت للانتباه أن مخاطر الإرهاب الإلكترونى تكمن فى تداول المعلومات الخاصة بتكدير الأمن العام والدعوة إلى القيام بأعمال الإرهاب والعنف والشغب، واستهداف رجال الشرطة والجيش والقضاء والتحريض عليهم، واستهداف مؤسسات الدولة، فضلاً عن نشر الشائعات المغرضة وتحريف الحقائق بسوء نية وتلفيق التهم والتشهير والإساءة للسمعة والسب والقذف، ومن ضمن مخاطر الإرهاب الإلكترونى التلقين الإلكترونى الذى يقوم على حشد المؤيدين والمتعاطفين مع الإرهابيين اللذين يستخدمون المنابر الإلكترونية للتواصل مع أعوانهم للتظاهر والاعتصام.
وتعد من ضمن مخاطر الإرهاب الإلكترونى، الدعوة للخروج على الثوابت المجتمعية وتشجيع التطرف والعنف والتمرد، بالاضافة إلى التخطيط للأعمال الإرهابية والتعريف بطرق تصنيع المتفجرات والقنابل.
وبلغة الأرقام، فإنه تم إغلاق 3343 صفحة إخوانية وإرهابية على "الفيس بوك" تحرض على العنف والشغب، وضبط نحو 254 متهما وراء التحريض على العنف وإثارة القلق خلال نحو 5 سنوات.