شاءت الصدفة أن تكون أول صورة صحفية فى العالم تكون من مصر، تحديدًا لقناة السويس، حيث نشرت صحيفة "ذا دايلى جرافيك" الأمريكية أول صورة صحفية للقناة فى مثل هذا اليوم عام 1880، ومنذ هذا اليوم عرف العالم هذا الفن الفريد من نوعه الذى لم ينجح فقط فى تغيير وجه الصحافة، ولكنه ساعد الصحافة على تغيير وجه العالم.
ومع الوقت ازداد الاهتمام بفن التصوير الصحفى لدرجة أنه أصبح العنصر التحرير الأهم فى الصحف، وأحيانًا ما تكفى صورة بدون أى كلام لتغيير مواقف الجمهور ونقل الحدث لهم وكأنهم جزء منه.. أما الدور الأقوى للصور الصحفية فيظهر فى أوقات الأزمات والحروب، مما دفع المتخصصين إلى دراسة كيفية توظيف الصور الصحفية فى الحروب والثورات، لا سيما فى السنوات الأخيرة التى لم يقتصر فيها استخدام الصور على الصحف ووسائل الإعلام، وإنما حولت الصور الرقمية كل شخص إلى مواطن صحفى.
وعلى مدار سنوات طويلة من تاريخ التصوير الصحفى فى مصر، ورغم تعرض الجمهور لآلاف الصور على مدار حياتهم سواء من خلال الصحف أو التلفزيون أو وسائل الإعلام الاجتماعى، إلا أن هناك صورًا لا يمكن للمصريين أن ينسوها أبدًا مهما مر الزمن، إليك 10 من أبرزها..
الصورة الأبرز فى أذهان المصريين، لا سيما الناصريين منهم، الذين يستشهدون بها على الشعبية الجارفة لـ"حبيب الملايين" الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، يرجع تاريخ الصورة إلى عام 1970، وهى الصورة التى نشرتها صحيفة الأهرام مع مانشيت يقول "طوفان من الدموع"، وعناوين تقول إن الجنازة كانت رسمية حتى 10 أمتار ثم "ذابت فى بحر غلاب من البشر" و"الملايين حاولوا اختطاف النعش أكثر من مرة"، وأن موكب الجنازة استغرق 4 ساعات كاملة.
هذه الصورة المحفورة فى أذهاننا من يوم العبور، والتى تعتبر من أشهر صور حرب أكتوبر، بطلها هو الجندى "محمد طه يعقوب" ابن بورسعيد الذى التحق بالجيش عام 1972 بقرار شخصى منه رغم تأجيل خدمته لأنه من أصحاب المؤهلات العليا، وحسب مقابلة صحفية أجراها عام 2015 مع صحيفة مصرية فإنه كان ضمن سرية "الهاون الـ82 ملم"، كتيبة 22 مشاة ميكانيكى ولم يكن يعلم بأمر العبور حتى قبل ساعة الصفر بدقائق، وكان يعتقد أنه يمارس تدريبات عادية حتى فوجئوا بقائد الكتيبة يأمرهم بالعبور.
وحسب "يعقوب" فإن هذه الصورة المنتشرة له هى أول صورة تلتقط لجندى مصرى على خط بارليف بعد العبور، وأول صورة يرفع فيها علامة النصر، ويقول إن مصور "أخبار اليوم" هو صاحب هذه اللقطة له.
من الصعب أن يأتى ذكر حرب أكتوبر دون أن تتذكر هذه اللقطة الشهيرة للرئيس الراحل أنور السادات فى غرفة العمليات أثناء متابعته تطورات المعركة لحظة بلحظة.. هذه الصورة التى اكتسبت أهمية خاصة مؤخرًا، ولم تعد فقط تشير إلى حرب أكتوبر، ولكنها كانت بطلة قصص الخلاف بين "السادات" والفريق سعد الدين الشاذلى.
هذه الصورة الملحمية محفورة فى أذهان جميع المصريين حتى ممن لم يشهدوا هذه اللحظات المحزنة والتاريخية فى الوقت نفسه، وهى صورة جنازة كوكب الشرق أم كلثوم عام 1975، والتى نشرتها إحدى الصحف تحت عنوان "الوداع يا ست".
لا أحد ينسى أيضًا الجنازة الضخمة الأخرى التى تلتها بعامين، للعندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ" فى عام 1977 والتى كانت أشبه بجنازة لأحد الزعماء، ومن الصعب أيضًا أن ننسى مع الصورة كل القصص المرتبطة بالجنازة لاسيما قصة انتحار إحدى الفتيات حزنا على العندليب.
هذه الصورة ضمن سلسلة من الصور تسجل لحظة بلحظة وقائع حادث المنصة فى أكتوبر 1980، وتفاصيل عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، التقطها المصور الصحفى "مكرم جاد الكريم" مصور مجلة آخر ساعة من مكانه فى البرج المخصص للمصورين فى العرض العسكرى.
هذه الصور المؤلمة والبشعة التى تسجل حادث احتراق قطار الصعيد عام 2002 وهو الحادث الذى جعل الحزن يخيم على مصر كلها، لا سيما بعد نشر الصور التى أثارت الكثير من الغضب فى نفوس المصريين ولا تزال هذه الصور بقعة سوداء غير قابلة للمحو فى تاريخ حكم مبارك.
المشهد الذى لن تنساه مصر ولا العالم مهما كانت تبعات هذه الثورة، مشهد ميدان التحرير خلال الـ 18 يومًا التالية لـ25 يناير، والسابقة لخلع مبارك.
الصورة التى أثلجت صدور ملايين المصريين فى الجلسة الأولى من محاكمة القرن فى أغسطس 2011، وهى المرة الأولى فى تاريخ مصر التى يظهر فيها أحد الرؤساء داخل القفص ويخضع للمحاكمة، وتصدرت هذه اللقطة من زوايا مختلفة جميع الصحف فى اليوم التالى للمحاكمة.
هذه الصورة التى التقطتها عدسة مصور "انفراد" الزميل "إسلام أسامة" يوم 24 يناير 2015 أثناء الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة يناير خلال مسيرة سلمية فى شارع طلعت حرب. وهى الصورة تناقلتها العديد من وكالات الأنباء العالمية وانتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى، وقام العديد فى دول مختلفة حول العالم بمحاكاة الصورة فى وقفة صامتة منددة بالمشهد.. وفازت الصورة بالمركز الأول فى مسابقة "شوكان" كأفضل صورة صحفية فى عام 2015.