"الليزك".. العمى فى شعاع ليزر..حلموا بالاستغناء عن النظارة.. فضاع بصرهم وتحولت حياتهم لكارثة.. رؤية هالات حول الضوء والألوان بطريقة خاطئة أحد أهم المضاعفات.. ضحايا لـ"انفراد":فكرنا فى الانتحار بعد الع

- رؤية مزدوجة تطارد عين شريف وشبكة عنكبوت تحجب بصر دعاء -ضحايا لـ«انفراد»: نادمون على إجرائها والنظارة كانت نعمة -زميل كلية الجراحين البريطانيين: بعض الأطباء يعتبرون المريض «دبيحة» ويتلفون أعين البعض بسبب الليزك - جراح عيون: «الليزك» فى مصر «سيئ الاستخدام» ونسبة من لا تلائمهم العملية 20% من البشر.. وطبيب عيون: من أجراها لن يتمكن من إزالة أى «مياه بيضاء» تظهر على عينه.. و6 من كل 10 آلاف يجرونها مهددون بالعمى الكامل - جمال المشد أستاذ جراحة العيون: المضاعفات معروفة سلفاً.. وفحوصات ما قبل إجراء العملية كفيلة بعدم حدوثها.. ولم نتوسع فى إجرائها إلا بعد نتائجها الإيجابية.. وإذا كان هناك ألف شخص يقولون «بلاش ليزك» فهناك عشرات الآلاف يقولون «الليزك نعمة» «تخلص من نظارتك فى خمس دقائق».. إعلان صادفناه جميعًا، يفتح أملًا مشرقًا لرؤية العالم دون عدسات.. «الليزك»، و«الفيمتو ليزك»، وغيرهما من الأسماء لنفس العملية تقريبًا، مع اختلاف التقنية المستخدمة، تجعلك ترى بوضوح تام فى دقائق قليلة، وبتكلفة ليست مرتفعة كثيرًا. البعض قرر أن يخوض التجربة ويتخلص من نظارته، الكثيرون منهم كانت تجربتهم ناجحة، تخلصوا بالفعل من نظاراتهم، وأصبحوا أكثر قدرة على الرؤية بشكل جيد دون نظارة، لكنّ كثيرين أيضًا واجهوا كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، وبكل وقعها الثقيل، خرجوا من العملية ليكتشفوا أن رؤيتهم تشوهت، بعضهم فقد وظيفته، والبعض الآخر فكر فى الانتحار. حالات عدة تواصلت معها «انفراد»، كانت تجربة عملية «الليزك» بالنسبة لهم بمثابة مأساة متكاملة الأركان، الكثير منهم بكوا وهم يحكون لنا تجربتهم المروعة مع عملية «الليزك»، بعضهم بحث عن حل فنجح فى تخفيف الآثار الكارثية، والبعض الآخر كان الحل كارثة جديدة بانتظاره، وآخرون استسلموا للقدر ولضياع قدرتهم على الإبصار. العملية فى الأساس تستهدف «كشط» جزء صغير من سطح قرنية العين، لتعديلها وتصحيح مشاكل الإبصار التى تؤدى لـ «قصر النظر» أو «طول النظر»، أو أى من مشاكل الإبصار الأخرى. تبدأ العملية عن طريق وضع «مخدر موضعى» فى العين على هيئة «قطرة»، ثم يتم إبعاد الجفون عن بعضها البعض، بحيث تظل العين مفتوحة تمامًا، وبعدها يتم فصل الطبقة السطحية للقرنية عن طريق جهاز يشبه «المشرط» الحاد يسمى «الميكروكيراتوم»، ثم يتدخل شعاع الليزر لكشط سطح القرنية وتعديلها، ثم يعاد من جديد وضع الطبقة السطحية أو عدسة القرنية لمكانها من جديد، وبذلك تنتهى العملية. لا تستغرق عملية «الليزك» أكثر من دقيقتين، إلا أن هناك محاذير مهمة عند إجرائها، وهى أن يكون سُمك سطح القرنية كبيرًا بما فيه الكفاية، لكى تجرى عملية الكشط دون أن تتأثر القرنية، وألا تُجرى لامرأة حامل، أو مصاب بالسكر، أو من يعانى من عدم انتظام ضغط الدم، كما أن هناك محظورات أخرى ومضاعفات قد تظهر لمن يقومون بإجراء تلك العملية، وهو الأمر الذى سنعرفه فى تحقيقنا هذا من خلال حوار مفصل أجريناه مع أحد أطباء العيون، وذلك بعد أن نستعرض حكايات الضحايا، وهى الحكايات التى يشعر المرء وهو يكتبها بأنه أمام مرة من المرات القليلة للغاية، التى لا يستطيع القلم أن ينقل فيها حجم الألم الذى يظهر فى أصوات الضحايا، وأن ينقل بكل ما يعرفه من كلمات نبرة الصوت الحزينة، و«التنهيدات»، ورائحة الندم والعجز والحسرة، والبكاء الذى قطع الكثير من حديث الضحايا، وكذلك مقدار عجز كلمات المواساة فى وجه المأساة. مها: فقدت عينى وعملى ولا أستطيع حتى السير فى الشارع دون مرافق مها فاروق، تعمل مديرة قطاع فى أحد البنوك الاستثمارية، قبل ثمانى سنوات ذهبت مع والدتها لعمل نظارة جديدة لدى أحد الأطباء بمنطقة مصر الجديدة، سألها الطبيب: «لماذا ترتدين نظارة؟»، وأخبرها أن هذه «موضة» قديمة وانتهت، وعرض عليها إجراء عملية «ليزك» لتصحيح النظر، سألته إن كان هناك أى مضاعفات للعملية، فأخبرها بأنها عملية آمنة تمامًا، وبالفعل بعد 3 أيام أجرت مها عملية «الليزك»، وبعدها فوجئت بعينها تبكى باستمرار دون توقف، أو حسب لفظها «حنفية ميه مفتوحة فى عينى»، فهاتفت الطبيب الذى ظل يطمئنها أن هذا أمر طبيعى، وطالبها بوضع «قطرة العيون» التى كتبها لها. انقضت 3 أيام بعد العملية، والوضع على ما هو عليه، ذهبت إلى الطبيب الذى أخبرها أنها أصيبت بـ«فيروس»، وعلى مدى أشهر طويلة ظلت تتردد عليه لعلاج هذا الفيروس المزعوم، وفى كل مرة يكتب لها أدوية جديدة دون جدوى، بعد أشهر من العلاج بأدوية مختلفة لم تعد تثق فيه، وذهبت إلى طبيب جديد لتكتشف الكارثة. فاجأ الطبيب الجديد مها بما حدث لها، بأن قرنية عينها ضعيفة، ولم تكن تسمح بإجراء تلك العملية، وأن الحالة ليس لها علاج.. أغلق الطبيب لها القناة الدمعية وقام بعملية تركيب «عدسة حماية» على القرنية التى باتت ضعيفة.. توقفت الدموع وهدأت الآلام لكن كل هذا لم يكن سوى إجراء مؤقت، تحتاج مها إلى تغيير العدسة كل شهر، وإجراء قفل جديد للقناة الدمعية، لكن هذا ليس الأسوأ. شيئًا فشيًا بدأت حياتها تتدهور، أصبحت الرؤية عندها عملية صعبة، فهى مسؤولة فى أحد البنوك، وتقوم بالتوقيع على مستندات قيمتها بملايين الجنيهات، بحسب وصفها. تروى هى تلك المأساة لـ«انفراد» فتقول: «بدأت أطلب من موظف صغير الجلوس بجوارى كى يقرأ لى ما أقوم بالتوقيع عليه، كنت أشعر بالرعب حتى لا أوقع على مستند خاطئ، بدأت لا أرى أى شىء على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، فقدت تمييز الألوان، أصبحت أرى الأحمر أخضر، لم أعد أستطيع أن أقود سيارتى، أو حتى السير فى الشمس، لم أعد قادرة على السير فى الشارع وحدى، لابد لى من مرافق فى سيرى، لم أعد أشاهد التلفاز، انتهت حياتى تمامًا، واضطررت فى النهاية إلى أن أترك العمل بعد أن عجزت عن الرؤية، وذلك رغم احتياجى الشديد له، حاولت طويلًا أن أستمر فى العمل، فأنا لا مصدر دخل لى سواه، رغم تحذيرات الطبيب أن العمل سيرهق عينى أكثر وسأفقد بصرى بالكامل، وفى النهاية اضطررت أن أجلس فى بيتى وأترك عملى، وبقيت غير قادرة على العيش». واجهت مها الطبيب الذى أجرى لها عملية «الليزك» بما فعل، تقول إنه ألمح لها بإمكانية تعويضها لكنها رفضت، واعترف لها بأن قرنيتها كانت ضعيفة لكنه كان يراهن على العلم الذى تقدم، قررت مها أن تطارد الطبيب بالشكاوى، وبالفعل تقدمت بشكوى ضده فى نقابة الأطباء، لكنها بعد أشهر حين ذهب محاميها ليسأل عن الشكوى لم يجدها موجودة، ونفى الموظفون تسلمهم لشكواها. تختتم مها فاروق حديثها: «مستقبلى ضاع، شقى 30 عاما انتهى، ترقياتى ضاعت، عمرى كله كان لعملى، كان منصبى كبيرًا فى البنك، لكن كل هذا بات من الماضى، أصبحت لدى مشاكل مادية بخلاف المشاكل النفسية، الكلمات التى تقال لى من البعض كانت جارحة: هوا إنتى بتشوفى.. مش عارفة أعمل إيه!». شريف: زملاء المهنة خدعونى و«ضيعوا نظرى» لم يكن طبيب الباطنة، الدكتور شريف سعيد، يدرك وهو يدخل عيادة طب العيون لإجراء جراحة لتصحيح النظر بـ«الليزك»، بأن حياته ستنقلب رأسًا على عقب بعد إجراء هذه العملية، وبأنه سيصبح بعدها مؤسسًا لرابطة على «فيس بوك» لضحايا عمليات «ليزك العيون»، ينشط عليها نحو 13 ألف شخص، ويرفعون شعار «بلاش ليزك نضارتك نعمة». كان الدكتور شريف قد قرأ عن المضاعفات، وسأل زميله الطبيب الذى أجرى له العملية ليرد عليه قائلاً إن هذه المشكلات كانت فى الجيل الأول فقط من أجهزة «الليزك». يقول شريف لـ«انفراد»: «قلت لنفسى الدكتور فاهم وده تخصصه قالى مفيش مضاعفات، وصدقت، مين هيعرف أكتر منه، وعملت العملية ويا ريتنى ما عملتها». بعد العملية بدأ الدكتور شريف يشعر بجفاف قوى فى العين، بعدها وجد أن الرؤية لديه أصبحت غير طبيعية، بدأ فى رؤية هالات ضخمة حول الضوء، وكذلك عدم رؤية الألوان بشكل طبيعى، ثم ظهر ما يسمى بـ«الذبابة الطائرة»، وهى عبارة عن نقاط سوداء تظهر فى الرؤية، وتتحرك مع العين. اضطر الدكتور شريف سعيد لإجراء جراحة فى قرنيته، لتصحيح الانحرافات البصرية، تخلص من بعض آثار العملية لكن الكثير منها مازال موجودًا، ذات يوم دخل على الإنترنت ليكتب تجربته المريرة مع «الليزك»، ظنًا منه أنها تجربته وحده، لكنه فوجئ بأنها تجربة مئات غيره، وبالفعل أنشأ «جروب» على «فيس بوك» أطلق عليه اسم «بلاش ليزك نضارتك نعمة»، يضم كل هؤلاء الذين تضرروا من عملية الليزك، يخوضون حملة منظمة على «الجروب» ليحذروا الآخرين من إجرائها. محمد: فقدت 70% من بصرى.. والطبيب دمر مستقبلى من أجل 3 آلاف جنيه «محمد.س»، مهندس شاب من محافظة البحيرة، فى 30 ديسمبر 2014، كان قد تخرج للتو فى الجامعة، وقرر إجراء عملية «الليزك» لدى أحد الأطباء المشهورين فى الإسكندرية، أخبره الطبيب بأن العملية ليست لها أى مضاعفات، وبناء عليه قرر إجراءها، لتبدأ رحلته مع المتاعب والآلام. ظل محمد يعانى مثل الدكتور شريف سعيد من رؤية هالات الضوء فى كل مكان.. أصبح وجود كشاف نور أمام عينيه أمرًا لا يستطيع تحمله، بدأ يظهر ضباب أمام عينه، ظل 3 أشهر كاملة يحاول التواصل مع الطبيب الذى أجرى له العملية دون جدوى، فى كل مرة يستقبله أحد مساعدى الطبيب ويعطيه الأدوية تلو الأخرى، فى النهاية أخبروه بأن عليه الانتظار لمدة عام وقد تتحسن الرؤية. بعد عام عاد محمد من جديد إلى الطبيب الشهير فى الإسكندرية، والذى أخبره بأنه سيحتاج إلى «عملية تكميلية». بنفس يملؤها الأمل خاض محمد العملية التكميلية، لكنه لم يكن يدرك أنها ستكون بمثابة الضربة القاضية لنظره، فى اليوم التالى استيقظ محمد على ألم شديد فى عينه، بدأ يعانى من ضباب فى مجال الرؤية وما يشبه النار المشتعلة أمام عينه، بدأ يرى الأشياء بأبعاد غير صحيحة، يقول لـ«انفراد»: «بشوف الناس بنص حجمها، ممكن أشوف الشخص نصف إنسان، الضوء أشعر أنه مشدود، لو هناك شخص على بعد 5 أمتار بعيد عنى ما بقدرش أشوف ملامحه، كل رؤيتى تشوهت تمامًا»، بعد 3 أيام من العملية التكميلية تدهورت حالة علاء، وحين أجرى اختبارًا للنظر فى عيادة الطبيب اكتشف أنه لا يرى حتى أكبر علامة على «اللوحة». ذهب محمد إلى طبيب آخر، ليخبره بأن هناك خلايا زائدة تكونت تحت العدسة السطحية للقرنية، نتيجة خطأ فى إجراء العملية، وليكشف له مفاجأة أكثر قسوة، لقد فقد نحو 70% من رؤيته. حاول محمد مقاضاة الطبيب الذى أجرى له العملية، لكن القضية لم تصل إلى شىء، وعرض عليه الطبيب تعويضه بمبلغ مالى على طريقة «قعدة العرب» لكنه رفض. يقول محمد لـ«انفراد»: «فى الوقت الذى تبدأ فيه الحياة لدى الكثيرين من الشباب، تدمرت حياتى تمامًا، لم أستطع اللحاق بالكثير من الوظائف الحكومية بسبب رفضى فى الكشف الطبى، لا أستطيع التقدم لفتاة والزواج، أعيش فى حزن دائم، لم أنسَ الطبيب الذى أجرى لى العملية، فى كل ليلة أذهب إلى النوم أفكر فيه، أرى صورته أمامى وأقول لنفسى هذا الرجل دمر مستقبلى وحياتى فقط من أجل أن يربح 3 آلاف جنيه». علاء: نظرى كان «سالب درجة» قبل العملية وبعدها أصبح «موجب خمس درجات»! لم يكن علاء مسلم، وهو مهندس إلكترونيات، يحتاج إلى إجراء العملية بشكل عاجل، نظره كان «سالب درجة واحدة» فقط، لم يكن يرتدى النظارة إلا نادرًا، لكن شقيقته التى أجرت العملية لدى أحد الأطباء فى منطقة الهرم أخبرته بأن رؤيتها تحسنت كثيرًا، فتشجع لإجرائها، وقال لنفسه إنه من الأفضل أن يرى بدرجة «6 على 6»، وأن يكون بصره حادًا. حين ذهب المهندس علاء إلى مركز العيون فى الهرم وجد العشرات ينتظرون، أجرى الفحص مثل غيره، وأخبروه بأن العملية مناسبة له، ودفع مقابلها 2800 جنيه، بعد 3 أيام من العملية لم يجد نظره حادًا، بل فوجئ بأنه يضطر لأن يبعد الأشياء عن عينه بنصف متر تقريبًا كى يراها بشكل جيد، ذهب لمركز العيون غاضبًا، فأخبروه بأن الحل أن يرتدى نظارة لعلاج «طول النظر» الذى أصابه. يقول علاء مسلم لـ«انفراد»: «كنت هتجنن، كنت عايز أمسك الدكتور وأضربه، النضارة كانت رفاهية بالنسبة لى دلوقتى بقت ضرورة ملحة ما بشوفش من غيرها». لم يرض علاء بالنظارة الجديدة، وذهب إلى طبيب آخر ليخبره بالمفاجأة، «سُمك» قرنية عينيه كان صغيرًا، ولم يكن مناسبًا أن يجرى العملية، وأن العملية حوّلت نظره من «سالب نصف درجة» إلى «موجب 3» فى إحدى العينين، و«موجب 5» فى عين أخرى، وأنه أصبح يعانى من طول نظر حاد! الطبيب الجديد قال له إنه سيجرى له عملية «ليزك» أخرى لتصحيح الرؤية، لكن كانت كارثة أخرى فى الانتظار.. بحسب المهندس علاء فإن عطلًا حدث فى الجهاز أثناء إجراء العملية، ليخرج من بعدها وعلى عينه «غمامة» دائمة. يصف الرؤية بعد العملية الجديدة وكأنه ينظر من «كيس نايلون»، أصبحت لديه 10 أنواع مختلفة من «قطرة العيون» يسير بها فى حقيبته، لم تمر أشهر على إجراء العملية، لكنه اليوم يحاول أن يعالج الكارثة ولا يعرف إلى أى مصير سيصل، خاصة أن عمله بات مهددًا بسبب مشكلة الرؤية. سماح: أصبحت أرى الأشياء مزدوجة بعد العملية.. والطبيب طلب منى 20 ألف جنيه لتصحيح الخطأ منذ عام ذهبت سماح فوزى، التى تعمل ممرضة عناية مركزة، إلى أحد مراكز «الليزك» لإجراء عملية لإصلاح النظر، تقول لـ«انفراد» إنها سألت هل هناك أى مضاعفات أومشاكل منتظرة بعدها، وكانت الإجابة التى تلقتها هى بالطبع لا، بالفعل أجرت العملية وبعدها بدأت مأساتها فى «ازدواج الرؤية».. ترى سماح اليوم الأشياء أمامها مزدوجة، كما ترى مثل آخرين هالات ضخمة حول الضوء، كما عانت جفافًا شديدًا فى عينها، حين عادت للطبيب الذى أجرى لها العملية قال لها إن تلك أمور طبيعية وقد تحدث أحيانًا، لكنها لا تستمر، وبعدها تتحسن الرؤية، حاولت سماح تصديق الطبيب لـ 9 أشهر كاملة، لكنّ شيئًا لم يتحسن. بدأت سماح فوزى جولة كبيرة على أطباء العيون، خاصة أن رؤيتها بدأت فى التدهور، ونظرها عاد من جديد ليقل، وبدأت طبقة من الضباب تتكون على عينها، أخبرها الأطباء بأن ما تعانى منه يسمى «انحرافات بصرية»، وأن الحل هو التدخل الجراحى فى عملية ستكلفها 20 ألف جنيه. رغم هذا الأمل الذى يلوح فى الأفق لحل مشكلتها، فإن أهلها يرفضون أن تخوض عملية جديدة فى عينها، يخشون أن تتدهور الحالة أكثر، تقول سماح لـ«انفراد»: «المشكلة مش فى العشرين ألف جنيه، ممكن أدفع مال الدنيا كله وعينيا ترجع سليمة، لكنى خايفة العملية تقضى على الحبة الباقيين فى نظرى». تختتم سماح حديثها بقولها: «لو كان أخبرنى أن هناك مضاعفات قد تحدث بنسبة 1% لكنت رفضت، لكنه لم يفعل وهذه هى النتيجة». دعاء: إعلان «الفيس بوك» دمر عينى دعاء السيد مصطفى، سيدة تبلغ من العمر أربعين عامًا، تقيم فى المنصورة، المصادفة وحدها قادتها إلى إعلان على موقع «فيس بوك»، كان الاتصال والحجز على «فيس بوك»، تواصلت مع أحد مراكز «الليزك»، حددوا لها موعدًا فى اليوم نفسه، وأجرت عملية «ليزك» تكلفتها 5 آلاف جنيه. أجرت دعاء فحوصات سريعة، وأخبروها بأن حالتها ملائمة للعملية، ولم يخبرها أحد بأن هناك أى مضاعفات للعملية، بعد يومين وجدت دعاء ما تقول إنه يشبه «شبكة العنكبوت» أمام عينها، أصبح الصداع رفيقًا، أما «نور الشمس» فهو عدو لا يمكنها أن تسير فيه مطلقًا وإلا تكون العواقب وخيمة، بالإضافة إلى جفاف شديد فى حدقة العين. كانت دعاء تعانى منذ سنوات من عدم انتظام ضغط الدم، وتتلقى علاجًا بصفة شبه دائمة، ورغم أن عدم انتظام ضغط الدم أحد موانع العملية كما سنعرف فيما بعد، فإن الطبيب أجراها لدعاء، لتبدأ دوامة الألم. تقول دعاء: «رجعت للدكتور اللى عملى العملية، قالى مالهاش دعوة بالعملية، شبكة العنكبوت دى موجودة من قبل كده، وبقت حياتى لف على الأطباء، كل شهر عند دكتور مختلف»، بعد 10 أشهر من العملية تراجع نظر دعاء بمقدار ربع درجة، ولم تستطع اتخاذ إجراء قانونى، فهذا مستحيل- بحسب دعاء- لأنهم طلبوا منها أن توقع على إقرار بأن أى مضاعفات تحدث ليست مسؤولية الطبيب، مقنعين إياها بأنها «ورقة روتينية». تلوم دعاء نفسها، وتقول إنها السبب، وإنها اندفعت بما سمته جهلها وراء العملية دون أن تقرأ عنها جيدًا، وتلوم أيضًا عدم سرعة البديهة والارتباك مع الفحص، الذى تقول إنه كان فحصًا جماعيًا لعشرة أفراد لم تتمكن فيه من أن تستفسر أو تسأل عن طبيعة العملية، واليوم عليها أن تعيش بـ «شبكة العنكبوت» الموجودة أمام عينها دومًا دون أن يلوح حل فى الأفق. جراح: كوارث تحدث بسبب «استخسار» بعض الأطباء شراء مشرط ثمنه 100 جنيه أثناء العملية الدكتور محمد عبدالحميد، أحد أطباء العيون المصريين بالخارج، زميل كلية الجراحين البريطانيين، أوضح لـ«انفراد» عبر الإنترنت أن عملية «الليزك» عندما تمت الموافقة عليها من قبل منظمة الغذاء والدواء كانت تستهدف بالدرجة الأولى فئة معينة من المرضى، وهم الذين لا يستطيعون ارتداء النظارة الطبية، وذلك لوجود تفاوت بين درجة النظر فى العينين يزيد على 4 درجات، ما يسبب لهم مشاكل جسيمة وازدواجية فى الرؤية، كما تم وضع اشتراطات خاصة بمن يمكن إجراء العملية لهم، ولكن مع الأسف تمت إساءة استخدام العملية فى مصر بشكل إجرامى. وأضاف عبدالحميد أن هناك اشتراطات معينة فيمن تجرى لهم هذه العملية، وموانع كثيرة، فيجب ألا تجرى لمن يكون «سُمك» قرنية العين أقل من 500 إلى 550 مايكرون، لأن العملية قائمة بالأساس على إزالة أو «كشط» جزء من القرنية، فكلما زادت درجة «قصر النظر»، تطلب ذلك «سُمك» قرنية أكبر للوصول إلى نتيجة آمنة. وكذلك لا تجرى لمن لديه ما يسمى بـ «القرنية المخروطية»، ومن لديهم جفاف شديد فى العين، ومن لديهم «قصر نظر» يتجاوز 9 درجات، وأيضًا ألا يكون الشخص الذى تجرى له يعانى من عدم انتظام السكر فى الدم، تجنبًا لزيادة نسبة الالتهابات، وكذلك لا تجرى العملية لسيدة حامل أو شخص استخدم العدسات اللاصقة لفترة طويلة، لأن هؤلاء سيحدث لهم ما يسمى بـ«الارتشاح فى القرنية»، وبالتالى عدم دقة القياسات قبل العملية، كما أن مرضى الروماتويد والذئبة الحمراء أيًضا لا يمكن إجراء العملية لهم، لأن لديهم جفافًا شديدًا فى العين، وكذلك من لديهم «مياه زرقاء»، أو ارتفاع فى ضغط العين. ويتابع عبدالحميد: «كما أن هؤلاء الذين لديهم قصر شديد فى النظر، تكون الشبكية الخاصة بهم ضعيفة، وهذا ما قد يؤدى فى حالة إجراء العملية إلى انفصال الشبكية، بل والأسوأ أنه قد يؤدى إجراء العملية فى عين هذا الشخص إلى حدوث جلطة فى الشبكية وانسداد شريان الشبكية المركزى، وإن كان هذا عارضًا نادرًا لكنه قد يحدث، مما يؤدى فى النهاية إلى فقدان البصر». لا تقف المشكلة عند هذه النقطة فقط، فإذا كانت الفحوصات سليمة، ويلائم الشخص استخدام «الليزك»، فإن هناك مضاعفات محتملة من العملية، كأن يحدث جفاف فى العين، وهذا يحدث بنسبة حوالى 20% للمرضى، وهناك 20% من المرضى يمكن أن تحدث لهم هالات حول الإضاءة، وهذه تسبب الأذى للسائقين تحديدًا، الذين ستتحول أضواء السيارات لهم فى الليل إلى هالات كبيرة لا يمكنهم النظر إليها، كما أن هناك حوالى 0.15% من الذين يتم إجراء العملية لهم قد تحدث لهم التهابات، وقد ترتفع هذه النسبة إلى 5% بسبب تلوث الجرح أثناء أو بعد العملية، كما تتفاوت النسبة بحسب نوع الالتهاب، وهى أمور يجب أن تقال للمريض ليعرف إن كان مستعدًا للمجازفة، ولكن مع الأسف أغلب أطباء إجراء جراحات «الليزك» يخفونها عن المريض، ويدّعون أن العملية آمنة تمامًا. وهناك تراجع قد يحدث مع الوقت لبعض من تجرى لهم العملية، خاصة هؤلاء الذين يجرونها قبل سن 21 عامًا، ومع الأسف فى هذه الحالة لا يمكن أبدًا أن يتم إجراء تصحيح للعملية، ويصبح المريض فى هذه الحالة معلقًا، لا هو قادر على أن يعود لـ «النظارة»، لأن الجهاز الخاص بتحديد قوة النظر لا يستطيع قياس النظر بسبب التغيرات التى حدثت فى العين خلال عملية «الليزك»، كما أن «سُمك» القرنية يكون قد قلّ كثيرا، ويكون من الخطورة الشديدة إجراء العملية مرة أخرى لهم، لكن مع الأسف بعض الأطباء يجرمون بإجرائها مرة أخرى. ولا يتوقف الأمر عند هذه النقطة، كما يشير عبدالحميد، فإن الشخص الذى يقوم بإجراء عملية «الليزك» ثم يصاب بالمياه الزرقاء أو البيضاء بعد سنوات، وهو مرض يحدث بعد سن الأربعين غالبًا، تكون لديهم مشكلة كبيرة عند إجراء عملية إزالة المياه البيضاء، لأن سُمك القرنية تغير بسبب الليزك، والأجهزة المصممة لقياس العدسة التى ستتم زراعتها بعد إزالة المياه من على العين لا تعطى نتيجة صحيحة، ورغم أن هناك عددًا من المعادلات لمحاولة حساب المقاس الصحيح، فإنها حتى الآن لا ترقى إلى نتائج صحيحة. أما عن أكثر المضاعفات خطورة، فهى أن حوالى 0.06% ممن يتم إجراء الليزك لهم، أى 6 من كل 10 آلاف شخص، قد يحدث لهم جحوظ فى القرنية، وتتلف تمامًا بعد 10 سنوات، ما يعنى أنهم سيحتاجون لعملية زراعة قرنية، وقد يفقد الرؤية. وأكد الدكتور محمد عبدالحميد أن أى شخص لا تنطبق عليه الشروط، ويتم إجراء العملية له فهذا بمثابة جريمة، لكنها مع الأسف ترتكب فى مصر، حتى أن نحو ثلثى الأطباء الذين يجرون عمليات «الليزك» فى مصر لا يقومون بإجراء الفحوصات الكافية على المريض، رغم أن نسبة من لا تلائمهم العملية قد يصل إلى 20% من إجمالى الراغبين فى إجرائها. ويؤكد الدكتور محمد عبدالحميد أن موقع هيئة الغذاء والدواء يحذر المرضى من الأطباء منعدمى الضمير بالمقولة المشهورة «احترس من الذئاب التى تتخفى فى رداء الأغنام». ويحكى الدكتور محمد عبدالحميد أنه مر بنفسه بإحدى التجارب الخاصة بهذا الأمر، حين كان طبيبًا حديث التخرج، ويعمل بأحد مستشفيات العيون الخاصة فى مصر عام 2002، حيث حضر له أحد الراغبين فى إجراء العملية، وكان يعانى من التهاب فيروسى فى «ملتحمة العين»، وفى هذه الحالة لا يجب إجراء العملية إلا حين المريض من الالتهاب، لكن العملية أجريت له من خلال مدير المستشفى، الذى لام الدكتور محمد عبدالحميد لأنه لم يقم بتحضير المريض للعملية. وتكمن المشكلة الأساسية من وجهة نظر الدكتور محمد عبدالحميد فى سوء اختيار المريض، وكذلك إخفاء المضاعفات المحتملة عنه. ويستكمل زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية، أن بعض الأطباء يعتبرون المريض «ذبيحة» لا يريدون التفريط فيها، ومع الأسف الإجراءات القانونية فى مصر لا تحمى المريض بشكل كاف، وتستغرق وقتًا طويلًا، ما يعنى فى النهاية إفلات الطبيب من العقوبة، مؤكدًا أن هناك أشخاصًا فى خارج مصر أقدموا على الانتحار بسبب عملية «الليزك»، لأن بعضهم مثلًا كان مهندسًا، أو يتعامل مع التقنيات، وفجأة اكتشف أنه لم يعد قادرًا على الرؤية السليمة، وبالتالى عدم القدرة على ممارسة مهنته بشكل صحيح، ما يدفعهم للانتحار، وغالبية من أجرى العملية واستعاد قوة إبصاره يعانى من فقدان جودة الرؤية، ويرى أمامه ما يشبه الغبار أو يرى الألوان باهتة. ويكشف زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية عن كارثة كبيرة، بقوله إن بعض مراكز «الليزك» وصل بهم الأمر إلى أن أحد المشارط الدقيقة فى «كشط» القرنية الخارجية أثناء إجراء العملية يجب استخدامه مرة واحدة فقط، لأنه يفقد قدرته على القطع بصورة سليمة بعد تلك المرة، لكن مع الأسف بعض الأطباء يستخدمونه أكثر من مرة، وهنا يكون المشرط قد فقد حدته، فيؤدى إلى إتلاف عين المريض، وبهذا نكون أمام مريض فقد الرؤية السليمة بسبب مشرط ثمنه لا يتجاوز 100 جنيه. واختم الدكتور محمد عبدالحميد حديثه لـ«انفراد»، قائلًا: «أتمنى أن يختفى الليزك من العالم كله». ليس كل أطباء العيون رافضين تمامًا لعملية «الليزك»، الدكتور جمال المشد، أستاذ جراحة العيون بكلية الطب جامعة الزقازيق، قال إن المضاعفات التى تحدث نتيجة إجراء «الليزك» تكون لحالات معروف سلفًا، بأنه لا يمكن أن يتم إجراء هذه العملية لها، قائلًا إنها «مضاعفات نادرة». ويضيف أستاذ جراحة العيون بكلية الطب بجامعة الزقازيق، لـ «انفراد»، أنه من المفترض إجراء ما يسمى بفحوص «طبوغرافية» أو «تضاريس» القرنية، لنرى إذا كانت ملائمة لإجراء العملية من عدمها، وأنها قد تتسبب فى حدوث مضاعفات أم لا، وإن كانت قرنية العين نفسها صالحة للرؤية وجيدة، أم أنها تعانى من مشكلات أكثر من ضعف النظر. أما عن الهالات حول الإضاءة، وجفاف العين الشديد، فيرى المشد أنها مضاعفات قد تحدث لكنها مؤقتة، ويجب أن تنتهى بعد نحو 3 أشهر، ولكن أن تستمر لفترة أطول من ذلك فهذا يعنى أن هناك مشكلة فى إجراء العملية. لكن الدكتور جمال المشد لم ينكر أن هناك بعض مراكز العيون التى تقوم بإجراء العملية دون إجراء هذه الفحوصات بشكل كاف على المرضى، مما يتسبب فى ظهور هذه المضاعفات، قائلًا: «كل مهنة فيها الكويس والوحش، وللأسف الدكتور أو المركز اللى بيعمل كده بيسىء للمريض ولنفسه وللمهنة كلها». واختتم الدكتور جمال المشد تصريحاته بقوله: إذا كان هناك ألف شخص يقولون إن «النضارة نعمة» فهناك آلاف آخرون يرون «الليزك نعمة»، فنحن لم نتوسع فى مصر فى إجراء عمليات «الليزك» بشكل كبير إلا حين رأينا النتيجة الإيجابية، ناصحًا من يريد إجراء العملية باختيار الطبيب الجيد، فالمسألة ليست «إعلانات الخصومات» و«الليزك الرخيص»، ولكن اختيار الشخص الثقة الذى يجرى هذه العملية. النقابة: نحقق فى الشكاوى إذا لجأ الضحايا لنا.. ولا يوجد طب بدون مضاعفات وجد الضحايا أنفسهم أمام نفق مظلم، الكثيرون منهم اليوم نشطاء على الحملة التى أسسها الدكتور شريف سعيد تحت عنوان «بلاش ليزك.. نضارتك نعمة»، يقومون فيها بتحذير من يقدمون على إجراء عملية «الليزك» بالمضاعفات التى قد تحدث، ويجدون فى هذا السلوى والعزاء بألا ينضم لهم المزيد من الأشخاص، لكن هل هناك سبيل قانونى لهم لمواجهة الأطباء الذين أجروا لهم العملية، وتسببوا لهم فى هذه المعانا9999 توجهنا بهذا السؤال إلى الدكتور طارق كامل، عضو نقابة الأطباء، رئيس لجنة آداب المهنة بالنقابة، الذى قال إن من حق هؤلاء الذين تعرضوا لمشكلات بسبب إجراء عملية «الليزك» أن يتقدموا بشكوى إلى النقابة، على أن تتضمن بيانات الطبيب والمستشفى كاملة، وتبدأ النقابة إجراءات التحقيق فى المشكلة التى حدثت، فترسل صورة من الشكوى للطبيب المعالج، وتطلب من المستشفى ملف المريض كاملًا، وقد تستدعى الطبيب لسماع أقواله فى الشكوى، ثم بعدها تقوم بتخصيص أحد استشارييها من أطباء العيون، أعضاء النقابة، لفحص المريض، وبيان حقيقة ما جرى له، فإن كان الطبيب قد أخطأ أو أهمل أو أجرى خطأ جسيمًا تتم معاقبته على الفور عبر النقابة، أما إذا كانت المضاعفات التى حدثت متعارفًا عليها أو «فى الكتب»، بحسب تعبير الدكتور طارق كامل، وتم إخطار المريض بها قبل إجراء العملية، فإنه لا مشكلة على الطبيب فى هذا الأمر. وعن حالة دعاء السيد، وقيامها بالتوقيع على إقرار منها بعدم مسؤولية الطبيب عن المضاعفات إن حدثت، رأى الدكتور طارق كامل أن هذا حق للطبيب، وهو ما يحدث فى الدول المحترمة، بوجوب توقيع المريض قبوله بالمضاعفات التى قد تحدث، بل إن النقابة تحاسب الطبيب الذى لا يطلب من المرضى التوقيع على هذا الإقرار، بأنهم يعرفون جيدًا مضاعفات العملية ويقبلون بها فى حالة حدوثها، قائلًا إن هذا يسمى «الموافقة القائمة على التبصير»، بمعنى أنك بتوقيعك على هذا، يعنى أنك تعرف كل المضاعفات التى قد تحدث، وموافق على إجراء العملية، قائلًا: «مفيش طب فى الدنيا مالهوش مضاعفات، لو اخترع حاجة من دماغه وعملها الطبيب ساعتها يكون مسؤول». أما عن اختفاء شكوى مها فاروق، المديرة السابقة بأحد البنوك، حسب روايتها، فقد قال الدكتور طارق كامل إن هذا أمر لا يمكن أبدًا أن يحدث، وأن تختفى الشكوى من ملفات النقابة، فهذا ليس سلوك نقابة الأطباء، مطالبًا إياها بالتواصل مع مدير الشؤون القانونية للنقابة، ومراجعة شكواها، فإن لم تجدها فلتتواصل معه شخصيًا للتحقيق فى الأمر.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;