"أشعر بسعادة بالغة لا وصف لها، الآن فقط استشعرت مدى تعبى وما جنيته على مدار سنوات طويلة حتى حققت أحلامى وتخرج أولادى وحصدت هذا التعب بعدما علمت بفوزى بلقب الأم المثالية عام 2016، رغم أننى كنت غير متوقعة الفوز بهذا اللقب" .. بهذه الكلمات عبرت نبيلة حجازى عثمان من قرية سفلاق بمركز ساقلتة الفائزة بلقب الأم المثالية هذا العام عن فرحتها، بعد أن تم إعلان فوزها من مديرية الشئون الاجتماعية مع آخرين بالمحافظة بهذا اللقب.
انتقل "انفراد" إلى منزل الأم المثالية بقرية سفلاق بمركز ساقلته بمحافظة سوهاج وتحدث مع نبيلة حجازى لتروى قصة كفاحها على مدار هذه السنوات، والتى عانت فيها كثيرا حتى وصلت بأولادها إلى بر الأمان.
قالت الأم المثالية والتى تعمل "معلم خبير" بمدرسة مجمع سفلاق الابتدائية: سعادتى لا توصف بعدما علمت خبر فوزى بهذا اللقب، وشعرت وقتها بنجاحى فى الحياة فى بناء مستقبل أولادى، فقد تزوجت عام 1988 من زوجى الراحل ممتاز محمد على وكنت وقتها أعمل مدرسة، فقد حصلت على دبلوم المعلمات عام 1985، وأنجت 4 أبناء، وهم محمد حاصل على ليسانس الآداب قسم ترميم آثار، ومرام حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام، ومريم حاصلة على بكالوريوس تربية، ومروة طالبة فى السنة الثالثة بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية بأسوان، وبعد 7 سنوات توفى زوجى، وكان يعمل مدرسا، حيث غرق فى النيل ومن وقتها شعرت أن الحياة "سودا فى وجهى" خاصة وأن أطفالى صغار.
وتضيف الأم المثالية قائلة من وقتها وضعت فى رأسى الكفاح فى الحياة حتى النهاية، وكان لدى إصرار بتعليم جميع أبنائى على مستوى متميز، وكنت أستذكر لهم دروسهم حتى انتهوا من تعليمهم، وأصبح الابن الأكبر محمد الآن يعمل بالخارج، بالإضافة إلى أننى قمت ببناء منزل لأولادى من تعبى سنوات طويلة دون مساعدة من أحد.
وتضيف أنها كانت تحب العمل السياسى على مدار حياتها، فقد كانت أمينة المرأة بالحزب الوطنى وعضو مجلس محلى مركز ساقلتة ورائدة ريفية بقرية سفلاق، كما أنها حصلت على الأم المثالية للطلاب المتميزين بجامعة سوهاج عام 2013، حيث إنها تدرس حاليا فى الفرقة الثالثة بكلية الحقوق "التعليم المفتوح" بجامعة سوهاج، وتطالب نبيلة المسئولين بالمحافظة بتعيين نجلها محمد، حيث إنه يعمل بالخارج ويحتاج إلى وظيفة داخل بلده.
فيما قالت هانم محمد أحمد 77 سنة والدة الأم المثالية، إن ابنتها عانت كثيرا حتى حصل أبناؤها على شهاداتهم، خاصة وأنها كانت بمفردها وكانت تساعدها وتقف بجوارها حتى كبر الأبناء .
وأضافت والدة الأم المثالية، أنها أيدت قرار ابنتها بعدم زواجها بعد وفاة زوجها، خاصة وأن لديها 4 من الأبناء يحتاجون الرعاية الكاملة .
فيما قالت مرام ممتاز ابنة الأم المثالية، إنها فى غاية السعادة والفرح بعد فوز والدتها بلقب الأم المثالية، فهو نتاج صبرها سنوات طويلة وهى تستحق أن تكون أما مثالية لما شهدته من صعوبة فى الحياة بعد وفاة والدى، وظلت تكافح حتى انتهينا من دراستنا بل وقامت بتجهيزنا للزواج أنا وشقيقتى مريم .
وقالت الابنة الثانية مريم، إن أمها بالفعل "أم مثالية"، فقد تحملت الصعاب بمفردها هذه السنوات منذ أن كانت أعمارنا عامين ولم تقصر لحظة فى حقوقنا، وظلت تضع فى رأسها النجاح حتى انتهينا من دراستنا والتحقت هى بكلية الحقوق بالتعليم المفتوح.
فيما قالت الابنة الثالثة مروة الطالبة فى المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بأسوان، إن أمها سبب نجاحها فى الحياة، فقد أصرت أن تدخل كلية بالإصرار والعزيمة وبالفعل التحقت بالخدمة الاجتماعية وتحصل كل عام على تقدير عام جيد جدا بفضل أمها .
وأضافت أنها وأخواتها مهما فعلوا لن يعطوا جزءا من فضل الأم عليهم، وخاصة أنها رحلة مريرة على مدار سنوات طويلة منذ وفاة والدى وكان عمر أمى وقتها 29 سنة فقط، إلا أنها كان لديها الإصرار والعزيمة أن نتخرج من كلياتنا وتبنى حياتنا وتقوم بمفردها ببناء منزلين لنا دون مساعدة من أحد، وكذلك تجهيز شقيقاتى المقبلين على الزواج، فأنا فخورة وسعيدة بأمى.
الموضوعات المتعلقة
الشئون الاجتماعية بسوهاج: تدريب المكفوفين بمركز التأهيل على حرف ومهن مختلفة