ارتدت أم المجند محمد حمدى الملابس البيضاء، بعد تلقيها نبأ استشهاده فى سيناء، صرخات وبكاء ممزوجة بفرحة الشهداء، ابتسامة موجعة مليئة بالألم لفراق كبد الأمهات والآباء، تلك هى المشاعر التى تلتمس قلوب أهالى الشهداء، لا شىء يستطيع وصف تلك المشاعر، فلا شىء أقصى من أن تفقد الابن فى ريعان شبابه، ولا شىء أشرف من أن تكون أما لشهيد.
"هضربله تحية، رايح لعروستك يابنى، شوفت عروستك يابنى فى المنام شوفت عروستك من الحور العين، فى الجنة ونعيمها يابنى"، بتلك الكلمات مصحوبة "بالزغاريد" والدموع معا، مرتدية الزى العسكرى بنجلها، بدأت أم الشهيد مجند محمد حمدى مرتدية الملابس البيضاء، حديثها عن فلذة كبدها، الذى استشهد فى العملية سيناء 2018.
"محمد حمدى عبد الجليل"، شهيد الواجب بالعملية سيناء 2018، رحل قبل زفافه بخمسة أشهر فقط، ليعلن زفافه فى الجنة بجوار الحور العين.
وتقول والدة الشهيد مجند محمد حمدى: "ابنى قالى فى آخر سفرية، أنا مسافر.. مسافر ياما بس راجع تانى.. هرجع ملفوف فى العلم ياما، واضربيلى التحية ياما، أنا بضربلك أهو يابنى التحية وهفضل أضربلك التحية كل يوم يا حبيبى"، مضيفة "مش عايزة أى أم شهيد تحزن، أوعى تحزنى زغردى زى ما بعمل وأفرحى".
وتستكمل أم الشهيد حديثها: "محمد ابنى مامتش، محمد شهيد عند ربه، يوم استشهاده هو يوم زفافه، أنا أم الشهيد ومبسوطة، ده أول شهيد فى العيلة، طلب الشهادة ونالها، مكنش عايز يتجوز فى الدنيا، قالى عايز أتجوز من الحور العين"، مشيرة إلى أن كونها أم الشهيد فهذا فخر لا يضاهيه فخر فى الدنيا، مستطردة: " ابنى هيشفعلى يوم القيامة، هو اللى هيدخلنى الجنة".
وبدأ الشهيد "محمد حمدى"، خدمته فى القوات المسلحة بسلاح المهمات، ثم تم استدعاؤه للمشاركة فى قوات حفظ السلام فى أفريقيا الوسطى لمدة 10 شهور، وعند عودته من أفريقيا الوسطى تم نقله للفرقة 19 مشاة ميكانيكا بالجيش الثالث الميدانى، حتى استشهد بتاريخ 18 فبراير بمنطقة جبل أبو حصيرة فى سيناء.
" محمد حمدى عبد الجليل"، شهيد الواجب بالعملية سيناء 2018،