بعد الهجوم الكيماوى.. ماذا يحدث فى مدينة دوما السورية؟.. اتفاق لمغادرة المسلحين للمدينة ينهار بعد خروج 33 ألف شخص.. انشقاقات فى صفوف المسلحين.. والأنظار تتجه لواشنطن بعد تهديد ترامب بدفع الأسد الثمن ب

استيقظ العالم صباح اليوم وسط أنباء عن قصف بغاز الكلور السام على مدينة "دوما" بغوطة دمشق، تقول المعارضة السورية إنه أسقط 180 قتيلا وحوالى 1000 حالة اختناق، كما أذاعت على وسائل التواصل الاجتماعى صور صادمة لعائلات أبيدت بالكامل فى منازلها، لكن فى المقابل فإن الحكومة السورية نفت بشكل قاطع استخدامها غاز الكلور فى الهجوم على المدينة، وقال مركز المصالحة الروسى، إن هذه المزاعم غير صحيحة، وأن بعض الدول الغربية تستخدمها لعرقلة انسحاب فصيل جيش الإسلام من المدينة. أما الحكومة الأمريكية فقد اصدرت بيانا اليوم قالت فيه إنها تتابع عن كثب التقارير حول الهجوم الكيماوى لاتخاذ رد الفعل المناسب، فيما وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسد بالحيوان، وهاجم سلفه باراك أوباما قائلا إنه كان من الممكن أن ينهى الأزمة السورية من قبل. فما هى مدينة "دوما السورية" وما الذى نعرفه عن القتال الدائر هناك؟، هذا ما سنوضحه فى السطور التالية. ** مدينة دومة: هى أكبر مدن ريف دمشق الشرقى أو الغوطة الشرقية، وبلغ عدد سكانها قبل الحرب السورية ما يقدر بحوالى 120 ألف مواطن، وتميزت المدينة على مر التاريخ بالاقتصاد القوى، نتيجة انتشار مزارع الفواكه حول المدينة، وكذلك انتشار المصانع المستفيدة من المزارع، مثل صناعات تغليف وتعبئة الفاكهة، وكذلك المعلبات من العصائر والزيوت وغيرها، وتعتبر المدينة واحدة من معاقل الأسر الكبيرة والغنية فى سوريا.

** التوتر فى مدينة دوما: مع بداية تسلح المعارضة السورية، وظهور ما يسمى بـ "الجيش الحر" بدأت مدينة دوما تبرز كواحدة من أبرز المدن التى ظهرت فيها الميليشيات المسلحة، ومع الوقت توسعت سيطرة الميليشيات المسلحة لتشمل مدن أخرى بالغوطة الشرقية، مثل زملكا، عربين، حرستا، عين ترما، وغيرها من المدن التى باتت بحلول بدايات عام 2013 مسلحة بانسحاب الجيش السورى منها.

** جيش الإسلام الفصيل الأقوى فى دوما: بداية من عام 2012 بدأ يظهر فى الغوطة الشرقية وخاصة مدينة "دوما" فصيل يدعى جيش الإسلام يقوده "زهران علوش" ، كان قد ألقى القبض عليه فى 2009، لكنه أفرج عنه فى العفو الرئاسى الشهير فى سوريا، والذى أصدره الرئيس السورى بشار الأسد بعد 3 أشهر من الثورة، وشمل ضمن هؤلاء المعفو عنهم عدد من قيادات الفصائل ذات التوجه التكفيرى فى سوريا، كان العمل الأبرز لـ "جيش الإسلام" هو تفجير وزارة الدفاع السورية فى يونيو عام 2012، والذى أودى بحياة داوود رجحة وزير الدفاع السورى، ونائبه وصهر الرئيس السورى بشار الأسد آصف شوكت. وفى 25 ديسمبر 2015 قتل زهران علوش، فى غارة سورية على مدينة دوما، ليخلفه فى قيادة الغوطة الشرقية عصام البويضانى. ** المعركة الأخيرة فى دوما: بحلول 17 فبراير الحالى بدأ النظام السورى معركة من أجل السيطرة على الغوطة الشرقية، وتمكن بالفعل من تقسيم الغوطة الشرقية إلى 3 أقسام، الأول "حرستا" وفيه فصيل أحرار الشام، والتى أعلنت بحلول 21 مارس التوصل إلى اتفاق لإخلائها، وهو ما حدث بالفعل، والقسم الثانى ويضم مدن "زملكا، عربين، عين ترما، وحى جوبر" وفيه فصيل "فيلق الرحمن" والذى انسحب بدوره فى 23 مارس من الغوطة، ليبقى القسم الثالث من الغوطة وهو مدينة دوما التى يسيطر عليها فصيل "جيش الإسلام". ** الاتفاق وانهيار الاتفاق: فى 1 أبريل تم الإعلان عن اتفاق بين "جيش الإسلام" و"الحكومة السورية" للانسحاب من مدينة دوما إلى مدينة "جرابلس" فى شمال سوريا، وبالفعل بدأ تنفيذ الاتفاق منذ 5 أبريل وخرج المسلحون وعائلاتهم وعدد من المدنيين الرافضين المكوث فى المدينة بعد سيطرة الحكومة السورية عليها، وبلغ عدد المغادرين للمدينة منذ بدء الاتفاق 33 ألف و345 شخصا، منهم 29 ألف و217 مدنيا، و783 مسلحا، و3390 فردا من عوائل المسلحين، وذلك بحسب ما قالته وزارة الدفاع الروسية لكن الاتفاق انهار بحلول السادس من أبريل، على إثر انقلاب داخلى فى صفوف جيش الإسلام، قالت وزارة الدفاع الروسية إن عاصم البويضانى زعيم التنظيم قتل خلال هذا الانقلاب، وتولت مجموعة أخرى من التنظيم رافضة للاتفاق قيادة التنظيم، لكن حمزة بيرقدار المتحدث باسم هيئة أركان الفصيل نشر صورة للبويضانى اثناء متابعة العمليات العسكرية. ** ماذا سيحدث خلال الأيام القادمة؟ دخل منذ قليل اتفاق جديد لوقف إطلاق النار فى الغوطة الشرقية بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، وبدأت عملية جديدة من التفاوض، ولكن هذه الهدنة مهددة بالانهيار، ويريد مسلحو "جيش الإسلام" البقاء فى المدينة، بينما تريدهم الحكومة السورية أن يغادروا للشمال، وفى عصر اليوم أعلنت الحكومة السورية عن الوصول إلى اتفاق جديد. ** هل يضرب ترامب سوريا مجددا؟: وجهة النظر الآن إلى واشنطن بعد تقارير استخدام الكيماوى، فمنذ 4 أيام فقط أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا، بيانا ضد الحكومة السورية تتهمها باستخدام الأسلحة الكيماوية، وذلك بمناسبة مرور الذكرى الأولى لهجوم خان شيخون الكيماوى، والذى على إثره قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية لعدد من المطارات السورية.

وأصدرت مساء أمس الخارجية الأمريكية بيانا أكدت فيه أنها تتابع عن كثب التقارير المزعجة للغاية عن وقوع هجوم بالأسلحة الكيماوية فى منطقة غوطة دمشق، وأنها ستواصل استخدام كل الجهود المتاحة لمحاسبة "من يستخدمون الأسلحة الكيماوية"، أما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فقد قال فى تغريدة له إن الأسد سيدفع الثمن باهظا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;