44 عضوا بالكونجرس يحاصرون "زوكربيرج" لمدة 5 ساعات.. مؤسس فيس بوك يواجه الهجوم بالاعتذار.. الملياردير الشاب يتعثر فى سؤالين ويرفض الإجابة عن الأمور الشخصية ويتمسك بمجانية الموقع.. والأعضاء غير راضين عن

تابع العالم أمس على مدار خمس ساعات - لم يتخللها سوى 5 دقائق للراحة- جلسة الاستماع لشهادة المؤسس المشارك والمدير التنفيذى لشركة فيس بوك "مارك زوكربيرج" أمام الكونجرس، والتى شهدت العديد من التصريحات المهمة والمناقشات الحادة بين الملياردير الشاب وأعضاء يتجاوزعمر بعضهم الـ 84 عاما، ورأى البعض فى أوقات كثيرة من الجلسة صراعا بين الأجيال. بداية الجلسة وقال زوكربيرج فى خطابه الافتتاحى أمام جلسة استماع مشتركة للجان القضائية والتجارية بمجلس الشيوخ، والذى سبق الأسئلة، إنه من الواضح أن شركته لم تفعل ما فيه الكفاية لمنع استخدام الأدوات التى يطورها فى إلحاق الضرر بالمستخدمين، وهذا ينطبق على الأخبار المزيفة والتدخل الأجنبى فى الانتخابات وانتشار خطاب الكراهية وكذلك خصوصية البيانات. وأضاف:"ما حدث كان خطأ كبيرا وأنا آسف، لقد بدأت فيس بوك، وأنا أديره وأنا مسئول عن ما يحدث داخله." 44 عضوا يطرحون الأسئلة خلال جلسة الاستماع التى استمرت خمس ساعات، طرح الأعضاء الذى يبلغ عددهم 44 أسئلة حول ممارسات جمع البيانات على موقع Facebook ، وقوته الاحتكارية المزعومة وآرائه بشأن تنظيم شركات الإنترنت. ولكن مع وجود 44 من أعضاء مجلس الشيوخ يطرحون الأسئلة، وخمس دقائق فقط من الوقت المخصص لكل منهم، كانت هناك إمكانيات محدودة لأسئلة المتابعة والاستماع إلى الرئيس التنفيذى لفيس بوك. ولعل أكثر الأوقات تميزاً كانت عند طرح السيناتور "جون كينيدى" سؤالا ينتقد فيه شروط الخدمة المعقدة التى يتم تقديمها للمستخدمين لقراءتها والموافقة عليها، واقترح كينيدى وهو جمهورى يمثل لويزيانا " Your user agreement sucks"، على "زوكربيرج" أن يعود إلى المنزل ويعيد كتابتها. أسئلة تعثر فيها "زوكربيرج" تعثر زوكربيرج فى الإجابة عن سؤالين، بما فى ذلك "كيف توصل موظفو Facebook إلى قرار بعدم إخطار مستخدمى قضية بيانات Cambridge Analytica عندما ظهرت لأول مرة فى عام 2015؟، وسؤال آخر عن إذا كان يعلم أن شروط التطبيق الذى قدمها مسرب بيانات فيس بوك كانت تتضمن شرطا يسمح له ببيع البيانات. وعلى العموم ، يبدو أن المستثمرين أحبوا أداءه، إذ أغلق سهم فيس بوك بارتفاع بنسبة 4.5٪ خلال الجلسة. أشياء تحدث لأول مرة هذه هى أول مرة يشهد فيها زوكربيرج أمام الكونجرس، وقال السناتور جون ثون ، رئيس لجنة التجارة: "من غير المعتاد عقد جلسة استماع مشتركة للجنة، ومن غير المعتاد أيضا أن يشهد رئيس تنفيذى واحد بشهادته أمام نصف مجلس الشيوخ الأمريكي". كما أنها من المرات القليلة التى يتخلى فيها زوكربيرج البالغ من العمر 33 عاما، عن قميصه الرمادى المعتاد والجينز ويرتدى بدلة زرقاء داكنة وربطة عنق زرقاء فاتحة. عبارات كررها "زوكربيرج" خلال الجلسة قدم "زوكربيرج" الكثير من الاعتذارات والاعترافات والندم، والتى استمع إليها أعضاء مجلس الشيوخ من قبل، وكان يلجأ إلى الاعتذار كلما تم توجيه أسئلة هجومية من قبل الأعضاء، وهذا الأمر كان يثير غضب البعض إذ قال السناتور "ريتشارد بلومنتال" إنه "غير راض" عن شهادة مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى التى تخللها كم كبير من الاعتذارات. وبالإضافة إلى الاعتذارات، كرر أيضا زوكربيرج قصة بداية موقع فيس بوك من داخل غرفته فى الجامعة، إذ قال :"من المستحيل إلى حد كبير أن تبدأ شركة فى غرفة النوم الخاصة بك وتنميها إلى الحجم الذى وصلنا إليه الآن دون ارتكاب بعض الأخطاء". كما أنه رفض الإجابة عن عدة أسئلة شخصية متعلقة بالأشخاص الذين راسلهم خلال الأسبوع الماضى، واسم الفندق الذى أقام فيه ليلة الأمس، وقال إن هذه أمور شخصية. "الدفاع عن النفس" سلاح زوكربيرج فى حين أن زوكربيرج أخذ على عاتقه مسئولية أوجه القصور فى فيس بوك فى منع إساءة استخدام المنصة، إلا أنه دافع عن نفسه بقوة عندما سأله أحد الأعضاء عن إذا كان فيس بوك يمارس نوعا من الاحتكار، وقال إنه لا يعتقد مطلقا أنه محتكر. كما كرر أن فيس بوك شركة تكنولوجيا وليست إعلامية، وقال "أوافق على أننا مسئولون عن المحتوى، لكننا لا ننتج المحتوى"، وهذا عند طرح بعض الأسئلة عن الأخبار الكاذبة، ودافع عن نموذج العمل الأساسى للشركة الخاص باستخدام البيانات الشخصية لصالح الإعلانات. وقال: "نعتقد أن تقديم خدمة مدعومة بالإعلانات هو الأكثر توافقاً مع رسالتنا للوصول كل شخص فى العالم، ونريد أن نقدم خدمة مجانية يمكن للجميع تحملها"، ومع ذلك ، قال زوكربيرج إنه سيكون هناك دائما نسخة مجانية من الشبكة الاجتماعية، مما يترك بعض المساحة لإمكانية الحصول على خدمة مدفوعة. وتساءل السيناتور غارى بيترز، عن إمكانية تنصت "فيس بوك" على المكالمات الصوتية للمستخدمين عبر هواتفهم الذكية، وعن تخوف ناخبيه من ولاية ميشيجان الأمريكية من أن "فيس بوك" قد يستمع إلى محادثات هاتفية، وإنشاء إعلانات مستهدفة فى المرة القادمة التى يفتحون فيها التطبيق. من جهته نفى مارك زوكربيرج هذا الأمر، وقال "نحن لا نفعل ذلك"، مضيفا أنهم فقط يعتمدون على تقييم المستخدمين للمحادثات الصوتية فقط من أجل تحسين خدمة المكالمات الصوتية. لماذا يستجوب الكونجرس "زوكربيرج" تأتى جلسات الاستماع فى الكونجرس بعد ما يقرب من شهر من الكشف عن أن "كامبردج أناليتيكا"، وهى شركة بيانات لها علاقة بحملة الرئيس دونالد ترامب، تمكنت من الحصول على معلومات من 87 مليون مستخدم على فيس بوك دون علمهم. وأثرت فضيحة البيانات على عشرات المليارات من الدولارات من القيمة السوقية للفيس بوك، ودفعت إلى التدقيق السياسى فى عمل فيس بوك حول العالم، حتى أنها أثارت السؤال الذى لم يكن من المكن التفكير فيه، وهو إذا كان ينبغى على زوكربيرج التنحى عن منصب الرئيس التنفيذي، كما أنها أعادت إشعال مخاوف حول تأثير Facebook على الخصوصية والخطاب المدنى والمؤسسات المحلية فى العالم.