شهدت مدينة القدس، اليوم السبت، مراسم الاحتفال بتجليس الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسى الأورشليمى الجديد، بعد أن دخل من أبواب أورشليم إلى ساحة الخليل فى البلدة القديمة بالقدس، واستقبله كهنة ومطارنة جميع الطوائف المسيحية هناك من العائلات الأرثوذكسية الشرقية، والأرثوذكسية الغربية والكاثوليكية والإنجيلية.
كما استقبله الكشافة المسيحية فى القدس ورافقته حتى ساحة كنيسة القيامة لمقر الاحتفال الرسمى لتجليسه على أن تستضيفه طائفة الأرمن ليضع الأنبا أنطونيوس سجادة حمراء ووسادة على الصخرة التى غسل بها جسد المسيح، ويزور بعدها قبر المسيح والكنيسة المصرية داخل كنيسة القيامة، ثم يغادر موكبه حتى يصل إلى مقر بطريركية الأقباط المصريين هناك التى دفن فيها المطران الراحل الأنبا إبراهام.
ودخل المطران الجديد فى موكب من المطارنة والأساقفة يضم الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، والأنبا اثناسيوس مطران الكنيسة القبطية الفرنسية، والأنبا بنيامين، مطران المنوفية، والأنبا سرابيون، مطران أمريكا، والأنبا كيرلس، مطران ميلانو بإيطاليا، والأنبا تادرس، مطران بورسعيد، إلى جانب رهبان وكهنة وشمامسة إيبارشية القدس.
وفى كلمته أعرب الأنبا انطونيوس مطران القدس والكرسى الأورشليمى الجديد، عن شكره للبابا تواضروس بابا الإسكندرية والآباء الأساقفة والمطارنة الذين زكوه لهذا المنصب فى المجمع المقدس للكنيسة.
وعبر انطونيوس عن سعادته فى حفل تجليسه بمطرانية الأقباط الأرثوذكس بالقدس، ونقلته قناة مارمرقس التابعة للكنيسة، وقال "صغير أنا على نعم الله وأتمنى الله أن يعطينى الحكمة والرحمة لأحتمل هذه الأمانة ولا أقسو على رعاياى ولا أهملهم".
ووجه الأنبا انطونيوس الشكر للأنبا اندراوس أسقف إيبراشية أبوتيج التى خرج منها وتربى فيها، قائلا "تربيت على يديه وتعلمت منه كثيرا واحتمل حماقاتنا ونحن صغار"، مضيفا "أشكر أنبا يسطس رئيس دير الأنبا انطونيوس الذى ترهبنت فيه والذى أخجلنى كثيرا بمحبته ورعايته".
وعن علاقته بالطوائف المسيحية فى القدس قال الأنبا انطونيوس "أقول لكل الطوائف سنحب الكل ونتعاون مع الجميع فالمسيح يقول الله محبة".
وفى السياق ذاته، أعرب السفير حازم خيرت، سفير مصر بتل أبيب عن سعادته بتجليس الأنبا أنطونيوس مطرانًا للكنيسة القبطية فى القدس، مؤكدًا أنه التقى البابا تواضروس الثانى نوفمبر الماضى أثناء حضوره جنازة المطران الراحل أنبا إبراهام فى القدس ودار بينهما حوار حول من سيخلفه.
وقال السفير، فى حفل تجليس مطران القدس والكرسى الأورشليمى، إن الأنبا أنطونيوس يشبه البابا تواضروس إلى حد كبير وحين رأيته شعرت أن الله وفق البابا فى الاختيار.
فيما نقل القمص بيجول الأنبا بيشوى كاهن الكنيسة المصرية بالكويت تحيات أمير الكويت للمطران الجديد، حيث تتبع دولة الكويت إيبراشية القدس معربًا عن سعادته باختيار الأنبا انطونيوس خلفًا للراحل الأنبا إبراهام مطرانا لأورشليم.
أما المطران "ساويرس ملكى مراد مطران السريان الأرثوذكس بالقدس فأعرب عن سعادته لترسيم المطران الجديد، مؤكدًا أنه عاش سنوات من الوحدة والتعاون مع الأنبا إبراهام المطران".
وتابع "نبتهج مع إخوتنا من الأقباط فى القدس، ونتعاون ككنسيتين متحدتين فى الإيمان والعقيدة منذ تأسيس الكنيسة ونواصل المحافظة على الإيمان والعقيدة والعلاقات الطيبة والمحبة الأخوية الصادقة".
ونقل القس بيشوى حلمى الأمين العام لمجلس كنائس مصر، تهانى أعضاء المجلس من رؤساء الكنائس إلى مطران القدس مؤكدًا أن ذكر اسم انطونيوس يستحضر فى الذاكرة ثلاثة أمور: أولها العبادة وثانيها العقيدة وثالثها العوض، فانطونيوس يرتبط اسمه بالعبادة وبالعقيدة فلم يكن رجل صلوات فقط، وهو عوض لأنه يعوض الكنيسة بأورشليم به بديلا عن أنبا ابراهام الراحل.
واستكمل: أنت تشبه البابا تواضروس فى الشكل والطول والاسم قبل الرتبة الأسقفية، حيث كان يسمى أيضًا الراهب "ثيؤدور".
كان البابا تواضروس الثانى قد اختار الراهب القمص ثيؤدور الأنطونى مطرانا للقدس، ومنحه اسم الأنبا أنطونيوس فى صلوات العشية، السبت الماضى، بعدما قضى فى الحياة الرهبانية عشرة سنوات بينهم ثمانية بالدير، وعامين باليونان حيث كان يدرس الدكتوراه فى اللاهوت.