المجرم المعلوماتى يتميز بقدر من العلم والقدرة على استعمال التقنيات الحديثة، وبعضهم لديهم مهارة فائقة، وهم من يطلق عليهم أصحاب اللياقات البيضاء، حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون فى أماكنهم، والجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، ويتم استخدام التقنيات الحديثة فيها، وهناك دوافع مختلفة لارتكاب هذه الجرائم "انتقام، إثبات ذات، ظهور فى دور البطل"، ويصعب الإثبات فى هذه الجرائم لسهولة محو الأدلة، ويتم استخدام تقنيات وفنيات عالية لضبط هذه الجرائم، وهناك سرعة فى الضبط وإقامة للأدلة.
وفى الآونة الأخيرة زادت الجريمة الإلكترونية بشكل ملحوظ، حتى تغلبت على الجرائم الجنائية العادية فى بعض الأحيان، ووفقاً للجنة الاتصالات بالبرلمان، فقد زادت أعداد البلاغات فى مباحث الإنترنت حتى وصلت لنحو 70 بلاغا يومياً، مما يؤكد زيادة معدل هذه الجرائم بشكل ملحوظ.
واللافت للانتباه أن الخطورة على الأطفال والمراهقين فى الإنترنت لم تتمثل فى الألعاب القاتلة مثل "الحوت الأزرق" فقط، وإنما تخطى ذلك، وصولاً لجرائم الابتزاز الجنسى التى يتعرض لها الأطفال باستمرار عبر الإنترنت.
وتتعرض شريحة كبيرة من الأطفال لعمليات ابتزاز جنسى عبر الإنترنت من خلال "الشات"، واستقطباهم فى أحاديث جنسية، حيث يتقمص خارجون عن القانون شخصيات سيدات لابتزاز المراهقين جنسياً، وتبادل إرسال الصور، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة المساومات والابتزاز المادى، حيث لا يجد المراهقون مفراً من سداد الأموال المطلوبة منهم، خوفاً من الفضيحة، ولا يلجأ الضحايا لمباحث الإنترنت، إلا عندما تضيق عليهم الدنيا، وقتها فقط يقررون اللجوء للشرطة لتحرير بلاغات ضد هؤلاء الأشخاص، بينما يفضل البعض الاستمرار فى دور الضحية، خوفاً من الفضيحة، فى ظل تهديد المتهمين له بنشر صوره العارية التى أرسلها لهم على الشات، بعدما أوهموه أنهم سيدات.
بدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد، الخبير الأمنى، إن الجريمة الإلكترونية هى الخطر القادم، وإن الحل الأمنى بمفرده ليس حلاً، فدور الأمن يأتى بعد تحرير المحضر، حيث يتم تتبع الجناة والقبض عليهم، لكن هناك دورا أهم، وهو دور الأسرة، الذى اختفى تدريجياً، حيث تركوا أبناءهم فريسة للإنترنت.
وأضاف الخبير الأمنى، لـ"انفراد"، أنه بات لازماً على الأسرة أن تأخذ احتياطاتها الضرورية من هذا الخطر، لافتاً إلى ضرورة توخى الحذر أثناء التعامل مع الإنترنت، الذى أصبح مرتعاً للجريمة بسهولة، ما بين ابتزاز جنسى للمراهقين وألعاب تنتهى بالانتحار، وغيرها من الجرائم، لذا يجب علينا أن نتعامل بحذر مع هذا العالم الفضائى المفتوح على مصرعيه.
من ناحيتها، قالت مروة دردير، خبيرة العلوم الاجتماعية والنفسية، إن الأسرة عليها دور كبير فى حماية أطفالها من الجرائم الإلكترونية، قبل أن يقعوا فريسة لهذا العالم الكونى الغريب.
وأضافت خبيرة العلوم الاجتماعية، لـ"انفراد": "يجب علينا أن نجلس بعض الوقت مع أبنائنا، ونشرح لهم المفاهيم الصحيحة، وألا نتركهم وشأنهم يتصرفون كما يشاؤون لتقع الكوارث بعد ذلك.