كشف فتحى رياض القصبجى، أن والده كان يحب التمثيل وكان يعمل فى البداية بالسكة الحديد، وهو رجل صعيدى من قرية جرجا بمحافظة أسيوط، وظل يعمل فى السكة الحديد وهو يعشق التمثيل، قائلا: "كان وقت ما ينزل مصر يروح يدخل سينما اسمها "على بابا" وكان بيقولى تذكرتها بـ 9 مليم".
وتابع: "فى مرة قعد مع أخواته فى القاهرة بمنطقة العباسية وكان بيلعب ملاكمة فى نادى اسمه مختار فى شارع عماد الدين، وفى يوم من الأيام شاف ناس كتير يشاهدوه من على بعد، فاستغرب وسأل رئيس النادى الناس مركزين معايا ليه كده هو فى مباراة مهمة ولا حاجة هالعبها، فقاله لا دول عاوزينك تمثل لقطة، فقالهم آه والنبى ياريت امسك فيهم بلاش يمشوا".
واستكمل حديثه: "المهم انهم حضروا بعد 3 أيام عشان يصوروا مشهد على الكسار فى فيلم "سلفنى 3 جنيه" أثناء ضربه فى الحلبة ودى كانت بدايته فى مجال التمثيل، وبعدها عمل مع الفنان على الكسار فى أعمال وبعدها اشتغل مع جورج أبيض حتى وصل إلى مسرح إسماعيل ياسين وظل معه فى المسرح لفترة كبيرة.. واشتغل بعد كده فى السينما فى ادوار المعلمين والشر والعصابات وكده، الا أن فى ذات مرة طلب مجلس قيادة الثورة من أستاذ فطين عبد الوهاب وجمال الليثى كانوا محتاجين نعمل افلام عن الجيش عشان الشعب يعرف قيمة الجيش والشرطة بيعملوا ايه".
وأوضح قائلا: "أول فيلم ابتدوا فيه كان "إسماعيل ياسين فى الجيش" ولقى إقبالا كبيرا وحضر الفيلم المشير عبد الحكيم عامر فى سينما ريفولى، ومن هنا بدأت سلسلة أفلام إسماعيل ياسين المعروفة، إلا أن فى يوم دخل تصوير فى فيلم اسمه "أبو أحمد" للنجم فريد شوقى، وراحوا يصوروا فى الكراكات فى إسكندرية، وتقريبا دخول الكراكة من تحت وطلوعها لفوق فى الهوا أثر معاه وتعرض لتصلب شرايين وشلل فى رجله ويده اليسرى، وفضل قاعد خمس سنين مشلول ثم توفى بعد ذلك".
وأضاف: "والدى كان يطمح فى التحاقى بالشرطة ولما سيطر المرض عليه، اضطرت والدتى لصرف كل أموالنا وبيع الأراضى التى نملكها عشان علاج والدى، وتولى العملية بعدها الفنان فريد شوقى فى علاج والدى، وكان يرسل لوالدتى شخصا من مكتبه يحمل ظرفا فيه أموال بشكل شهرى، وكان يكلمنى ويسألنى لو عاوز حاجة ويقولى أنا أبوك التانى، حتى عمال ستوديو مصر كانوا بيجوا يزوروا والدى كل 10 أيام، وكان فى كمان أصدقاء كتير مقربة منه مثل، توفيق الدقن ومحمود المليجى وأمينة رزق، ونجيب محفوظ كان برده من المقربين له، وأول ما والدى توفى أرسل محفوظ جوابا بداخله "البقاء لله.. رحل شاويش مصر".
وعن صديقه إسماعيل ياسين قال، لم يزر والدى أثناء مرضه نهائى حتى وفاته، موضحا أن كل النجوم لم تكن تحب إسماعيل ياسين لأن كما يقال مش بتاع مجاملات، رغم أن والدى فى اعياد ميلاد ابنه كان بيجيبله هدايا مرة عجلة ومرة بندقية، ومفيش مناسبة تيجى إلا لما يعمل فيها الواجب.
وتابع: مهما حصل لإسماعيل ياسين ومهما كان مش بيروح لحد، كان لازم يروح لرياض القصبجى لأن هو اللى عمل اسمه، ومن بعده معملش فيلم حتى بـ 3 تعريفة، وراح اشتغل فى كباريهات فى بيروت وفشل ولما رجع مصر اشتغل مونولوجيست فى ملهى رمسيس بشارع الهرم، يعنى بعد ما مات والدى إسماعيل ياسين فشل.
مختتما حديثه: حتى زوجة إسماعيل ياسين غدرت عليه وده أكيد من المعاملة الوحشة بتاعته معاه، واهو مات وزوجته وابنه ماتوا أخد إيه معاه بقى، ولا حتى أخد الكلمة الحلوة.