حصل "انفراد" على نص مرافعة النيابة العامة فى قضية "الرصد والردع" المتهم فيها 21 متهمًا؛ من بينهم 9 محبوسين و 12 هاربين، بتشكيل خلية إرهابية لاستهداف منشآت الدول وقوات الشرطة المصرية، ونفذوا عمليات تفجير عبوة ناسفة بجوار سينما رادوبيس بالهرم، واستهداف منزل السفير البلجيكى.
تلى مرافعة النيابة المستشار محمد سمير الطماوى رئيس نيابة الأحداث الطارئة أمام محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار حسين قنديل، والذى بدءها بالآيتين (103) و(104) من صور الكهف قائلاً: "بسم الله الحق العدل.. بسم الله المنتقم الجبار.. بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)).
انتقل ممثل النيابة العامة للحديث عن القضية قائلاً: يتوجب على وأنا أقف فى هذا المقام الجليل محراب العدالة امتثالاً ليمين الولاء الذى أديته والقسم العظيم الذى أقسمته أن استحضر فى أذهان الهيئة الموقرة وأذكر الحضور بأنى حضرت اليوم أمثل مجتمعًا مكلومًا لا يزال دماء ضحاياه من أبنائه الأبرياء تسيل دون ذنب أو جريرة حتى هذه اللحظة التى أمثل فيها أمام عدلكم ضحايا الفكر البغيض والجهل والضال، ضحايا الإرهاب الأسود على أيدى حفنة مارقة من بعض المنتسبين إلى وطننا وهو منهم براء، حفنة من فجرة ضلوا وأضلوا وجاسوا خلال الديار، طغوا وبغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد، ولكن المولى عز وجل ومن بعده الشرفاء فى هذا الوطن لهم بالمرصاد.
وانتقل ممثل النيابة للحديث عن الأدلة التى كشفتها التحقيقات وإدانة المتهمين وهو الاعترافات التفصيلية، حيث قال: اعترف المتهم طارق السيد أحمد إبراهيم، 22 سنة، طالب بكلية العلوم، بارتباطه بجماعة الإخوان منذ إدراكه واعتقاده من منطلق قناعته بضرورة بناء دولة إسلامية وصولاً إلى الخلافة إيمانًا بأفكار حسن البنا، وراغب السرجانى، واقتناعه بأن الثورة الشعبية التى انطلقت فى كامل القطر المصرى بتاريخ 30 يونيو يمثل انقلابًا عسكريًا، يجب مواجهته بأى وسيلة ومنها التفجيرات وأن ترتب عليها إزهاق الأرواح نظير تحقيق هدف الوصول إلى الخلافة.
وأضاف المتهم فى اعترافاته، أنه شارك فى اعتصام "النهضة" والمسيرات والفاعليات التى انطلقت منه بمنطقة العمرانية، وذلك بتكليفات من جماعة الإخوان، وارتباطه تنظيمًا بالمتهم محمد فؤاد الذى يُعد بمثابة شقيقه الأكبر – على حد وصفه – وأنه تدرب على كيفية تصنيع العبوات المتفجرة على يد المتهم وسام مصطفى السيد، بعد أن لقنه خطوات تصنيعها وأمده بالأدوات والمواد التى تستخدم فى ذلك، علاوة على إمداده بعبوات متفجرة، وتكليفه باستخدامها فى استهداف مركبات الشرطة حال قيامها باعتراض مسيرات الإخوان، إلا أنه فشل فى تنفيذ تلك التكليفات ضد أهداف متحركة، فتم تكليفه برصد وتفجير أهداف ثابتة واعترف بارتكابه وآخرين بواقعة محاولة تفجير إحدى سيارات البث الفضائى، وسيارات شرطة أمام قسم شرطة الطالبية بعد رصدها، وصحة واقعة ضبطه والمضبوطات، والتى ضبطت بحوزته وداخل مسكنه وسيارته اللتين اتخذهما مكانًا لتصنيع وإخفاء عبوات متفجرة.
وانتقل ممثل النيابة للحديث عن اعترف المتهم محمد فؤاد عبد الحميد حسن، بارتباطه بجماعة الإخوان منذ نشأتها ومشاركته أعضائها فى أنشطتهم بالقسم المكلف بنشر الدعوة بمنطقة العمرانية، وهو ما أطلق النشاط الآمن، وأضاف أنه منذ عام 2000 غير نشاطه واتجه إلى النشاط غير الآمن، المتمثل فى مزاولة النشاط السياسى للجماعة وتدرجه داخل هيكلها التنظيمى من عضو مُحب إلى عضو منتسب ثم عضو مؤثر، وأضاف بمشاركته فى اعتصام النهضة ومشاهدته لبعض المشاركين فيه محرزين لأسلحة نارية آلية لاستخدامها فى تأمين الاعتصام وفى أعقاب فضه شاركهم فى مسيراتهم، ومنها المسيرة التى حدثت خلالها الواقعة المشهورة إعلاميًا واقعة مقتل "طفل العمرانية".
علاوة على اشتراكه فى تأمين تلك المسيرات باستخدام العبوات المتفجرة والأسلحة الآلية والخرطوش والشماريخ والحجارة، وقطع الطرق، وتعطيل حركة المواصلات، علاوة على اعترافه بارتكابه وآخرين بواقعتى تفجير عبوة متفجرة لدى منزل السفير البلجيكى ومحاولة تفجير أخرى أمام قسم شرطة الطالبية، وارتباطه تنظيمَا بالمتهمين طارق السيد أحمد، ووسام مصطفى السيد، وياسر محفوظ محمد، وسعيد عبد الظاهر حسن، وأسامة محمد حكمت، والشاعر مصطفى محمود موسى، ومحمد عبد الله محمد، وكريم حسن هريدى، وهانى الشحات جابر، ومحمد عبد الله أبو غنيم، بالإضافة إلى اعترافه بصحة واقعة ضبطه، وما ضبط بحوزته من مضبوطات.
كما اعترف المتهم محمد درى أحمد محمد، بأنه منذ عام 2005 أن اعتاد شرب الخمر وتعاطى المواد المخدرة وأدمنه لأخطر أنواعها "الهيروين" المخدر، ووفاة اثنين من أقرناه المدمنين بذات الجوهر المخدر، وترسخ فكرة أنه سوف توفياه المنية لا محال من إدمان المخدرات – على حد قناعاته – تمخض فى ذهنه فكرة مسألة الجهاد فى سبيل الله بأسوة بالتسجيلات الموثقة لخطب لمن يُدعى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وآخرين من المجاهدين والتى لاقت قبولاً وصدى فى نفسه، فاختمر فى ذهنه مسألة ذلك الدرب وسعى جاهدًا للالتحاق بمن أطلق عليهم المجاهدين وما أن سنحت له الفرصة بنهاية عام 2011 وعلم بمسألة وجود ميلشيات مسلحة تقاتل آنذاك بالجماهيرية الليبية ضد قوات رئيسها السابق معمر القذاقى، حتى التحق بصفوفهم واشتراك فى القتال إلى أن تم إلقاء القبض عليه، وإيداعه بإحدى السجون، ثم إطلاق سراحه بعد بضع وتسعون يومًا ليتم ترحيله إلى دولة تونس ومنها إلى القطر المصرى.
وأضاف ممثل النيابة، أنه ولوجود رغبة ملحة لدية فى مواصلة الجهاد سعى إلى الالتحاق بإحدى معسكرات تدريب المجاهدين بمدينة العريش وشبه جزيرة سيناء، ولما سنحت له الفرصة للسفر إلى دولة سوريا للالتحاق بالكيان المسلح الذى أطلق عليه "جبهة النصرة" بقيادة المدعو محمد الجولانى، سافر وآخر من أقرناه إلى دولة تركيا، ومنها إلى دولة سوريا يلتحق آنذاك بإحدى معسكرات التدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة ومضادات الطائرات بكافة أنواعها، وليتنقل بين جبهات القتال الناشبة بين الكيان سالف الإشارة إليه وقوات دولة سوريا النظامية وليتخصص بالتخطيط للعمليات الاستشهادية والإشراف على إنفاذها، والاشتراك فى وقائع اغتيال بعض عناصر الجيش السورى النظامى المكلفة بتأمين المنشآت التابعة للقوات المسلحة السورية ثم عودته إلى القطر المصرى.
وأضاف ممثل النيابة، أن المتهم اعترف بلقائه بكل من المتهمين سعيد عبد الظاهر عبد الرحمن، ووسام مصطفى، وعلمه بأن الأخير يشاطره ذات الأفكار والمعتقدات وسبق له الانضمام إلى إحدى المجموعات المسلحة بدولة سوريا واعتزامهم العودة إليها مرة أخرى، وأنه لم اكتشف والمتهم الأخير عدم مقدراتهم للسفر إلى دولة سوريا مرة أخرى دون مرور بضعة أشهر، تمخض فى ذهنهما القيام بأعمال عدائية تستهدف رجال الشرطة لاعتقاده بمنطقة قناعاته وفكره وعقيدته أن النظام الحاكم الحالى "كافر"، ولا يحكم بكتاب الله، ووجب جهاده، فعرفه الأخير على 3 شباب من أصحاب ذات الفكر والمعتقد لحيازتهم لعبوات ناسفة التى وضعوها أمام سينما رادوبيس، وفجروها عن بُعد.