كعادته نزل يوسف صاحب الـ14 عامًا من منزله بالخصوص فى الساعة السادسة صباحًا، للتوجه إلى مدرسته بخطوات بريئة، حتى استوقفه اثنان من المجرمين لسرقة هاتفه، وعندما فشلا فى سرقته قتلاه رميا بالرصاص ثم فرا هاربين.
قال ناصر، والد الطفل يوسف، إن نجله كان كل حياته، وكان يتسم بالشجاعة، مشيرًا إلى أنه فى يوم الحادث استيقظ يوسف فى الساعة السادسة صباحًا، وحمل حقيبته للتوجه إلى مدرسته بحمامات القبة، حيث تعود يوسف أن يستقل المترو من محطة عزبة النخل.
وأضاف الأب أنه كان نائما، واستيقظ على صوت عالٍ ينادى «يوسف يوسف»، وقال: أسرعت لاكتشاف الأمر، فوجدت شخصين يستقلان دراجة نارية يخبرانى بأن ابنى يوسف مصاب، وملقى فى الشارع غارقًا فى دمائه، وأن أحشاءه خارج جسده، فذهبت مسرعا ورأيت مشهدًا لن يفارق عقلى طوال حياتى، وطلبت الإسعاف التى حضرت بعد وقت طويل، وفى المستشفى خرج الطبيب من غرفة العمليات، وقال لى «البقية فى حياتك».
وبكلمات تملؤها الدموع قال الأب: «يقتلوه ليه؟ حرام.. ده كان كل حاجة فى حياتى، ياريت كنت أنا اللى مت مش يوسف، ياريت كانوا خدوا منى 200 جنيه تمن الموبايل وتركوا لى يوسف، أنا بحمد ربنا إن القضاء جابلى حق ابنى ودلوقتى أقدر آخد عزاه».
المتهمان بقتل الطالب فى مدينة الخصوص، أدليا باعترافات تفصيلية أمام ضباط مباحث الخصوص حول ارتكابهما الجريمة، وأكدا فى اعترافاتهما أنهما فوجئا بالمجنى عليه رغم صغر سنه يحاول الدفاع عن نفسه، و«عافر معانا عندما كنا نستولى على تليفونه المحمول، فقتلناه رميا بالرصاص».
وقال المتهمان، وهما كل من «محمد. ج. ع»، 27 سنة، عاطل، و«عوض. س. ح»، 21 سنة: كنا نسير فى شوارع مدينة الخصوص فى يوم الواقعة، كى نحدد الضحية التى سنقوم بسرقتها، وشاهدنا طالبا يسير بمفرده فى الشارع فاستوقفناه، وأشهرنا السلاح النارى فى وجهه وطلبنا منه أن يعطينا تليفونه المحمول، لكنه رفض، وحاول مقاومتنا، رغم أننا حذرناه، فلم نجد أمامنا سوى التخلص منه حتى لا ينفضح أمرنا، وأطلقنا عليه الرصاص، وعندما سقط على الأرض استولينا على هاتفه المحمول وتركناه وهربنا، لم نكن ننوى قتله، كنا نريد سرقته فقط، لكنه دافع عن نفسه بطريقة لم نرها من قبل، ومن شدة خوفنا قتلناه بالرصاص، وفى النهاية تم ضبطنا.
بدأت تفاصيل الجريمة بتلقى قسم شرطة الخصوص إخطارا من مستشفى المطرية بوصول يوسف ناصر، 14 سنة، طالب، مصابا برش خرطوش بمنتصف البطن، وتوفى خلال محاولة إسعافه.
وأكدت تحريات المباحث أن المتهمين هما «محمد. ج. ع»، 27 سنة، عاطل، و«عوض. س. ح»، 21 سنة، عاطل، يكونان فيما بينهما تشكيلا عصابيا للسرقة بالإكراه، وأنهما أثناء الاستيلاء على الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه حاول مقاومتهما، فقام على أثرها المتهم الأول بإطلاق عيار نارى من فرد خرطوش كان بحوزته، محدثا إصابة المجنى عليه التى أودت بحياته.
تم استئذان النيابة، وتمكن ضباط وحدة مباحث القسم من القبض عليهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وتم بإرشادهما ضبط السلاح النارى المستخدم فى الواقعة، وهو عبارة عن فرد خرطوش محلى الصنع، وعدد 2 طلقة من ذات العيار، وبحوزة الثانى الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه، وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 5987، إدارى قسم الخصوص لسنة 2015، وبعرضه على النيابة أمر محمود سعيد، رئيس نيابة الخصوص، بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق، بإشراف المستشار أحمد عبدالله، المحامى العام لنيابات شمال القليوبية، وإحالته لمحكمة جنايات الخصوص التى قضت بمعاقبة المتهمين بالإعدام شنقا.