الجمعة 2024-11-15
القاهره 08:28 م
الجمعة 2024-11-15
القاهره 08:28 م
تحقيقات وملفات
أول صحيفة عربية على خط النار فى تعز المحاصرة "الحلقة 5".. عاصمة اليمن الثقافية تحارب للحاق بركب المدن المحررة.. وأهلها: سنقضى على المشروع "الحوثى" رغم الحصار..المركز الإنسانى للحقوق: الحوثيون ارتكبوا
الأربعاء، 25 أبريل 2018 11:09 ص
مستشفى «الثورة» دمره القصف.. ومصير العاملين به إما الخطف أو القتل الميليشيات أقامت 43 سجنا خاصا لتعذيب الأهالى الحركة ممنوعة ليلا فى «البرباشة» بسبب القصف والإجراءات الأمنية.. وشارع «جمال عبدالناصر» يتوسط المدينة.. والأهالى: «بنحب الزعيم» معمر الأحمدى: فضلت تحرير وطنى قبل الزواج وخطيبتى قالت لى روح الجبهة وهنتزوج لما تتحرر تعز شريف عبده: نحن معرضون للقنص أو قذائف الهاون على يد الحوثيين وأصبت فى الساق والقلب والذراع» عبدالإله عبدالفتاح: لازم الناس تعرف جرائم عصابة الحوثى.. وعبدالمجيد فوزا: يجندون الأطفال فى جبهات القتال الحوثيون حولوا الجبال إلى منصات لإطلاق القذائف عشوائيا على المواطنين.. وقناصتهم قتلوا الصحفى محمد القدسى بصاروخ.. وأصحاب المعونات والإغاثات لجأوا لاستخدام «الحمير» لنقل مواد الغذاء إلى أهالى «طالوق» أعلى الجبل الطفلة «آلاء» شاهدة على جرائم الحوثيين.. اخترقت الشظايا جسدها وهى تلعب فى منزلها وقلة الإمكانيات الطبية قادت إلى بتر ساقها هنا «تعز» المحاصرة.. على خطوط المواجهات مع ميليشيا الحوثى توقفنا، قادمين من عدن ولحج المحررتين إلى المحافظة التى تئن تحت حصار الحوثى منذ 2015.. المدينة التى عرفت بأنها العاصمة الثقافية لليمن، لاتزال تقاوم للحاق بركب مدن اليمن المحررة، وتقدم نموذجا للمقاومة الصامدة رغم حصارها من الشمال والشرق والغرب، ولا منفذ لها سوى الجهة الجنوبية، فيما تضم المحافظة 23 مديرية، تحررت منها 17، ولاتزال المواجهات لتحرير المتبقى. الأزمة فى تعز تختلف عن غيرها من المحافظات، فلا يسيطر الحوثى إلا على مساحات قليلة منها، لكنه يطوق المدينة من قمم السلاسل الجبلية المحيطة بها، فتعز محاطة بجبال كثيرة وضخمة يصعب تأمينها أو التحكم فيها، منها جبال سورق وحبشى والوازعية وسامع، وربما طبيعتها الجغرافية هى، بحسب من التقيناهم، سبب إطالة أمد الحرب بها. الحصار والقنص والألغام والقذف العشوائى يخيم على المدينة، فالبنية التحتية مدمرة، والقطاع الصحى قضى عليه بنسبة 80 %، وقوامه 4 مستشفيات فقط وكادر طبى غالبيته نزح، والباقون يعملون تحت وابل من رصاص القناصة، كما أنهم عرضة للخطف فى أى لحظة. لم يكن الطريق إلى المدينة المحاصرة مثل غيرها من المحافظات، فالمسافة من عدن إلى تعز تتجاوز الـ300 كيلو متر، لا يمكنك قطعها فى أقل من 6 ساعات لوعورة المنحنيات والصعود للجبال.. على طول الطريق يلفت نظرك جمال الطبيعة الصحراوية بألوانها الخلابة وتكوينات الجبال الشاهقة، لكنها ممزوجة بالخطورة، حيث جعل الحوثيون كثيرا من أجزاء الطريق مرمى لسهام قناصتهم، وكل شبر يوثق لجريمة من جرائمهم، ستجد قصة لقتيل أو مختطف أو من حالفه الحظ وأصبح على الأقل معاقا. رافقنا خلال الرحلة الرائد هايل محمد، من قوات وزارة الداخلية الشرعية، وهو من أبناء تعز الذين شاركوا فى معارك تعز والمسراخ الشرسة.. وعلى مر الطريق التقطنا بعض المشاهد، بدءًا من قلعة المقاطرة التى صعدنا لأعلاها، وكانت على مقربة من سوق الربوع الذى يتعرض لهجوم الحوثيين من وقت لآخر، ومررنا بجوار «الكود».. تلك الجبال التى يتخذها القناصة منصات لإطلاق القذائف عشوائيا على المواطنين.. وأثناء مرورنا من المقاطرة إلى منطقة هيجة العبد، أشار لنا الرائد هايل على مكان فجر الحوثيون جسرا صغيرا به منذ أسبوع، وترك التفجير حفرة فى الطريق، هى شاهد عيان على الجريمة. ومن هيجة العبد إلى منطقة الخيامى، حيث جريمة أخرى للـ«حوثة»، كما يطلق عليهم المواطنون هناك، ففى هذا المكان، كما أوضح لنا الرائد هايل، قتل الحوثيون الصحفى محمد القدسى فى فبراير الماضى، كان يعمل بقناة بلقيس، وقتلوه بصاروخ أثناء تغطيته حفلا عسكريا بحضور نائب وزير الداخلية، والبعض قال إنهم كانوا يستهدفون النائب، فيما راح ضحية الحادث أيضا 6 مواطنين. استكملنا الطريق حتى وصلنا لمنطقة «المسراخ» التى احتلها الحوثيون 5 أشهر قبل أن يتم تحريرها منذ عام تقريبا.. تجد فى «المسراخ» بعض مظاهر الحياة البسيطة، تجمع عددا محدودا من المحلات الصغيرة وسوقا شعبية ومنازل فقيرة معظمها تركت الحرب أجزاءها مهدمة، لكن الطرق غير مرصوفة، ومزدحمة بسيارات الشحن والنقل وميكروباصات متهالكة لا تجد من ينظم سيرها، وعلى أحد جانبى الطريق استرعى انتباهنا سيارة متفحمة، علمنا أنها كانت تقل الحاج فؤاد عبدالله الحمادى و7 أفراد من أسرته وانفجر بهم لغم أثناء مرورهم من هذه المنطقة ولم ينج من الأسرة أحد وكان حادثا مروعا راحت ضحيته أسرة لا علاقة لأحد منهم بالسياسة من قريب أو بعيد. أثناء سيرنا أشار مرافقنا إلى منطقة طالوق فوق الجبل.. قال إنها أكثر منطقة عانت من استبداد الحوثى، والذى قطع عنها الطرق حتى لا يصل لسكانها الغذاء، فلجأ أصحاب المعونات والإغاثات لاستخدام الحمير كى يصلوا بالغذاء للناس. بعدها عبرنا من منطقة تسمى «الضباب»، وأردنا النزول للتصوير بها، لكن الرائد أبلغنا أن النزول هنا غير مسموح وغير آمن، لأنها منطقة شديدة الخطورة، وكانت من أكبر ثكنات الحوثيين ووكرا مهما للقاعدة أيضا، وإن كانوا بأعداد ليست كبيرة، ومازال بها بعض من الـخلايا النائمة. فى سوق الربوع على الطريق إلى «تعز» وجدنا أيضا سوقا تبدو تقليدية وقديمة وتسمى «سوق الربوع» يمر عبرها الطريق الوحيد الرابط بين محافظتى لحج وتعز، تقع بمنطقة الربوع التابعة لمديرية المقاطرة، نزلنا من السيارة رغم تحذيرات الرائد هايل بخطورة الوقوف على الطريق القريب من الجبال حيث يقصف منها الحوثيون من وقت لآخر.. وجدنا سيارات متنقلة لبيع المأكولات، وبائعين يفترشون الأرض يبيعون مأكولات بسيطة، شملت بعض أنواع الأسماك والفسيخ والخضراوات والفاكهة، إلى جانب بيع أعشاب بدوية لعلاج بعض الأمراض، ومن بعيد تتهادى أصوات موسيقى يمنية قديمة تبدو مميزة للمكان رغم أنهم يتوقعون الضربات الغادرة فى أى وقت. قال لنا محمد الصعب، أحد الباعة: «الحوثة كانوا مستقرين هنا لفترة، والسنة اللى فاتت سيطروا على السوق، وقطعوا علينا الطريق الوحيد الذى كان يربط ريف جنوب تعز وطور الباحة بلحج.. ما كانش حد عارف يجيب خضار أو سلع، كما قطعوا طريق تعز لحج بعد ما حاولوا يسيطروا على جبل هان ليقفلوا المدخل الجنوبى الوحيد إلى مدينة تعز». واستكمل حديثه قائلا: «بعد فترة مشيوا بفضل الجيش الوطنى والتحالف، ودلوقت بيطلقوا قذائف القناصة والهاون من وقت لآخر بشكل عشوائى، ولما بنلاقى ضرب بنلم حاجاتنا ونمشى». أضاف بليغ عبدالله، أحد المواطنين بالسوق: «الأسبوع اللى فات رموا علينا قذيفة موتت اتنين والضرب بيشتد بالليل.. دى حياتنا واتعودنا على كده بس مش بنخلى العيال تطلع وحدها من البيت». أسواق متعددة اشتهرت تعز بتعدد أسواقها، ولكنها تناقصت تدريجيا وأثرت الضربات الحوثية على العديد منها، ومن أشهر أسواقها «سوق الشنينى، سوق الضباب، سوق النشمة، سوق دمنة خدير، سوق الأربعاء، سوق الخلة، سوق موزع، سوق هجدة، سوق ماوية، سوق المسراخ، سوق يفرس، وسوق البرح». ولدى دخولك المدينة فى منطقة برباشة، تجد عددا من المحلات متناثرة أغلبها ورش صغيرة لتصنيع الأثاث والحدادة ودكاكين صغيرة يباع بها السلع الضرورية، والمفروشات وإطارات السيارات، وصالون حلاقة يبحث عن زبائن، يضعف الأمل فى إيجادهم لأنهم يعانون ضيق ذات اليد منذ الحصار. من بين شوارع البرباشة هناك شارع يحمل اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بوسط المدينة، قال لنا الأهالى «سميناه على اسم الزعيم المصرى عبدالناصر لأننا بنحبه». مع اقتراب الليل تجد الاستعدادات الأمنية أصبحت مكثفة، وكثير من الشوارع أغلقت أمام المارة بحواجز حديدية.. حاولنا التحرك لمستشفى الأطفال، وهى ليست ببعيدة عن شوارع وسط المدينة، لكن كلما وصلنا لجهة وجدنا الطرقات أغلقت كإجراء أمنى لتجدد الاشتباكات مع الحوثيين. انتهاكات ارتكب الحوثيون منذ حصار تعز فى مارس 2015 وحتى 2018، 2.935 جريمة قتل منها 771 طفلا و490 من النساء، و1.674 رجال مدنيين، أما الإصابات فبلغت، طبقا لإحصائيات المركز الإنسانى للحقوق والتنمية بتعز المرخص له من وزارة الشؤون الاجتماعية، بلغت رقما قياسيا مقارنة بغيرها من المحافظات «17.929» مصابا، بينهم 3.799 طفلا و2.022 نساء، و12.108 رجال مدنيين. شرح لنا الدكتور حمود الذئب، رئيس المركز الإنسانى للحقوق والتنمية بتعز، كيف أن الحوثيين ارتكبوا مجازر جماعية بعدد 225 مجزرة، جميعها ارتكبت فى أحياء سكنية مكتظة بالسكان وأسواق شعبية وشوارع المارة، وأشهر هذه المجازر بئر الباشا فى 3 أكتوبر 2016 حيث قصف الشارع العام للبريد بقذيفة هاون، وراح ضحية القصف 30 يمنيا بين 11 قتيلا و19 مصابا، مضيفا أنه كانت هناك حالات وفيات بلغت 168 حالة فى الفترة من 2015 إلى 2018 بسبب مرض الفشل الكلوى ونقص الخدمات العلاجية، أما ضحايا الألغام فهم 292 قتيلا و317 مصابا خلال السنوات الثلاث. وأضاف الدكتور حمود، أن تعز أصبحت مسرحا لأنواع عدة من الانتهاكات التى يمارسها الحوثى بين تعذيب «26 حالة»، واختفاء قسرى للمدنيين «542 حالة»، مشيرا إلى أنه كان هناك 43 سجنا خاصا، إلى جانب استهداف 48 صحفيا وإعلاميا، وإجهاض 135 «سيدة حامل» نتيجة القصف، كما بلغت حالات الإعاقات والبتر 469 حالة. بتابع الدكتور حمود، أنه تم هدم 2476 منزلا ومبنى من إجمالى 3.891 منشأة عامة وخاصة تم تدميرها نتيجة الهجوم بالكاتيوشا والقذائف والمدفعية، ونتيجة هذا الوضع الإنسانى المتأزم تم تهجير 7.795 أسرة فى أعلى معدل للنازحين باليمن، فضلا عن تضرر 604 منشآت صحية و224 منشآة تعليمية، و84 مسجدا، إلى جانب 8 مواقع أثرية تضررت من أهمها متحف تعز. الأطفال دائما يدفعون الثمن الأطفال فى تعز خاصة، واليمن عامة، كان لهم النصيب الأكبر من بطش الحوثى، وقصة الطفلة آلاء التى مازالت تخطو عامها الثانى تقشعر لها الأبدان، فهى ضحية القصف العشوائى والإمكانيات الضعيفة فى المستشفيات التى خربها الحوثيون، وجعلوا منها مبانى خاوية من المعدات الطبية اللازمة لإنقاذ الحياة.. تبدأ القصة التى يرويها لنا وسام عبدالفتاح، والد الطفلة، وهو يعمل بوظيفة بسيطة فى محل إلكترونيات، إنه فى يوم 1 - 11 - 2017 فى تمام الساعة الثانيه ظهرًا، وكانت آلاء تلعب وتزحف فى المنزل كالمعتاد هى وأمها وأخوها، حدث قصف بقذيفة هاون للمنزل المجاور واخترقت الشظايا النوافذ، وأصيبت آلاء بشظايا فى القدمين. وتابع: على الفور أسرعت من عملى وقد أظلمت الدنيا فى عينى وأخذناها إلى مستشفى الثورة حيث قاموا بعمل الإسعافات الأولية لإيقاف النزيف، وبعد ذلك تم تحويلها إلى مستشفى آخر والذى قرر فيه الطبيب إجراء عملية لساقها، وتم إدخالها إلى غرفة العمليات لمدة 6 ساعات، وقيل لنا إن العملية نجحت، لكن فوجئنا بعدها فى صباح اليوم التالى بالطبيب يبلغنا أن آلاء بحاجة إلى بتر قدمها اليسرى، ووقتها قدمها بدأت تتحول إلى اللون الأسود، رفضنا قرار الطبيب ببتر ساقها وأخرجناها لعرضها على مستشفى آخر، وفحصها الطبيب المختص بالشرايين والأوردة، وقال لنا: «للأسف تأخرتوا، لأن التروية انقطعت عن قدمها، وهذا هو سبب تحول لون ساقها للون الأسود، وتحتاج لإجراء عملية زراعة شريان وتكلفتها مليون ومائتا ألف ريال». ويواصل الأب: «نحن لا نمتلك أى شىء وحتى المستشفى روحنا لها بمساعدة أصدقاء لى، تركوا أسلحتهم كرها فى المستشفى لإكمال إجراءات العملية، وبالفعل أدخلت الطفلة إلى غرفة العمليات لمدة 4 ساعات، وخرج الطبيب ليفاجئنا بقوله إنه لم يتم إجراء أى عملية للبنت فى السابق، وإنه تم ربط الأوردة دون الرجوع لنا، وحاول الطبيب إنقاذها وقام بعمل أربع عمليات لآلاء، ولكن فى كل مرة يحدث تخثر للدم بطرف ساقها وينتج عنه نزف للعملية، وآخر مرة قرر الطبيب بتر قدمها حفاظًا على بقية ساقها، علمًا بأن ساقها الأخرى فيها أربع شظايا، وتم لها عمل أربع عمليات مفتوحة وخياطتها. الأب انتقل للحديث عن المعاناة تحت وطأة القصف الحوثى، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك ماء ولا كهرباء ولا وسائل العيش، وكانت ولاتزال مدينة تعز تعانى الحصار المطبق، لا تستطيع أن تخرج من البيت بسبب المقذوفات من ميليشيات الحوثى التى لا تفرق بين مقاومة وبين المدنيين أو بين شيخ وصغير، فكل شىء يتحرك فى الشارع هو هدف للقنص من قبل الميليشيات، وحتى المساعدات الإنسانية للمدينة، كانت الميليشيات تمنع دخولها. وواصل: بعد الحادث بتاع بنتى أغلق كل شىء بوجهى وبنتى الوحيدة بين أيدى ولا أستطيع أعمل لها شىء بسبب الظروف، ولا يوجد معى ما يساعدنى علشان أسافر بها وأعالجها.. أصعب شىء تقف عاجز قدام ضناك. الحرب على المستشفيات مررنا من شارع جمال عبدالناصر بوسط المدينة فى طريقنا لمستشفى الثورة الكائنة بمنطقة العصيفرة، وعبرنا من أمام الخطوط الترابية مع الحوثيين، وهى تعد من المستشفيات الرئيسية لاستقبال جرحى الجبهات فى تعز، والذى يتعرض، حسبما أوضحت لنا هنا بكر السويفى إحدى الموظفات، أن المستشفى يتعرض للقصف المفاجئ، والمبنى جزء كبير منه مهدم.. تغالبها الدموع وهى تقول «إحنا نحزن على الشباب اللى يجينا كل يوم من الجبهات وينتهى الأمر لإعاقة أو وفاة.. نفسنا حد ينقذ الشباب دول.. حرام والله العظيم». وأضاف أحد المشرفين بالمستشفى، رفض ذكر اسمه، أن الأطباء يتعرضون للاختطاف مثل الطبيب أنور الشرعبى فى فبراير الماضى، وتم الاعتداء عليه بالضرب، كما تم إغلاق المستشفى فترة، مشيرا إلى أن المبنى يتعرض للقصف وتهدمت الطوابق العليا منه، ولم يعد به إلا الأرضى وطابق واحد، حتى اللى بيحاول ينقذ الجرحى بيتقتل، هو ده قانون الحوثيين. قصص أبطال جبهات تعز داخل مستشفى الثورة تجد غرفا متكدسة بالأسرة، وإمكانيات متواضعة، وسخونة الجو بدون وسائل تهوية أو تبريد، تضاعف من آلام الجرحى الذين ينتظرون أيادى الأطباء لتخفيف معاناتهم، لكنهم بالكاد تجدهم، فأعداد الكادر الطبى أيضا محدودة للغاية أمام أعداد كبيرة من الجرحى يوميا. التقينا مع عدد من المصابين بعضهم من المدنيين وبعضهم من الجنود وشباب جبهات «تعز»، وهم أبطال المعركة الحقيقيون، وبينهم محمد عبدالرحمن الحاج، الذى يبلغ من العمر 24 عاما وينتظر طفله الأول.. قال لنا: «أصبت برصاص الكلاشينكوف فى ساقى اليمنى والصدر أثناء اشتباكات حية بجبهة لوزام مع الحوثيين، وكنت ضمن المقاومة الشعبية وأخدم فى الجيش.. كانت المواجهات شرسة، فهم يقاوموننا بأسلحة ثقيلة ومتطورة، ومتعطشون للدماء ويعتمدون على الغدر فى إدارة معاركهم». «أنا عايز أخف علشان أروح الجبهة تانى، يواصل محمد، سنقاتلهم لآخر نفس، معندناش أهم من وطننا عشان ولادنا يلاقوا حيطان ووطن يعيشوا فيه». على السرير المجاور له يرقد شاب آخر، أصيب فى مواجهات بجبهة صالة، إحدى جبهات تعز، اسمه معمر الأحمدى، فى الثامنة عشرة من عمره، وكان مقبلا على الزواج، لكنه فضل أن يبدأ بتحرير بلاده، اقتربنا منه لمعرفة قصته فقال: «معى دبلوم فنى، كنت عاوز أعمل مشروع صغير أتزوج من إيراده، لكن وقتها بدأ هجوم الحوثى تحولت أهدافى لتحرير تعز أولًا، الستات كمان هنا فاهمين كده وخطيبتى قالت لى روح الجبهة وهنتزوج إن شاء الله لما تتحرر تعز، نحن نتفق فى حب بلدنا». وتابع: «فى الأول هجموا بقذيفة هاون، وبعدها 4 قناصة قنصوا علينا، وأصبت بطلقات، وبعدها زحفنا، وحاولنا ننقذ حياة واحد معنا كانت حالته أخطر مننا لكنه فضل ينزف لحد ما فارق الحياة». عبدالإله عبدالفتاح، الذى تخطى عامه الـ23 منذ أيام، ويتلقى العلاج حاليا بمستشفى الثورة، يحكى قصته فيقول: «كنت أعمل بأحد المحال التجارية وعيشتنا كانت ماشية الحمد لله، ومفكرتش عمرى أنى ممكن أحارب أو أدخل معارك، لكن هذا قدرنا، لما دخل الحوثى انضميت للمظاهرات وكانت سلمية عشان يتركوا بلادنا، لكن أطلقوا علينا رصاص وقذائف هاون كثيرة جدا، ومات ناس قدام عنينا وساعتها قررت أروح الجبهة عشان آخد حقهم وحق بلدى». ويتابع عبدالإله: «وقت ما أصبت كنا على جبهة التشريفات، وكان جنبى 6 من زملائى وهم أصدقائى أيضا جمعنا الإحساس بالألم، والمحنة وحدتنا زى ما وحدت أبناء تعز، واتقذف علينا رصاص كتير بس عرفنا نتفاداه، وبعد شوية جاتنا قذيفة مدفعية تقيلة واتنين من زملائى استشهدوا واحنا أصبنا.. ما وجعنيش الألم قد ما كنت مش عاوز أسيب جثث زمايلى.. الحوثيين معندهمش أخلاق حرب حتى بيتعاملوا معاملة عصابات، لو لقيوا جثث جنود بيشيلوها». واصل رغم الألم الظاهر عليه:: «أنا عاوز الناس تعرف جرائم العصابة دى واللى بتعمله فى أهل اليمن، كنا نقاتل يوميا ونشاهد الأطفال الذين جندهم الحوثى يحاربوننا، وكثير منهم فى جبهة التشريفات، كنا 6 حين أُلقيت علينا قذيفة مدفعية ماتوا اتنين وبعضنا فقد ساقه، والبعض أصيب فى العمود الفقرى، وأنا أصبت فى الساق والبطن، نقلونا بعدها المستشفى هنا، واتعملت لنا عمليات، قد ما قدروا، لأنه مش كل الإمكانيات ولوازم العلاج متاحة، نتمنى الدول تساعد تعز وأبناءها لأن عدونا معه أسلحة كثيرة ومتطورة». ياسر غانم: قذفونى وأنا رايح شغلى أمام سرير عبدالإله يرقد زميله فى معركة التشريفات، ياسر محمد غانم، 19 سنة، بترت ساقه اليمنى، من خلال حديثنا معه عرفنا أنه كان يهوى ممارسة الرياضة إلى أن جاءت حرب الحوثى لتنهى حياة العشرات وتصيب المئات بإعاقات مستديمة، قص علينا ياسر قصته: «زى أى شاب كنت بحلم بالمستقبل، كنت فى كلية الهندسة والدنيا مفتوحة قدامنا، من أسرة مستورة ولدى أخان استشهدا على أيدى الحوثة، وأنا كملت المسيرة وشاركت مع الجنود على الجبهة فى التشريفات». ويستكمل ياسر: «أطلقوا علينا قذائف مدفعية ثقيلة، استشهد اتنين مننا والباقيين بيتعالجوا فى المستشفى هنا، منهم من بترت ساقه مثلى.. أنا مش هتوقف عن قتال الحوثة مهما حصل، لأنهم مجرمين وطواغيت وإحنا لا نريدهم فى بلادنا، ونحاربهم دفاعا عن ديننا وعقيدتنا وحماية لأمتنا من طغيانهم.. حتى المواطنين العزل بيضربوا عليهم صواريخ وعيارات نارية». ويؤكد ياسر: «كنا بنشوف معهم أسلحة مكتوب عليها شركات إيرانية.. وبقايا الصواريخ اللى يطلقوها عليها شعار شركة الشهيد باقرى تبع المؤسسة الإيرانية للصناعات الفضائية الجوية، إيران تدعمهم بكل قوتها». شريف عبده.. أحدث جريح داخل المستشفى قبل ساعات قليلة من وصولنا إليها، لم يكن محاربا على الجبهة، لكنه كان مواطنا عاديا وقع ضحية لجرائم الحوثى، مثله مثل الآلاف من أبناء اليمن، يقول شريف: «أنا متزوج وعندى 3 عيال بشتغل فى مصنع صغير بمنطقة الصرمين، وخرجت صباحا قاصدا عملى.. فى أحيان كتير ما يكونش فيه مواصلات لأنها شحيحة، عشان البترول أو تكون الطرق مغلقة لاشتباكات مع الحوثيين، وبنضطر أنا وغيرى نمشى ساعات فى الحر لحد ما نوصل الشغل منهكين، لكن الأهم من الحر الخطر، فطول ما احنا ماشيين بنكون معرضين للقنص أو القذائف الهاون وده اللى حصل معايا». يكمل شريف: «وأنا ماشى وجنبى 3 غيرى فجأة سقطت علينا قذائف الهاون، فيه اتنين ماتوا والبعض مصاب، وأنا أصبت فى الساق والقلب والذراع.. إحنا عزل مدنيين لا يرحمهم الحوثى وأحيانا القذيفة تسقط فوق أطفال زى ما حصل من أسبوع، 9 عيال كانوا بيلعبوا فى حوش مدرسة وقعت قذيفة قتلت 6 منهم وأصيب الـ3.. هذا وضعنا فى تعز.. أتمنى العالم يساعدنا نطرد الخوف من بلادنا». عبدالعزيز: كنت أنقذ الجرحى وأصبت من أبطال الجبهات إلى المدنيين، وهم أبطال أيضا، وكان عبدالعزيز المذنب، قصة من بطولات أبناء تعز.. قال لنا: «أنا مواطن عادى من منطقة السلال وأصبت فى منطقة مظالة، لم أكن أحارب على الجبهة لكنى كنت بحاول أنقذ جرحى». وتابع: «كانوا ثلاثة جرحى من الجبهة بينزفوا وحالاتهم سيئة، بس مالحقتش أساعدهم، وللأسف مفيش سيارات إسعاف تلحق المصابين، فبدأت بحمل واحد منهم، وأنا شايله القنص جه علينا من منطقة السلال أكتر من 20 قناص كانوا على الجبل فاستشهد الجريح، ووقعت به على الأرض وما حستش بحاجة.. إحنا مش هنخاف، وهنفضل نتحمل لحد ما نحرر تعز». عبدالمجيد: الشرف أهم من الحياة «الشرف أهم من الحياة».. بهذه الكلمات بدأ عبدالمجيد فواز، المصاب بطلق نارى فى قدمه اليمنى، يسرد قصته بلسان ثقلت حركته لإخراج الكلمات ربما من الصدمة أو الألم، قال عبدالمجيد: «أنا معى معهد سكرتارية وكنت بشتغل فى مكتب حقوقى وحياتى كانت هادية وعلى قد حالى، لكن لما الحوثيين هجموا والجيش انقلب على الدولة، قررت أنضم لصفوف المحاربين للدفاع عن وطنى»، وواصل: الشرف أهم من الحياة يا أستاذة.. كل إنسان حياته غالية لكن الدفاع عن نسائنا وترابنا وكرامتنا يعنى «شرفنا».. إيه تساوى الحياة بدون شرف! استكمل عبدالمجيد ذو الـ25 ربيعا حديثه، قائلا: «كنا بنحارب فى جبهة مغمنة، أماننا 10 أطفال حاملين كلاشينكوف ومنهم متخدرين ومنهم اللى شايل سلاح مش قادر يتحمل وزنه.. منهم لله بيخلونا نتحارب مع أطفال اليمن، لكن ما ضربنا عليهم وبعدها جاتنى رصاصة فى القدم اليمنى بعد معركة دامت 6 ساعات.. فضلت أنزف وأنا بزحف على الأرض عشان أهرب من وابل الرصاص اللى نازل، اتنين من زمايلى ساعدونى لحد ما وصلت المستشفى وعملت عمليتين استخرجت رصاصتين ولسه فيه واحدة ما خرجوها.. الجرحى بيحسوا بآلام مضاعفة عشان المسكنات مش متوفره كتير واللى متوفر مفعوله قليل.. لكن نقول الحمدلله». الحسين: سنستمر فى القتال الحسين حميرى «21 سنة» واحد من ضحايا القتال فى تعز.. يقول: «كنت أدرس إدارة أعمال المستوى الثالث، كنا شباب نحلم بمستقبل واسع، وحولتنا الحرب لعجائز معاقين.. عصابة الحوثى دمرت وخربت اليمنى قبل المبنى ويسعون لمسح هويتنا السنية.. قررنا نخرج لمقاومة هذه العصابة لأننا نعلم نواياهم الخبيثة، كانت المقاومة تسيطر فقط على بضعة أمتار من مدينة تعز، واستطعنا توسعة تلك الرقعة، وكنت أخدم فى اللواء 35 فى الجبهة الغربية من تعز، وذات ليلة أردنا الدخول إلى متاريسنا لكنهم قذفونا أنا ومعى مجموعة من الشباب، أصبت فى ساقى اليمنى ومن قبلها خسرت أسرتى كضحايا حرب أيضا». يستكمل حديثه: «إذا أتيحت لى الفرصة سأقاتلهم ألف مرة.. أنا كل شىء خسرته بسبب تلك الميليشيات، ونريد من الأمم المتحدة وقفة مع هذه العصابة التى تزرع الألغام وتقصف المواطنين فى كل مكان حتى إنهم بيصنعوها محليا من مادة TNT وغيرها، ويضعونها بشكل عشوائى بين المنازل وهى طويلة الأجل، وهذا خطر سيظل يهدد الأجيال القادمة». المحمودى: أحلم بالدكتوراه «لا يمكن أن ينهى البتر حلم إنسان».. بهذه الجملة بادرنا محمد عبدالله المحمودى من أبناء المقاومة فى تعز.. هو لايزال فى مقتبل عمره، وقبل أن يكمل عامه الـ18 فقد ساقيه بفعل قذيفة من قذائف الحوثيين، يروى لنا المحمودى قصته: «نحن أسرة بسيطة كنت أنا وأبى نعمل ضمن العمالة المؤقتة فى أحد المصانع القريبة من المدينة مقابل مبلغ بسيط يكفى بالكاد قوت يومنا، حصلت على دبلوم سكرتارية وكنت أطمح فى استكمال تعليمى بالجامعة والحصول على منحة من الخارج لتحضير الدكتوراه». وعن إصابته يقول: «أصبت فى جبهة تعبات فى تعز فى ساقى الاثنين فى يناير 2016، ونقلت للمستشفى، وأجريت عدة عمليات جراحية لإنقاذ حياتى، بعدها ظللت بدون علاج لأننا كنا محاصرين ولا نملك حق الحصول على علاج، فحدثت لى غرغرينا قضت على الجزء المتبقى من ساقى». ويواصل: لن تكون الإصابة أو بتر ساقى الاثنتين نهاية أحلامى، بل أنا أسعى وقدمت أوراقى فى أكثر من جهة للحصول على منحة تعليمية، ولن نتنازل عن قضيتنا مهما حصل، سنظل ندافع عن حريتنا ضد بطش الحوثة.. نحن نعيش فى حصار، وكل شبر ملغم.. معرضين للقصف العشوائى على مدار الـ24 ساعة، نظل أياما لا نرى فيها الطرقات، أما النساء فلا يمكنهن الخروج، مؤكدا أن الحوثيين ممولون من إيران، ويسعون لفرض سطوتهم على المحلات والمصانع والبنوك لنهب ثروات الشعب اليمنى وتدمير شبابه». محافظ تعز: الأوضاع كارثية.. الدكتور محمد أمين: عدد ضحايا القصف الحوثى لا يقل يومياً عن 20 بين قتيل وجريح.. والميليشيات دمرت البنية التحتية وأكثر من 80% من القطاع الصحى قوات التحالف نجحت فى تحرير كثير من المدن.. ومصر فى قلوبنا وتسهم ضمن التحالف كما تعالج الجرحى على أراضيها رصدنا الأوضاع فى تعز ومدى كارثيتها، لكننا أردنا توثيقها أيضًا على لسان المسؤول التنفيذى بها، المحافظ الدكتور محمد أمين..وكان الحوار التالى: ما تقييمكم للأوضاع الأمنية هنا بتعز؟ - الأوضاع الأمنية فى المدينة شديدة الصعوبة، نظرًا لحصارها من ثلاث جهات، ولم يتم فتح سوى منفذ واحد يصل بين تعز وعدن، وهو شديد الوعورة والخطورة، ورغم أن هناك نقاط تفتيش تابعة للحكومة الشرعية وقوات تأمينية عليه، فإنه مازالت هناك بعض العناصر من الميليشيات الحوثية رابضة فوق الجبال الحاضنة للطريق، فتعز تقصف على مدار الساعة، ويسقط قتلى وجرحى يوميًا. وهناك خلل أمنى كبير، لأن جهاز الشرطة مدمر بالكامل، والحوثيون عندما دخلوا المدينة حرقوا أقسام الشرطة والأرشيف بالكامل، وقتلوا الضباط، الآن بدأنا نعيد بناء جهاز الشرطة والأقسام بدعم من السلطة الشرعية، ولدينا 3000 عنصر يتم تدريبهم. ما سبب إطالة أمد الحرب هنا، وما دور المقاومة الشعبية؟ - الطبيعة الجبلية لتعز ووعورة تضاريسها لعبت دورًا فى زيادة المعاناة بها، وتزيد الأمر صعوبة، سواء فى السعى لدحر الميليشيات أو فتح الطرقات، أو حتى وصول الإغاثات، لكن رغم كل هذا هناك نجاحات كبيرة حققها الجيش الوطنى بدعم قوات تحالف دعم الشرعية، كما أن السكان لهم دور محورى فى الحماية وتنظيم الحياة هنا، وتعز الأكثر كثافة سكانية، فيوجد بها 5 ملايين نسمة، وبها أعلى نسبة تعليم وأكبر كادر فى الطب والهندسة، وهم يمثلون 30% من إجمالى طلبة الجامعات فى اليمن، وعلى المستوى الاقتصادى بها نسبة كبيرة من التجار. وأهل تعز مصرون على استكمال حربهم للنهاية، ورفضوا المشروع الحوثى، وخرجت المقاومة منذ اليوم الأول للحرب فى مظاهرات سلمية، وأطلقوا عليهم الرصاص وقتل المئات، ولكن الجيش الوطنى فى تعز تشكّل من المقاومة الشعبية، ثم تشكلت ألوية عسكرية من هؤلاء، والضباط الشرفاء فى الجيش الوطنى. وبرأيك لماذا يتشبث الحوثى بتعز على وجه التحديد؟ - الحوثيون يحلمون بعودة الخلافة فى مكان يسمى «المملكة المتوكلية اليمنية»، التى كانت على مساحة الشمال فى اليمن، وتعز تشكل موقعًا مهمًا فى هذه الخريطة، كما أنها تتحكم فى 140 كيلومترًا من السواحل المهمة، تشمل باب المندب وميناء المخا، وهو أكبر ميناء على البحر الأحمر، وتحرير تعز يعنى سقوط المشروع الحوثى. وماذا عن الوضع العسكرى؟ - تم تحرير مديرية المخا منذ أشهر، ليصبح بذلك عدد المديريات المحررة فى تعز 16 من 23، أما بالنسبة للمديريات غير المحررة فهم لا يسيطرون على مساحاتها كاملة، لكن يسيطرون على خطوط المواصلات الرئيسية، ابتداء من الجهة الشرقية الجنوبية إلى الجهة الغربية، وما يفصل المدن المحررة عن غير المحررة طرق أسفلتية تمثل خطوط فصل، وهم موجودون على هذه الخطوط. وأؤكد أنه لو توفر الدعم الكامل لحررنا تعز فى ثلاثة أيام، فنحن الآن لدينا 41 ألف جندى، ولدينا عدد هائل من الشباب المتحمس المستعد للبذل والتضحية من أجل وطنه، لكن ينقصنا الدعم كما قلت لك. ماذا عن دور قوات تحالف دعم الشرعية؟ - قوات التحالف بقيادة المملكة السعودية والإمارات تقوم بدور فعال وأساسى فى الحرب، ونجحت فى تحرير كثير من المدن، خاصة الساحل الغربى. وبالنسبة لمصر فهى زعيمة الأمة العربية، وهى فى قلب كل يمنى، وتدعم الشعب اليمنى، سواء بوجودها ضمن قوات تحالف دعم الشرعية أو باحتضانها الجالية اليمنية، وهى أيضًا تعالج عشرات الجرحى اليمنيين على أراضيها، واليمن حزام أمنى متقدم لمصر، وللمنطقة وللملاحة العالمية ككل، ونقدم لها كل الشكر على هذا الدور. كيف يعيش أبناء تعز فى ظل هذه الظروف؟ - الحوثى عندما دخل دمّر أحياء بكاملها، وهذا هو الحال فى المناطق الشمالية والشرقية، وأهلها نزحوا بأعداد كبيرة تقدر بالآلاف فى المخيمات، وهناك وضع كارثى بها صحيًا وتعليميًا وفى المياه، وهناك دعم كبير من مركز الملك سلمان لهذه المخيمات إلى جانب دعم دولى، لكن نحتاج دعمًا أكبر. هنا أيضًا يتعرض الصحفيون للقتل بدم بارد، وأشلاء الضحايا فى كل مكان، وكل يوم يسقط ضحايا، فلا يقل العدد يوميًا عن 20 قتيلًا وجريحًا، وهناك أيضًا أزمة فى وسائل المواصلات، فما يعمل هو 10% فقط من الإجمالى، بسبب شح البنزين، وأزمة فى الغاز الذى يعتبر إنتاجه متوقفًا تمامًا منذ الحرب، لكن الحكومة الشرعية تقوم بجهود كبيرة لدعم البترول قدر المستطاع، وهو ما يجعل الحياة تسير حتى الآن. هل لديكم مستشفيات وإمكانيات طبية تستوعب هذه الأعداد؟ - تعز كان بها عدد كبير من المستشفيات، لكن الجماعة الحوثية دمرت 80% من القطاع الصحى، كما أن الكادر الطبى نزح بسبب الحرب بنسبة 90%، ونعتمد حاليًا على 4 مستشفيات، هى مستشفى الثورة الذى يتعرض للقصف وبداخله جرحى، والطوابق العليا منه مهدمة، والعسكرى والجمهورى ومستشفى قطاع خاص، والإمكانيات ضعيفة بداخلها، فالوضع الصحى متدهور للغاية وكارثى، وكثير من الجرحى يموتون فى الطوارئ لعدم كفاية غرف العمليات، ويموت كثير من المدنيين لعدم وجود آليات لإسعافهم بسرعة، وعدم توفر الأدوية. وماذا عن المرافق والبنى التحتية؟ - البنى التحتية دمرت بشكل كامل، لمدة ثلاث سنوات، والمواطن فى تعز لا يحصل على كهرباء، فتوقفت هذه الخدمات، والذى يستطيع أن يدفع يعتمد على الألواح الشمسية، ولا توجد مياه للشرب، فالمواطن يعانى حتى يحصل عليها من منظمات خيرية أو آبار خاصة. كيف تقيم دور المجتمع الدولى والأمم المتحدة حيال أزمة اليمن؟ - موقف ضبابى وغير واضح، ونناشدهم أن يتحركوا تحركًا فعالًا لإنقاذ أهل تعز، لأن الإدانات لا تكفى وحدها، فهناك قرارات أممية لابد من تطبيقها. فى الحلقة التالية.. بطلات على جبهات القتال فى «تعز».. والحوثيون يعتدون على النساء والصحفيين..أم الشهداء الثلاثة: حلمت بهم عرسان وزغرت يوم وداعهم
اخبار مصر
اليوم السابع
اليمن
الحوثى
صواريخ الحوثى
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;