يعتبر الإنسولين من أكثر الأدوية فاعلية فى تخفيض مستوى السكر بالدم، ويعتمد عليه الملايين من مرضى السكر فى مصر، ولكن نظرا لعدم المعرفة الجيدة بالطريقة المثلى لحقن الإنسولين يقع كثير من المرضى فى أخطاء تؤدى إلى عدم استفادتهم المرجوة من العلاج.
وأوضح الدكتور ممدوح النحاس - أستاذ السكر والغدد الصماء بكلية الطب جامعة المنصورة - أن هناك معلومات يجب على المريض معرفتها لتجنب الحقن غير الآمن بالإنسولين.
أولا: معلومات تخص زجاجة الإنسولين
وأوضح الدكتور ممدوح النحاس - فى تصريحات لـ"انفراد" - أن هذه المعلومات تشمل ضرورة فحص زجاجة الإنسولين قبل كل استخدام للتأكد من أنه ما زال محتفظا بخصائصه الطبيعية، حيث يجب أن يكون الإنسولين المائى صافيا بدون أى ترسبات، مع جعل الإنسولين المعكر متجانسا بتدوير الزجاجة بين الكفين حتى تمام التجانس كما يجب التحقق من تاريخ صلاحية الإنسولين المدون على الزجاجة واستخدامه خلال شهر واحد فقط من فتح الزجاجة، والتخلص من الزجاجة لأن الإنسولين فى هذه الحالة يكون فقد فاعليته تماما، مشيرا إلى ضرورة حفظ الإنسولين فى الثلاجة وليس الفريزر لأنه يفسد إذا تجمد كما يمكن أن يظل الإنسولين خارج الثلاجة ثلاثة أسابيع بشرط عدم تعرضه لحرارة أعلى من 30 درجة مئوية.. وأشار أستاذ السكر والغدد الصماء إلى ضرورة التأكد جيدا من نوع وتركيز الإنسولين، وأنه النوع الموصوف للمريض.
ثانيا: وسائل حقن الإنسولين
وأكد الدكتور ممدوح أن حقن الأنسولين يتم عن طريق السرنجة أو القلم.
سرنجة الإنسولين
يجب التأكد من أن تدرج السرنجة مساوٍ لتركيز الإنسولين المستخدم فإذا كان المريض يستخدم إنسولين 100 وحدة يجب أن يستخدم السرنجة المدرجة بواقع 100 "شرطة لكل 1 سم" لأنه أحيانا يحدث انخفاض شديد للسكر بسبب استخدام سرنجات غير مناسبة مثل استخدام سرنجات مقسمة إلى 40 شرطة بدل من 100.
ولفت أستاذ السكر والغدد الصماء إلى أنه يفضل استخدام سرنجة الإنسولين مرة واحدة، ولكن يمكن استخدامها أكثر من مرة بشرط الحفاظ على سن الإبرة سليما بدون اعوجاج وبعيدا عن التلوث، ناصحا بألا يلمس سن الإبرة أى شىء سوى منطقة الحقن.
وأشار الأستاذ بكلية طب المنصورة إلى أنه يجب إعادة تغطية سن الإبرة بالغطاء المخصص لها وحفظها داخل الكيس الخاص بها فى الثلاجة، مع تجنب سحب الإنسولين من الزجاجة بسرعة زائدة وعدم إلقاء السرنجات المستعملة فى سلة المهملات قبل جمعها فى علبة محكمة الغلق.
أقلام الإنسولين
وقال أستاذ السكر والغدد الصماء: يجب التأكد من سلامة وصلاحية الأمبول داخل القلم، فإذا وجدت الإنسولين يتسرب من جنباته فهذا يشير إلى وجود شرخ فى الأمبول يستوجب تغييره، كما يجب عدم وضع القلم بالثلاجة ولكن وضع الأمبولات قبل استخدامها داخل القلم فى الثلاجة لحفظها.
وطالب الدكتور النحاس مريض السكر بجعل الإنسولين داخل القلم متجانسا عن طريق تدوير القلم بين الكفين حتى تمام التجانس، والتأكد من أخذ الجرعة كاملة بمراجعة وضع مكبس القلم بعد كل استخدام والأفضل تغيير سن القلم مع كل استخدام، ويستطيع المرضى استخدام السن أكثر من مرة شريطة التأكد من سلامته وتغييره حال إصابته بأى اعوجاج.
وينصح النحاس بعدم استخدام القلم مع أكثر من نوع من الإنسولين بل يخصص قلم لكل نوع مع عدم سحب سن القلم من مكان الحقن بعد إتمام الضغط على مكبس الإنسولين مباشرة والانتظار 20 ثانية كوقت كاف لدخول الجرعة كاملة لمكان الحقن.
ثالثا: طريقة الحقن
وأوضح الدكتور ممدوح أن الإنسولين يحقن تحت الجلد فى الأماكن التالية:
• الجزء الخارجى للذراع.
• جدار البطن بعيد عن الصرة بـ2 سم من كل الاتجاهات.
• الجزء الأمامى من الفخذ.
ولفت الطبيب إلى ضرورة تغيير مكان الحقن فى كل مرة، حيث تكرار الحقن فى نفس المكان يفقد الإنسولين كثير من فعاليته.. واستطرد النحاس: تكرار الحقن فى نفس المكان من الأخطاء الشائعة لأنه يؤدى لتجمع الدهون فى ذلك المكان ما يعيق امتصاص الإنسولين، وبالتالى يرتفع السكر فى الدم، مشيرا إلى ضرورة أن يكون اتجاه سن الإبرة عموديا على الجلد حتى يصل الإنسولين لمنطقة تحت الجلد، وبالتالى يمتص بالطريقة المثلى وفى بعض الحالات التى يكون فيها الجلد رقيقا كالأطفال يطلب الطبيب المعالج تغيير زاوية الحقن.
وأشار الدكتور ممدوح إلى أنه يجب أن يكون مكان الحقن نظيفا وخاليا من الشعيرات الدموية أو أى علامات مرضية أخرى.. وتابع: ليس من الضرورى استخدام الكحول لتطهير مكان الحقن إلا إذا اقتضت الضرورة ومعظم أنواع الإنسولين يجب حقنها قبل الأكل بنصف ساعة، ولكن هناك أنواعا أحدث يمكن حقنها قبل الأكل مباشرة.
وأكد أستاذ السكر والغدد الصماء أن استخدام الإنسولين بالطريقة المثلى يؤدى لامتصاصه بفعالية، ومن ثم التحكم الجيد فى مستوى السكر بالدم ومنع حدوث مضاعفات للمريض.