أجهضت إيران مبكرا محاولات الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى الست عام 2015، لإنقاذ الصفقة النووية وحلحلة الأزمة حول برنامجها النووى ومنع تصعيدها والحيلولة دون نشوب حرب فى الشرق الأوسط مع طهران، ورفض مسئولون إيرانيون إدخال أى تعديلات فى الاتفاق أو الحد من نفوذ بلادهم فى المنطقة.
وقال على أكبر ولايتى مستشار الزعيم الأعلى الإيرانى اليوم الخميس إن إيران لن تقبل أى تغيير فى الاتفاق النووى المبرم مع القوى العالمية الست، فى وقت تعد دول غربية وقعت على الاتفاق حزمة مقترحات تهدف إلى إقناع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعدم التخلى عنه.
اقتراح فرنسى من 4 بنود
ويبدو أن الرئيس الفرنسى الذى زار البيت الأبيض الأسبوع الجارى حاول إرضاء ترامب الذى يهدد بالانسحاب من الإتفاق قبل 12 مايو المقبل، باتفاقا جديدا يعالج فيه الولايات المتحدة وأوروبا مخاوف قائمة بشأن إيران بخلاف برنامجها النووى، ويفرض قيودا على برنامج طهران الصاروخى ويحد من نفوذها الإقليمى ويكون برنامج شامل ودائم يقيد تطوير طهران للبرنامج النووى مدى الحياة أى لا يقتصر على مدة زمنية معنية.
وحدد ماكرون البنود الأربع التى سيعمل هو والفريق الأوروبى على إدارجها على بنود الاتفاق، خلال خطابه فى الكونجرس الأمريكى الأربعاء الماضى، قائلا "قررنا أن نعمل على اتفاق أكثر شمولا ويتناول 4 نقاط أساسية" وهى، أولا : المحافظة على مضمون الاتفاق الحالى، ثانيا: وتغطية الفترة ما بعد 2025، ثالثا: واحتواء النفوذ العسكري للنظام الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط، ورابعا: مراقبة البرنامج البالستى لطهران، مؤكداً أن هذه النقاط الأربعة ستعالج المخاوف المشروعة للولايات المتحدة والحلفاء فى المنطقة.
وفيما يبدو أن هناك إجماع على اقتراح ماكرون فقد صرح مسؤول ألمانى، بأن المقترحات التى قدمها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بشأن الاتفاق النووى مع إيران، "تشمل إضافة عناصر جديدة للاتفاق الحالى". ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول الألمانى قوله: "الفكرة من اقتراح ماكرون وهى أن يظل الاتفاق بشكله القائم مع وضع العناصر الإضافية فى الصدارة".وتابع: "من وجهة نظرنا ينبغى الحفاظ على هذا الاتفاق".
رفض إيرانى سريع
لكن الرد الإيرانى جاء سريعا على الأوروبيين فبعد ساعات نقلت وكالة فارس للأنباء عن ولايتى مستشار الزعيم الأعلى آية الله على خامنئى "أى تغيير أو تعديل على الاتفاق الراهن لن تقبله إيران. إذا خرج ترامب من الاتفاق فإن إيران قطعا ستنسحب منه.. إيران لن تقبل اتفاقا نوويا لا يجلب لنا منافع"ونفى ولايتى إمكانية أن تحد إيران من نفوذها في الشرق الأوسط نزولا على رغبة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
وبخلاف ذلك، هددت إيران على لسان الجنرال الثورى وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائى الذى قال إن ايران جادة بشأن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى (NPT) في حال انهيار الاتفاق النووى مع مجموعة (5+1). الأمر الذى دفع العديد من المحللين أن يتسألوا عن جدوى فتوى المرشد على خامنئى حول تحريم السلاح النووى التى تتشدق بها إيران.
وهدد رضائى بالخروج من معاهدة حظر الانتشار النووى فى حال خروج أمريكا من الاتفاق النووى قائلا إن بلاده دفعت ضريبة كبيرة فى هذا الاتفاق، ونحن غير مستعدين لأن يذهب ذلك هدرا، وأن نتحمل ضريبة جديدة، فخروجنا من معاهدة الحظر النووى مشروع حسب بنوده المعاهدة، على حد تعبيره، وأكد رضائى أن مصلحة الشعب الأمريكى ليست فى الخروج الاتفاق.
وقال المسئول الإيرانى أن واشنطن وقفت أمام تحصيل بلاده فوائد الاتفاق الاقتصادية من أوروبا، وعرقلت صفقات طهران وفرضت ضغوطات على المصارف الأوروبية.