مفاوضات الشتيتين تبدأ مرحلة سلام.. رئيس كوريا الجنوبية ولد بمخيم لاجئين لأسرة فقيرة.. عمل محاميا ومدافعا عن حقوق الإنسان قبل رئاسة بلاده.. والزعيم الشمالى نشأ بالمنفى وتعلم بسويسرا

يسلك رؤساء وملوك وزعماء الدول حول العالم سبل شتى من أجل تخليد أسمائهم فى ذاكرة التاريخ، فمنهم من يرتبط اسمه بالحروب وما تخلفه من دمار واستعمار وهلاك أمم، وآخرين ترتبط ذكراهم بإحلال السلام سواء عن طريق إنجازاتهم الحربية لإنهاء عدوان أو التوجه إلى طاولة المفاوضات والمباحثات السلمية لفرض الاستقرار فى المنطقة والعالم بعيدًا عن اللجوء إلى السلاح والقتل وسفك الدماء. وإضافة إلى آلاف الأسماء التى خلدها التاريخ لرؤساء وملوك دول وقادة عسكريين للجيوش، يبحث كل من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، ورئيس كوريا الجنوبية "مون جيه إن"، عن مكانهما بين زعماء الحرب والسلام على مر العصور، من خلال مباحثات القمة التاريخية بين الزعيمين لبحث نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، والتى انطلقت، اليوم الجمعة، فى قرية "بانمونجوم" الحدودية فى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. زعيما كوريا الشمالية والجنوبية يخلدان اسميهما فى ذاكرة التاريخ "تاريخ جديد يبدأ الآن"، بهذه العبارة التى كتبها زعيم كوريا الشمالية فى سجل الزوار داخل "بيت السلام" فى قرية "بانمونجوم" الحدودية فى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، بدأت القمة التاريخية بين شطرى شبه الجزيرة الكورية، فى مساعى لفرض السلام بالمنطقة ونزع الأسلحة النووية، والتى قد تصل إلى وحدة بصورة ما بين البلدين المنفصلين منذ عام 1948، كما أن هذه المبادرة ستكون السبيل لحفر اسم الزعيمين فى ذاكرة التاريخ إلى جانب أسماء دعاة السلام حول العالم. وفى إطار ذلك الحدث التاريخى يستوجب الأمر استعراض السيرة الذاتية لكل من زعيمى كوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية، والبداية هنا مع رئيس الشطر الجنوبى "مون جيه إن"، فوالدا "مون"، ولدا فى قرية صغيرة فى هونجنام، فى الأراضى الحالية لكوريا الشمالية، ووالده مون يونج هيونج، تخرج من ثانوية للنخبة قبل أن يصبح مسئولًا زراعيًا فى الحكومة المحلية، ومع نشوب الحرب الكورية أواخر 1950 وقيام قوات كيم إيل سونج، بحصار المدينة، كان الوالدان بين 100 ألف مدنى فروا من الشمال فى عملية اجلاء هونجنام، وهى واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ التى قام بها الجيش الأمريكى لمدنيين على الإطلاق. ووالدة مون - التى بقيت شقيقتها فى القرية - ولدت الرئيس المستقبلى فى مخيم للاجئين فى جيوجى، بكوريا الجنوبية حاليا، وكان والد "مون" المثقف، ولكن الكتوم، مهتمًا بالمواضيع الاجتماعية ويقرأ مجلة أدبية معروفة لدى النخبة المثقفة، لكنه لم يكن ملما بشئون الأعمال فتراكمت عليه الديون الهائلة وأصيب بالاكتئاب. ​رئيس كوريا الجنوبية ولد فى مخيم لاجئين لأسرة فقيرة وكتب "مون"، فى سيرته الذاتية، "حتى عندما فتح محلًا صغيرًا، كان فى موقع قال الجميع إنه لن ينجح، هكذا كان كل الوقت"، إلا أن الأسرة اعتمدت على المساعدات الغذائية من راهبات كاثوليكيات - لا يزال مون يصف نفسه بالكاثوليكى - وأصبحت والدته المعيل الرئيسى فزاولت بعض الأعمال الصغيرة ومنها بيع الملابس على جانب الطريق وكثيرًا ما كان الرئيس "مون" يساعدها فى دفع عربة مليئة بقطع الفحم. وتوفى الوالد عن عمر 58 عامًا فى 1978 بعد أن انهى "مون جيه إن"، الخدمة العسكرية، وكتب "مون" - فى وقت لاحق - "كل حياته عانى كلاجئ ولاحقًا من الفقر، كان يعلق الكثير من الآمال على لى، لكنه توفى قبل أن يرى نجاحاتى، فطر قلبى وشعرت بالذنب"، وورث الرئيس الكورى الجنوبى عن والده القدرات الأكاديمية والوعى الاجتماعى فأصبح محاميًا وناشطًا مدافعًا عن حقوق الإنسان خلال الحكم الاستبدادى لـ"بارك شونج هى"، قبل أن يعينه الرئيس الليبرالى روه مون هيون، أحد أكبر مساعديه فى 2003. وفى العام التالى رافق والدته "كانج هان اوك"، للقاء مؤثر ذرفت فيه الدموع مع شقيقتها فى جبل كومجانج، وبصفته مدير مكتب الرئيس حضر قمة الكوريتين الأخيرة فى بيونج يانج، فى 2007، وقبل توليه رئاسة البلاد كان له تجربة فى العام 2012، حيث خسر معركته الرئاسية أمام "بارك جيون هى"، ابنة بارك التى أقيلت من منصبها العام الماضى، إلا أنه فاز فى الاقتراع ليخلفها فى العام 2017 عقب إقالتها بسبب مخالفات وتورطها فى قضايا فساد. زعيم كوريا الشمالية ولد فى المنفى بسيبيريا وبالانتقال إلى الشطر الشمالى سنجد حياة على النقيض للزعيم الكورى الشمالى رغم بدايتها الشاقة بعض الشئ، حيث تقول بيونج يانج، إن والد كيم جونج أون، كيم يونج إيل، ولد فى معسكر سرى للمقاتلين فى جبل بايكتو، وهو موقع مقدس للكوريين، فى الإقليم المجاور لهونجنام، ويقول خبراء مستقلون وسجلات سوفيتية، إن الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، ولد فى قرية سيبيرية، حيث كان والده كيم إيل سونج، يقيم فى المنفى، وكثير من سنوات كيم جونج أون، الأولى يحيط بها الغموض، إلى حد أنه حتى التاريخ الدقيق لولادته غير معروف لكنه عاش حياة بذخ. فوالدته هى الزوجة الثالثة لأبيه الراقصة الكورية المولودة فى اليابان كو يونج هوى، وتلقى تعليمه فى مدرسة فى سويسرا، وكانت عمته وزوجها يعتنيان به، ويتذكره موظفو المدرسة وأصدقاء - الذين تقول تقارير إنهم لم يكونوا مدركين لانتمائه إلى الأسرة الحاكمة فى كوريا الشمالية – ويقولون عنه "فتى خجولًا يهوى التزلج وكرة السلة وكان من المعجبين بممثل هوليود جان كلود فان دام". الزعيم الكورى الشمالى عاش حياة بزخ وورث الحكم عن والده واليوم وفى منتصف الثلاثينيات من عمره، يقال إنه كان يعرف بأنه سيصبح زعيم كوريا الشمالية منذ عيد ميلاده الثامن، عندما تلقى بزة عسكرية كجنرال وانحنى له كبار المسئولين العسكريين فى البلاد، لكن "كيم" لم يظهر على الساحة العامة إلا فى 2008 عندما تعرض والده لسكته دماغية وسرعت بيونج يانج خطط الوراثة. وعندما ورث "كيم جونج أون"، السلطة عام 2011، كان يعتبر بدون خبرة ويمكن التأثير عليه ربما من جانب شخصيات بارزة، لكنه سرعان ما أثبت نفوذه وأمر بإعدام عمه "جن سون ثايك"، بتهمة الخيانة بعد عامين، كما وتدور تكهنات على نطاق واسع بأنه يقف وراء اغتيال أخيه غير الشقيق كيم جونج نام، فى ماليزيا، العام الماضى، بغاز أعصاب محظور. واللافت فى شخصية الزعيم الكورى الشمالى، أنه اتبع أسلوب جده فى قصة الشعر واللباس والتصرف والخطابات وحتى خط الكتابة، فيما أشرف على التقدم السريع للتكنولوجيا النووية والصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية، لكن لا يعرف عنه الكثير على الساحة الدولية، فقبل زيارته المفاجئة إلى حليفته بكين الشهر الماضى لتهنئة الرئيس شى جين بينج، كان أبرز شخصية أجنبية التقاها فى السنوات الأربع الأخيرة هو النجم الأمريكى السابق فى كرة السلة دنيس رودمان.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;