رينى لودج.. فازت بلقب صاحبة أفضل كتاب غير التاريخ ولم يمض على صدوره عام.. طرحت سؤالا على مدونتها فهزمت 19 كاتبة أبرزهن سيمون دى بوفوار وفيرجينيا وولف وأسطورة فرانكشتاين والفائزات بنوبل للآداب

رينى إدد لودج.. اسم يستحق الوقوف أمامه كثيرًا، بعدما منح جمهور من القراء لهذه الكاتبة أصواتهم، فى استفتاء إلكترونى نظمه الموقع الرسمى لأسبوع الكتاب الأكاديمى، فى المملكة المتحدة، ليفوز كتابها بلقب أفضل كتاب غير التاريخ من بين قائمة ضمت 20 كتابًا. ما يستحق التأمل كثيرًا، هو أن القائمة التى ضمت 20 كتابًا، جميعها تتمتع برصيد كبير جدًا من زمن الصدور، مثل رواية "فرانكشتاين" للكاتبة مارى شيلى، الصادرة عام 1818، والتى أصبحت بمثابة أسطورة خلقتها كاتبة وما زالت بيننا حتى اليوم، وتلهم الكثير من المبدعين لإعادة استلهامها، وأبرزها رواية "فرانكشتاين فى بغداد" للكاتب العراقى أحمد سعداوى، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، وهى نفس الرواية التى وصلت فى نسختها الإنجليزية، إلى القائمة القصيرة فى جائزة مان بوكر هذا العام. كتاب "لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض حول العرق"، الصادر عام 2017، عن دار بلومزى برى، وحده كان بين أسماء كتب لكاتبات منهن من رحلت وخلدت اسمها فى تاريخ الأدب والثقافة والنضال والفكر، وبعضهن يعيشن بيننا حتى اليوم، ومنهن من فازت بجائزة نوبل للآداب عام 2015، وهى الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، أو الناشطة ملالا يوسفزى الحائزة على جائزة نوبل للسلام فى 2014. أسماء لامعة وكتب خالدة، لا يمكن للقارئ العادى أن يمر عليها مرور الكرام دون أن يسأل نفسه، لماذا منح جمهور القراء صوته للكاتبة رينى إدد لودج، التى تبلغ من العمر 28 عاما؟. القائمة التى كشف عنها موقع أسبوع الكتاب الأكاديمى، والتى تشير إلى أن الكاتبة رينى إدد لودج، التى حصل كتابها "لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس حول العرق" برصيد 12% تضعنا أمام حيرة شديدة، إذا ما نظرنا إلى أسماء الكاتبات وتواريخ صدور هذه الكتب. هذه القائمة، تضم 10 كتب من بين 20 كتابًا، صوت عليها القراء، وفاز فيها كتاب رينى إدد لودج بالمركز الأول، وهى كالتالى: المركز الأول: لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض حول العرق للكاتبة رينى إددو لودج، صدر عام 2017. المركز الثانى: غرفة تخص المرء وحده لـ فيرجينا وولف، صدر عام 1929. المركز الثالث: مذكرات فتاة صغيرة لـ آن فرانك، صدر عام 1947. المركز الرابع: دفاعا عن حقوق المرأة لـ مارى وولستونكرافت، صدر عام 1792. المركز الخامس: الجنس الآخر لـ سيمون دى بوفوار، صدر عام 1949. المركز السادس: الربيع الصامت لـ راشيل كارسون، صدر عام 1962. المركز السابع: أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس لـ مايا أنجيلو، صدر عام 1969. المركز الثامن: فرانكشتاين لـ مارى شيلى، صدرت عام 1818. المركز التاسع: جين أير لـ تشارلوت برونتى، صدرت 1847. المركز العاشر: الخصى الأنثوى لـ جيرمين غرير، صدر عام 1970. أول تفسير لما حدث، من قبل القراء، هو ما قاله آلان ستاتون، رئيس التسويق والاتصالات فى جمعية بائعى الكتب، التى نظمت أسبوع الكتب الأكاديمية هذا العام، من أن الجائزة أو الفوز الحقيقى لأى كتاب هو أن يتزامن مع الوقت الراهن، وبالتالى فلا يمكننا التعامل مع ذوق القارئ بعيدًا عما نعيشه فى عالمنا ومن بينه قضايا العرق والطبقة، والتى يتحدث عنها العديد من القادة السياسيين فى كل مكان. هذا الاختيار والإنحياز المفاجئ جعل آلان ستاتون يرى أن القارئ بالفعل لديه القدرة والشجاعة على مشاركة السياسيين فى مناقشة أهم وأبرز القضايا، بل ويجعلنا أيضًا نعمل على الكثير من أجل التشجيع على فعل القراءة. هذا من ناحية، من ناحية أخرى، فإن رينى إدد لودج، سبق وأشارت خلال الحديث عن كتابها فى الصحف الأجنبية، إلى أنها فى 22 فبراير عام 2014، طرحت على مدونتها الشخصية سؤالاً: لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض حول العرق؟، كما يتضح فإن من طرحت السؤال من أصحاب البشرة السمراء. ولمن لا يعرف، فان رينى إدد لودج، كاتبة وصحفية ولدت فى لندن لأم من نيجيريا، فى 25 سبتمبر 1989، وتركز فى موضوعاتها على النسوية وكشف العنصرية. كتبت رينى إدد لودج فى العديد من الصحف الأجنبية مثل نيويورك تايمز، والجارديان، والديلى ميل، والتليجراف، والاندبندنت، وغيرهم من المواقع. حينما صدر كتاب "لماذا لم أعد أتحدث للناس البيض حول العرق" فى عام 2017، كانت أغلب المناقشات حوله إيجابية، وفى مارس 2018، فاز الكتاب بجائزة جالك لكتاب السنة، وهى جائزة أدبية سنوية تمنح للكتاب البريطانيين أو البريطانيين المقيمين، وتم إطلاقها فى عام 2017، تم إنشاؤها من قبل المؤلفين سنى سينغ ونيكيش شوكلا، وهى الجائزة الأدبية التى تمنح لأصحاب البشرة الملونة. وقالت جائزة جالك عن الكتاب إنه "دعوة نادرة للعمل"، التى "لا تحمل مرآة لبريطانيا المعاصرة فحسب، بل تعمل أيضاً كتحذير". وقبل ذلك، فى يناير 2018، تم اختيار رينى إدد لودج كواحدة من سبع نساء بريطانيات بارزات يتم تصويرهن فى مجلة فوغ البريطانية، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على فوز النساء البريطانيات بالحق فى التصويت. فى كتابها "لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض حول العرق" هزمت رينى إدد لودج مخاوفها حينما لم تعد قادرة على التعامل مع هذه الفجوة العاطفية أو ما وصفته بالانفصال العاطفى بين أصحاب البشرة البيضاء والملونة حينما يستمع الأبيض لمعاناة الآخر. قررت رينى إدد لودج أن تهزم مخاوفها، وتكتب، فانطلقت تكتب عن القصص المأساوية التى عاشتها، وعن الوقائع والجرائم التى عاشتها، جرائم قتل فى حق أصحاب البشرة الملونة أو السمراء، ومن بين الوقائع التى تتذكرها أن هناك أدلة كثيرة تثبت أن "فرص حياتك تعوقك إذا كنت من أصحاب البشرة السوداء فى بريطانيا. بين عامى 2010 و 2011، وجدت وزارة التعليم أن تلميذاً أسودًا فى إنجلترا كان أكثر عرضة بثلاث مرات للإقصاء الدائم من المدرسة". إنحاز القارئ لقضية الكتاب وما يتضمنه من مآسى ومعاناة لأصحاب البشرة الملونة، ويبقى تعليق رينى إدد لودج على اختيار كتابها كأفضل كتاب من تأليف كاتبة غير التاريخ، عالقا فى الأذهان: "سنرى فى السنوات المقبلة".










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;