عقدت جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة اجتماعهم الرابع بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم، الاثنين، لمناقشة الوضع فى ليبيا وتعزيز سبل التنسيق فيما بين جهودها لمساندة العملية السياسية وعملية الانتقال الديمقراطى فى ليبيا.
استضاف الاجتماع أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، وبمشاركة الرئيس الأسبق بيير بويويا الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقى إلى مالى والساحل، وفدريكا موجيرينى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، وغسان سلامة الممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم الأممية فى ليبيا.
واستعرضت المجموعة الرباعية الوضع السياسى والأمنى فى مجمله فى ليبيا منذ اجتماعها الأخير فى نيويورك فى سبتمبر 2017، وأعربت عن تطلعها لإحراز المزيد من التقدم نحو ترسيخ الأمن فى كل أنحاء ليبيا وتجاوز الانسداد السياسى بين الأطراف للوصول إلى حل جامع ودائم وسلمى للوضع بقيادة ليبية.
وجددت المجموعة الرباعية التأكيد على التزامها بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، وعلى دعمها للمجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى المعترف بها دولياً. واتفقت على الاستمرار فى جهودها المتناسقة والتكاملية لدعم العملية السياسية الجامعة التى تيسرها الأمم المتحدة وفق الإطار العام للاتفاق السياسى الليبي.
وأعادت المجموعة الرباعية التأكيد على دعمها الكامل لخطة عمل الأمم المتحدة لليبيا ورحبت بالتقدم المحرز حتى الآن فى تنفيذ عناصرها الأساسية.
ودعت المجموعة كل الأطراف الليبية إلى تحمل مسئولياتها ومواصلة تعاونها، بحسن نية، مع الممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة نحو تنفيذ الخطة بشكل توافقى واسع النطاق.
ورحبت المجموعة الرباعية بجهود الممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة لتنظيم وعقد سلسلة من الاجتماعات عبر ليبيا كجزء من عملية المؤتمر الوطنى واسع النطاق لتشجيع الحوار الوطنى والوحدة والمصالحة وبلورة رؤية جامعة من أجل استكمال الانتقال الديمقراطى لليبيا.
وأعربت المجموعة الرباعية عن استعدادها لتوفير الرعاية المشتركة لهذه المبادرة، التى تيسرها الأمم المتحدة، ودعم تنفيذ مخرجاتها.
ورحبت المجموعة الرباعية بالجهود الجارية، فى أعقاب قرار المحكمة العليا الليبية والذى صدّق عمليًا على قرار الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور فى يوليو 2017، للوصول إلى توافقات واسعة النطاق بين كل أصحاب المصلحة الليبيين بغية إجراء استفتاء دستوري.
وشددت المجموعة الرباعية على أهمية عقد انتخابات برلمانية ورئاسية على أساس الإطار القانونى اللازم الذى يجب أن يصدر ويُصدق عليه لهذه الغاية، بما فى ذلك إطار دستورى وقانون انتخابي.
وأقرت المجموعة بأهمية الجهود التحضيرية للمجلس الرئاسى والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، خاصة من خلال تسجيل الناخبين المؤهلين، ورحبت بالعدد المرتفع للناخبين الجدد المسجلين فى هذه العملية. وتأخذ المجموعة علمًا بأن الانتخابات مخطط لها أن تُعقد قبل نهاية العام وفق خطة عمل الأمم المتحدة.
وأعربت المجموعة الرباعية عن رغبتها فى تنسيق جهودها لتقديم الدعم، بما فى ذلك من خلال إيفاد بعثات المساعدة أو المراقبة الانتخابية، للسماح بعقد انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، وشددت على أن عقد مثل هذه الانتخابات يتطلب مناخًا سياسيًا وأمنيًا مواتيًا وتتعهد فيه كل الأطراف الليبية بشكل مسبق باحترام نتائجها والالتزام بها ويُسمح للناخبين بممارسة حقوقهم الديمقراطية فى كل أنحاء البلاد بشكل آمن وبدون ترهيب أو تدخل، بما فى ذلك من قبل الجماعات المسلحة والشبكات الإجرامية وغيرها من الفاعلين ما دون الدولة.
وتعهدت المجموعة الرباعية، لهذا الغرض، برعاية أية تدابير لبناء الثقة بين الأطراف الليبية وأصحاب المصلحة الليبيين والتى من شأنها أن تساهم فى توفير ضمانات ونزاهة إضافية للإجراء الناجح لهذه الانتخابات، والقبول بنتائجها، واعتراف المجتمع الدولى بالمؤسسات التنفيذية والتشريعية التى ستنبثق عنها.
وأخذت المجموعة الرباعية علمًا بالتقدم المحرز فى الإعداد للانتخابات البلدية، كما رحبت أيضًا بمبادرات المصالحة المحلية بين المجتمعات الليبية للحد من التوترات وتثبيت الاستقرار وخلق مناخ سياسى مواتٍ فى المحليات عبر البلاد.
كما أكدت المجموعة الرباعية استمرار الحاجة للتعامل الشامل مع التحديات الأمنية التى يشكلها كل من انتشار الأسلحة، والجماعات المسلحة غير الخاضعة لسلطة الدولة، وشبكات التهريب والاتجار.
وشددت على أهمية وجود جيش ليبى موحد يعمل تحت إشراف مدنى وهيكل قيادة موحد ويكون قادرًا على تثبيت السلام والأمن فى كل أنحاء البلاد.
ورحبت المجموعة الرباعية، فى هذا الصدد، بكل الجهود المبذولة لتوحيد الأجهزة الأمنية، بما فى ذلك الحوار الأمنى الهام الذى تيسره الحكومة المصرية.
كما شجعت مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على مواصلة حوارهما والعمل سويًا للاضطلاع بمسئولياتهما.
ورحبت المجموعة الرباعية أيضًا بالجهود التى تبذلها كل من ليبيا وتشاد والسودان والنيجر لمعالجة مسألة انعدام الأمن الحدودي، بما فى ذلك الخطر المرتبط بها والذى تشكله الجماعات المسلحة الأجنبية، وكذلك التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى لمساندة ليبيا فى التعامل مع مسألة الهجرة ومكافحة تهريب والاتجار بالمهاجرين.
كما أعربت المجموعة الرباعية عن إدانتها لكل الهجمات الإرهابية فى ليبيا وأعادت التأكيد على دعمها للجهود الليبية الجارية الهادفة إلى القضاء على الخطر الذى تشكله الجماعات الإرهابية على أمن ليبيا واستقرار دول الجوار والمنطقة.
وأكدت الحاجة الملحة إلى توفير مساعدات الإنعاش المبكر للمناطق التى تم تحريرها مؤخرًا من سيطرة تنظيم "داعش"، ودعت كل المؤسسات الليبية وأصحاب المصلحة الليبيين إلى التعاون النشط من أجل إعادة الإعمار طويل الأجل لهذه المناطق، بما فى ذلك بنغازى وسرت وغيرهما.
شددت المجموعة الرباعية على أهمية معالجة تحديات ليبيا الاقتصادية وتوفير الخدمات الأساسية من خلال التوزيع المتكافئ لموارد الدولة فى كل أنحاء البلاد.
وشجعت على الانتهاء من الميزانية الوطنية لعام 2018، وأكدت أيضًا، بشكل خاص، أهمية الحفاظ على وحدة القطاع الاقتصادى والمالى الليبي، بما فى ذلك وزارة المالية ومصرف ليبيا المركزى والمؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار وديوان المحاسبة الليبي.