رحلت عن عالمنا مساء اليوم، الخميس، الفنانة الشعبية جمالات شيحة، عن عمر يناهز 85 عاما، لتودع الساحة الفنية صوتا شعبيا مصريا خالصا، طافت العالم كله تغنى أغانيها المصرية بأسلوبها الخاص والذى قليلا ما عرفت مصر مثيلا له.
فى قرية كوم حلين بالشرقية عام 1933 ولدت الفنانة جمالات شيحة، وامتلك والدها صوتا شجيا وكان دائما ما "يغنى" فىبيته المواويل التى حفظتها عنه، فى طفولتها عرفت موهبتها، فبدأت فى الغناء بالأفراح والموالد إلى أن التقت بالفنان زكريا الحجاوى الذى طاف مصر كلها بحثا عن أصوات شعبية مؤثرة، والذى أقنعها بالسفر إلى القاهرة، حيث انضمت إلى فرقة "الفلاحين للغناء الشعبى" عام 1961، وسكنت فى منطقة "إمبابة" والتى بقيت فيها منذ أن قدمت إلى القاهرة وحتى وفاتها اليوم.
عرف المصريون من أغانى جمالات شيحة أغنيات مثل على ورق الفل دلعنى، يا حلو غيرت رأيك فينا، وأنا رايحة الحسين، اتدلع يا حلو، على بلد المحبوب، وغيرها من الأغنيات التى ذاع صيتها فى أنحاء مصر، وبلغ عددا آخر من الدول العربية، كما سافرت الفرقة إلى الخارج لتغنى فى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
فى آواخر التسعينيات وبداية الألفينيات كان موعد مع بعث جديد للفنانة جمالات شيحة، حين التقت مع مؤسس فرقة شرقيات الموسيقار فتحى سلامة، والذى لحن لها فى مزج بين الموسيقى الغربية والشرقية عدد من الأغنيات، مثل رسينى يا ساقية عذاب، وياما دقت على الرأس طبول، وغيرها من الأغنيات، واقامت جمالات شيحة مع فتحى سلامة 33 حفلا فى الولايات المتحدة واليابان وغيرها من دول العالم.
عرفت جمالات شيحة بغناء المواويل الحزينة، وكذلك اشتهرت ببكائها عند غناء هذه المواويل، وفسرت هى بكائها بأنها تتذكر عند غنائها نجلها البكرى "وحيد" والذى مات غرقا فى "ترعة التوفيقية" تاركا خلفه 10 أبناء قامت هى بتربيتهم بعد وفاته.
وببلوغها نهاية السبعينات من عمرها عانت جمالات شيحة من امراض مزمنة بالقلب، وهشاشة العظام، وفى سن السابعة والسبعين تراجعت عن الغناء على المسرح، وفى حوار أجرته معها انفراد فى عام 2012 ذكرت جمالات شيحة أن مصدر دخلها الوحيد هو المعاش الذى تقدمه لها نقابة الموسيقيين ويبلغ 320 جنيه، وان أمنيتها الوحيدة هى أن تحصل على تصريح لفتح "كشك" كى يكون مصدرا إضافيا للدخل لها، حيث أنها لا تمتلك دخلا بخلاف المعاش.