صعود اليمين المتطرف سياسيًا تحدٍ كبير ونواجهه بقبول الآخر
أكد الدكتور فهد أبوالنصر، المدير العام لمركز الملك عبدالله للحوار، أن المركز استفاد من تجارب الدول التى سبقته فى مجال الحوار بين الأديان، مشيرا إلى أنه تم إطلاق منصة فى نيجيريا للقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية هناك، وأخرى فى مينامار جمعت القيادات الإسلامية والبوذية وهناك ديانات أخرى مثل المسيحيين الكاثوليك، وفى جمهورية أفريقيا الوسطى كانت هناك منصة وتحتاج للدعم فقدمنا لها الدعم ونشطناها، موضحا فى حواره مع «انفراد»، أن مركز الملك عبدالله، للحوار أطلقته المملكة العربية السعودية عام 2012 لتبنى قضايا قبول الآخر والعيش المشترك، ويزور الدكتور فهد أبو النصر، القاهرة لإطلاق النسخة الثانية فعاليات برنامج «كايسيد» للزمالة الدولية الذى يهدف لدمج لغة وثقافة الحوار، فى عمل المؤسّسات التعليمية الدينية المتنوِّعة فى الدول العربية عن هذا البرنامج وعن العديد من التفاصيل والأنشطة التى تربط بين المؤسسات التعليمية والدينية، ومركز الملك عبدالله كان لنا هذا الحوار.
بداية كيف يدار مركز الملك عبدالله للحوار.. وما طبيعة عمله؟
- مركز الملك عبدالله، للحوار بين الأديان تأسس كمنظمة دولية من قبل أربعة دول تضم فى عضويتها المملكة العربية السعودية، والنمسا، ومملكة إسبانيا، والفاتيكان كعضو مؤسس مراقب، بالإضافة للمؤسسات الدولية كذلك يوجد مجلس إدارة يضم قيادات دينية يمثلون خمس ديانات هى الإسلام والمسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية
ما فلسفة الحوار التى يتبناها المركز؟
- المركز يؤمن بفلسفة محددة هى أن يقوم رجال الدين بعمل إيجابى فى مجتمعاتهم لإحلال الترابط والسلم الاجتماعى بين القطاعات المختلف، كما أن المركز أنجز خلال السنوات الفائتة الكثير من الأنشطة فى الدول العربية، مثل إطلاق منصة القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية تم إطلاقها فبراير الماضى فى فيينا تضم 22 قائدا ومؤسسة دينية إسلامية ومسيحية فى العالم العربى، وفى المناطق الأخرى من العالم هناك منصات مشابهة يستطيع القيادات الدينية من خلالها الاجتماع لبحث قضايا مشابهة وطرح حلول مشتركة، والعالم العربى كان يفتقد لمنصة مشابهة مما دفعنا لإطلاق المنصة فى فيينا فبراير الماضى، نتبنى مفهوما محددا للحوار فهو حوار من أجل الحياة وليس حوارا عقائديا، فكل الديانات تؤمن بنبذ العنف والمودة والرحمة وقواسم العيش المشترك والاعتراف بالآخر وهى المشتركات الإنسانية التى نحاول تعزيزها».
كيف استفاد المركز من تجارب الدول التى سبقته فى مجال الحوار بين الأديان؟
- حريصون على الاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى هذا المجال وأطلقنا منصة فى نيجيريا للقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية هناك، وأخرى فى مينامار جمعت القيادات الإسلامية والبوذية، وهناك ديانات أخرى مثل المسيحيين الكاثوليك، وفى جمهورية أفريقيا الوسطى كانت هناك منصة، وتحتاج للدعم فقدمنا لها الدعم ونشطناها.
كيف تعامل المركز مع دمج أصحاب الديانات غير السماوية ضمن هيئته التأسيسية؟
- مركز الملك عبدالله للحوار، أول مركز من نوعه يدمج أصحاب الديانات غير السماوية، مع أصحاب الديانات الإبراهيمية، كان من المهم أن يكون المركز مفتوحا للجميع، لأنه مركز معنى بالحوار بين الأديان، وفى العالم العربى نتحدث عن منصة للحوار الإسلامى المسيحى، لكننا استفدنا فى مينامار من منصة للحوار الإسلامى البوذى خاصة بعد قضية مسلمى الروهينجا، وكان لابد من رجال الدين المسلمين والبوذيين أن يجتمعوا للحديث عن تلك القضية
ما شكل التعاون بين المركز والمؤسسات الدينية الإسلامية الكبرى كالأزهر الشريف؟
- نتعاون بكل فخر مع المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف، إذ أطلقنا مع الأزهر حملة تدريبية على إدخال لغة الحوار بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم العربى منذ عامين، وبالشراكة كذلك مع مجلس كنائس الشرق الأوسط، وانتهينا من صياغة دليل تدريبى يعلم الشباب لغة الحوار على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث استفاد من البرنامج 450 شابا وشابة فى مختلف البلدان العربية، ونظمنا لقاءات بالقاهرة وتونس والعراق ولبنان، ونأمل أن يستمر هذا البرنامج عبر حملات مؤثرة فى مواقع التواصل الاجتماعى.
رؤية المركز كبيرة جدًا ولدينا موارد محدودة، ومع ذلك نطلق منصة إلكترونية كوننا من خلالها قاعدة بيانات لكل المؤسسات التى تعمل فى مجال الحوار بين الأديان، والأفراد العاملين فى هذا المجال ومن خلال قناة على موقع اليوتيوب أطلقنا قناة عن أسس الحوار، ونتمنى أن تتبلور الفكرة خلال الشهور المقبلة.
ما الذى يميز برنامج الزمالة «كايسيد» الذى أطلقه المركز فى القاهرة منذ أيام؟
- برنامج الزمالة «كايسيد» فى نسخته الثانية، يضم 30 مشاركا ومشاركة تم ترشحيهم من القيادات الدينية فى العالم العربى، كما أطلقنا شبكة تضم 18 من المعاهد التعليمية الإسلامية والمسيحية فى العالم العربى، وبرنامج الزمالة لا يتخرج منه شخص إلا منفذ برنامج على أرض الواقع بعد عام، سواء إعداد دليل تدريبى أو برنامج تدريبى، وبعد التخرج هناك شبكة عالمية تتشكل للخريجين لاكتساب الخبرات، والشبكة تبنت برنامج الزمالة ونأمل أن ننتج المزيد من البرامج فى الفترة المقبلة، ويضم المركز 52 موظفا من 25 جنسية مختلفة، والعديد منهم خبراء فى الحوار بين الأديان من مؤسسات عالمية وهم من يقدمون الدورات التدريبية التى يقوم بها المركز.
لماذا اختار المركز المؤسسات التعليمية الدينية هدفا لبرنامج هذا العام؟
- التعليم مهم جدًا فى ترسيخ ثقافة الحوار، خاصة العاملين فى مجال التعليم الدينى واجتمع المركز قبل أسبوع لوضع خطة تشغيلية لهذه السنة من خلال محاضرات مشتركة فيدرس الأئمة المسلمين فى كليات مسيحية والعكس لكى نعرف الآخر ونتجاوز الخوف من الآخر، لنصبح أكثر قابلية للتعامل مع الآخر.
كيف يتعامل المركز مع قضية صعود اليمين الدينى سياسيًا فى أوروبا وأمريكا مما يعقد مهمته؟
- صعود اليمين الدينى فى كل أنحاء العالم والتقوقع فى الهويات جزء من التحديات الكبيرة التى يواجهها المركز، والمركز يعمل على برنامج مهم فى أوروبا فنعمل على دمج اللاجئين فى النمسا فى المجتمعات الجديدة، بعدما اكتشفنا فجوة بين اللاجئين ومقدمى الخدمات، فقمنا بتدريب سيدات من أصول غير أوروبية لخدمة اللاجئات لملء تلك الفجوة الثقافية.