ما بين روبرت مولر وستورمى دانيالز، تتأرجح رئاسة دونالد ترامب بين فضيحة سياسية وأخرى أخلاقية تهدد كلا منهما الرئيس الأمريكى فى أى وقت، وتنذر كلتاهما أيضا بشهور عاصفة قادمة فى انتظار ساكن البيت الأبيض.
ترامب يدفع لممثلة إباحية مقابل الصمت
فبعد أن شهد الأسبوع الماضى أحداثا وتطورات ساخنة فى تحقيقات التدخل الروسى التى يجريها المحقق الخاص روبرت مولر، فى ظل ما كشفت عنه تقارير الصحف الأمريكية عن إثارة الأخير احتمال استجواب الرئيس ترامب فى إطار القضية، تعود إلى دائرة الضوء مرة أخرى قضية ستورمى دانيالز، ممثلة الأفلام الإباحية التى تزعم إقامة علاقة مع ترامب فى عام ،2006 بعد شهور قليلة من إنجاب زوجته ميلانيا لنجلهما بارون، وهو ما نفاه ترامب مرارا رغم اعتراف محامى الرئيس الشخصى بدفعه أموال تقدر بـ 130 ألف دولارلدانيالز مقابل التزامها الصمت بشأن علاقتها بترامب.
فبعد تغييرات أجراها ترامب فى فريقه القانونى لمواجهة تطورات تحقيقات مولر، جاء بحليفه القوى رود جوليانى لينضم إلى الفريق فى محاولة إنقاذ الرئيس. لكن، ومثلما قالت صحيفة نيويورك تايمز، فإن جوليانى أشبه بالكلب الذى عض صاحبه.
أموال الرئيس لمحاميه
"جوليانى"، رئيس بلدية نيويورك السابق صدم الجميع عندما أعلن أن ترامبسدّد لمحاميه الشخصى مايكل كوهين، على دفعات عدة، مبلغ الـ130 ألف دولار الذى دفعه كوهين للممثلة الإباحية ستورمى دانيالز مقابل التزامها الصمت. وقال جوليانى لشبكة فوكس نيوز، أن "هذا المال دفعه محاميه والرئيس سدّده له على مدى أشهر عدة".
وفى أول رد له، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الخميس، إن محاميه مايكل كوهين لم يستخدم أموال الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة ليدفع مبلغا من المال لممثلة الأفلام الإباحية ستورمى دانيالز فى إطار عقد قال إنه كان يهدف لمنعها من توجيه "اتهامات كاذبة وابتزازية" بشأن علاقة معه.
واهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم، الجمعة، بأصداء تصريحات رود جوليانى، فقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن جوليانى ربما يكون قد عرض ترامب لمخاطر قانونية وسياسية جديدة بتصريحه هذا الذى كشف دفع أموال سرا لكوهين.
إحباط مستشارى الرئيس
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذا الكشف المذهل الذى قال جوليانى إنه قصد منه إثبات أن أيا من ترامب أو كوهين لم ينتهكا قوانين تمويل الحملات أدى إلى حالة من الإحباط وعدم التصديق بين مستشارى الرئيس القانونيين والسياسيين وقال بعضهم إنهم يخشون أن المقامرة قد أتت بنتائج عكسية.
من جانبها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن محللين قولهم إن ما فعله جوليانى منح المحققين خيوط جديدة للملاحقة وأدلة جديدة على الجرائم المحتملة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات جوليانى تسلط الضوء على توتر متنامى للبيت الأبيض، حيث أن التحقيق الذى يجريه الإف بى أى مع مايكل كوهين يمثل مشكلة قانونية للرئيس.
استراتيجية "جوليانى" للحد من الضرر
وقالت باربرا ماكويد، المدعية الفيدرالية السابقة التى تقوم بالتدريس فى جامعة ميتشيجان، إنها متأكدة إن استراتيجية جوليانى كانت الحد من الضرر، لكنها لا تعرف إذا كان استطاع أن يحقق السيطرة.
فيما قال ماثيو ساندرسون، الذى عمل محاميا فى تمويل الحملات فى حملة ماكين الرئاسية عام 2008، إن توقيت الدفع يشير بقوة إلى أنه كان مرتبط بالانتخابات، ومن ثم فهى إما مساهمة أو على الأقل نفقات يتم الإبلاغ عنها من قبل الحملة".