قفزت الدكتورة منى مينا بعد ثورة 25 يناير على مقاعد مجلس نقابة الأطباء، بوصفها المحارب الذى سينتصر لحقوق الأطباء فى مواجهة الحكومة، إلا أنهاء لم تكن على قدر الثقة التى منحها الأعضاء إياها، رغم قضائها أكثر من 6 سنوات متتالية فى المجلس .
شريعة ومنهج الدكتورة منى مينا هى تهييج الأطباء ضد النقابة قبل صعودها إلى مقاعد المجلس، وبعد وصولها أرادت أن تدخل بالأعضاء مستوى جديدا من التسخين والتوجيه ضد الدولة، بدعوى تحقيق مكاسب مهنية خاصة لشباب الأطباء.
جملة حملات التهييج والتسخين التى قادتها منى مينا لتحقيق هدفين، أولهما الصعود بالتيار اليسارى وتعزيز سيطرته على النقابة لتحل محل الإخوان بنفس سياسة الهيمنة والاحتكار، وهو ما حدث بالفعل، والثانى بالارتكاز على القوة الضاربة للأطباء فى مبارزة الدولة بمطالب وهمية نوعاً من الخديعة لتحقيق الاستمرارية الكاملة فى النقابة وبالانتخابات.
فى كل مرة تترشح قائمة الدكتورة منى مينا بانتخابات النقابة تضع حزمة من الحقوق والمطالب للأطباء فى برامج وهمية لم يتحقق منها شىء على أرض الواقع طوال الـ6 سنوات التى قضاها التيار اليسارى بزعامتها فى النقابة.
6 سنوات للدكتورة منى مينا فى عضوية تولت منصبين، الأول أمينا عاماً للنقابة، والثانى وكيلاً للمجلس، والمنصبان يضعان النقابة ومقدراتها تحت تصرفها، خاضت من خلالهما معارك ضد المرضى الذين يتلقون علاجهم بالمجان ويمثلون أكثر من 50 % من المترددين على المستشفيات يومياً، فنظمت إضرابين مفتوحين فى عامى 2011 و2014 تسببا فى تعرض حالات مرضية للوفاة، وزادت آلام البعض الآخر بسبب عدم تلقى العلاج دونما تحقيق أى نتيجة.
فمع استقرار الأوضاع فى الفترة الأخيرة، خاصة مع التزام الحكومة بزيادة حوافز الأطباء والفريق الطبى كاملاً وتعديل قواعد التكليف وفق رؤية النقابة، لم تجد "مينا" ذريعة لإعادة تسخين الأطباء مرة أخرى، خاصة أن حيلها بطلت، فما كان من تيارها اليسارى إلا أن بدأ تقديم مناقضات على مشروع قانون التأمين الصحى، ويتهم الوزارة بالانفراد بالقرار، بالرغم من دعوة الوزارة لجميع النقباء بمن فيه نقيب الأطباء الدكتور حسين خيرى لمناقشة القانون الجديد.
استغلت منى مينا واقعة تعدى أمناء الشرطة على أطباء المطرية، وإن كنت لا أبرئ ساحة الأمناء، إلا أنها أشعلت نيران الفتنة بين الأطباء للانقلاب ضد الحكومة والمنظومة الصحية بكاملها، ودعت إلى جمعية عمومية اتخذت فيها قرارات "عنترية"، ليست صاحبة حق فيها مطلقاً، منها تحويل وزير الصحة للتأديب، بالرغم من أنه لا يعمل بالمهنة وتحريض الأطباء على تقديم العلاج فى العيادات الخارجية بدون أجر.
وفى المقابل 90% من الشكاوى التى يتقدم بها المرضى إلى النقابة بسبب تجاوز الأعضاء فى حقوقهم، خاصة فى الأخطاء المهنية والفنية، يتم حفظها ودائماً تأخذ "مينا" ومعها مناصروها اليساريون موقف المدافع عن الطبيب، ظالماً أو مظلوماً، بمنطق الصوت العالى، ودائماً ينتقدون مشاكل المنظومة الصحية دون حلول عملية لردع المخالفين من الأطباء، كما لم يلتفتوا يوماً لمحاسبة مديرى المستشفيات الخاصة الذين يمتنعون عن علاج المرضى بالمجان فى أول 48 ساعة أو حتى فى المستشفيات الحكومية.