على مدار خمسة أيام تجول 130 يونانيًا وقبرصيًا، داخل شوارع عروس البحر المتوسط، كما يحبوا أن يطلقوا عليها، ليستعيدوا ذكريات طفولتهم فى الإسكندرية التى ولدوا بها، وذلك بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى ومبادرة من وزيرة الهجرة، للعودة للجذور، واختار اليونانيون والقبرصيين الأماكن التى يزورونها، والتى كان أهمها ما تعلموا ودرسوا فيه، زاروا مدارسهم وكنائسهم، وأصر بعضهم على المبيت داخل منازل أجدادهم، وشاركوا جيرانهم بعض وجبات الطعام يعاودهم الحنين لذكريات طفولتهم التى عاشوا بين أحضان مدينة الثغر.
خريستو خريستوتيدس رئيس النادى اليونانى المصرى بأثينا يتحدث لـ"انفراد" عن ذكرياته قائلا: "لدينا فى النادى بأثينا 6 آلاف عضو، مصرى ويونانى يتجمعون على حب مصر والإسكندرية بالتحديد فمعظمنا ولدنا بها، ولنا ذكريات مصورة ومسجلة فى ذاكرتنا قبل أن تكون مسجلة بالصور والفيديو، ونعمل على زياراتها بشكل مستمر ودورى على الأقل مرة كل عام، ولنا فيها مساكن ومنازل، لن نفكر فى التفريط فيها يوما ما، لأننا كلما نعود إليها ومسكن فيها، ونستمتع بالأحياء الشعبية الموجودة فى الإسكندرية، والتى لا يفرق الأهالى فيها فى المعاملة بينهم وبيننا".
وتابع خريستو: "ولدت فى الإسكندرية فى حى كمبشذار شارع البيرة، ولكن ظروف الدراسة والتعليم جعلتنى أكمل الجامعة فى اليونان، وأكملت باقى حياتى هناك، ولكن أحرص على العودة إلى الإسكندرية مرة سنويا وبالتحديد فى عيد الأضحى، لمشاركة الجيران وأهالى الحى فى مناسباتهم السعيدة، والذين يحصروا فيها على مشاركتى طعامهم وتوزيع بعض من اللحم على، كما يفعلون مع باقى الجيران دون التفريق بين كونى مصرى أو اجنبى أو مسلم أو مسيحى".
واستكمل خريستو حديثه: "هاجرت من الإسكندرية سنة 1963 وتعلمت ميكانيكا كهرباء فى الجامعة، وسافرت دول عربية كثيرة فى مهام عمل، مثل جدة والإمارات وغيرها، ولكن تبقى السويس والإسكندرية مدنى المفضلة، وعائلتى هنا، قاموا ببناء مصنع فى العاصمة الإدارية الجديدة، وفخور وسعيد أن مصر تتقدم للأمام، فى ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أكد من خلال أعماله وتصرفاته أنه يرغب فى نهضة مصر نهضة حقيقية، موضحا أن دعوته اليونانيون للعودة لجذورهم فى مصر، ستجعلهم يستثمرون ويشجعون السياحة، وبالتالى ستقوم باقى الدول بالذهاب إلى مصر والتفكير فى الاستثمار فيها".
وعن دعوة الرئيس السيسى ومبادرته لهم بالعودة للجذور، أكد على أنها لفتة طيبة لم يفعلها أى رئيس من قبله، لأنه يعلم أن اليونانيين موجودين فى مصر والإسكندرية، قبل تواجد الإسكندر الأكبر نفسه، وبالتالى جذورهم مرتبطة بالمكان.
وعن أجمل مشاهده فى الإسكندرية بعد غيابه قال خريستو: "بشوف الإسكندرية بقلبى مش بعينى ولما بنشوف بالقلب كل حاجة بتبقى كويسة وجميلة ويكفى أن تمر بجانب أحد المحلات فينادى عليك صاحبه ويطالبك بشرب الشاى الأحمر البربرى الجميل معه".
أما إلياس بولا فيقول: "بعدت عن الإسكندرية منذ 40 سنة، ولكنى زرتها نحو 100 مرة، ولكن هذه المرة أجملهم، فقد جئت وسط رفقة اليونانيين بجذورهم المصرية وزرنا عائلاتهم ومدارسنا، وأماكن كثيرة كنا نفتقدها كثيرا ".
وعن أجمل الأماكن فى الإسكندرية يقول إلياس:"مش مهم الأماكن المهم الناس اللى بحب طيبتهم وجدعنتهم، وهذا أهم ما يميز المصريين، ومسكن أسرتى فى شارع بن خلدون بالعطارين، مازال موجود ولن أبيعه، فقد تزوجت فيه جدته، وأنجبت والدته، ومن ثم هو، وعاش فى هذا المنزل حتى سن الـ16، ثم سافر إلى اليونان، للتعليم والعمل".
وأضاف إلياس: "أحلى ما فى الإسكندرية ناسها الجدعان، وعشان كده مبقدرش أبعد عنها وبزورها مرتين فى السنة".