جنوب إفريقيا تستخدم "مياه المرحاض" والاستحمام للهروب من شبح الجفاف.. كيب تاون تقلص استعمال الماء وتلزم الفلاحين بالرى ليلا لتجنب التبخر.. ومسئولو المدينة يفرضون غرامات على المتجاوزين للاستخدام المحدد

فى أواخر العام الماضى، عندما واجهت حكومة جنوب أفريقيا احتمالات نفاد المياه من أكبر مدنها، اتخذت مقامرة غير مسبوقة، حسبما تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية. حيث أعلنت الحكومة عن "اليوم صفر"، وهى اللحظة التى ستكون عندها مستويات السد منخفضة حتى أنه سيتم إغلاق صنابير المياه فى كيب تاون وإرسال الناس إلى مراكز جمع المياه. وأدى هذا الإعلان إلى تخزين المياه والذعر وتسبب فى تراجع العائدات السياحية وأثار شبح الاضطراب الأهلى. لكن الأمر نجح. فبعد سنوات من إقناع المواطنين بالترشيد، دفعت الحملة العنيفة الناس للتحرك، فكان، ولا يزال استخدام المياه مقيدا بـ 50 لترا للشخص فى اليوم "بينما كان المعدل اليوم للشخ فى ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال 321 لترا". والمنازل التى تتجاوز الحد، تواجه الغرامة أو يكون لديهم جهاز مثبت فى منازلهم يقوم بإغلاق المياه عندما يتجاوز الاستخدام المحدد. وبدأ سكان كيب تاون يتحممون وهم يقفون أمام دلو لالتقاط المياه المتساقطة وإعادة استخدامها، وإعادة تدوير مياه الغسالات، والاقتصار على استخدام الماء المتدفق مرة واحدة يوميا. ويقول بريا ريدى، مدير الاتصالات بكسب تاون إن مسألة المياه كان أكثر الموضوعات التى يجرى الحديث عنها فى المدينة لأشهر عندما كانت هناك حاجة لذلك، لم يكن حلا جيدا، لكنها لكن تكن مشكلة سهلة أيضا. وتراجع استخدام كيب تاون للمياه من 600 مليون لتر يوميا فى منتصف العام الماضى إلى 505 مليون لتر فى نهاية إبريل الماضى. ولا يزال هناك حاجة للتقليص إلى 450 مليون لتر التى يجب أن تستهلكها المدينة، لكن ريدى يقول لم يكن ليتم تحقيق هذا. وتابع إنه كان عليهم أن يجعلوا الأمر مقلقا بما يكفى، وإلا كان اليوم صفر سيصبح حقيقة. وتقول صحيفة "الجارديان" إنه مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة فى العالم، سيتعين على جميع المدن فى كافة أنحاء المعمورة أن تعرف الإجراءات المطلوبة لاستخدام أقل للمياه. فاستجابة منطقة غرب مدينة كيب متعددة الجوانب لأزمة المياه بها، بدءا من الابتكارات الزراعية وحتى تقليل استخدام المياه فى المدينة وتنويع مصادر إمدادات المياه بها، يمكن أن تكون مخطط للمدن التى تجد نفسها مثل كيب تاون، ينتظرها سدود شبه فارغة. ومن الإجراءات التى تم اتباعها للحد من استخدام المياه، رى الأراضى الزراعية ليلا للحد من تبخرها بفعل حرارة الشمس، إلى جانب تقليل استخدام مياه المراحيض المتدفقة، إلى جانب إعادة استخدام المياه الخاصة بالاستحمام. ونتيجة لهذه الإجراءات استطاعت المدينة ان تؤجل "اليوم صفر" إلى عام 2019. ونقلت الجارديان عن مسئولين بكيب تاون قولهم إن إيجاد سبل للزراعة بمياه أقل أصبح العادة الجديدة. فحتى لو انتهى الجفاف فى غرب مدينة كيب تاون مع موسم الأمطار القادم، وهناك شك كبير فى هذا، فإن التغير المناخى يعنى أن درجات الحرارة الأعلى ستحدث ولن يكون هناك المزيد من المياه.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;