تحاول تونس حالياً تطويق مدينة بن قردان المحاذية للحدود الليبية التى شهدت صباح اليوم مواجهات بين الجيش التونسى وعناصر إرهابية، حيث أعلن الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى إغلاق الحدود مع ليبيا، وقالت وزارة الدّاخلية التونسية إنّه تقرّر فرض حظر التجوال على الأشخاص والعربات بمدينة بن قردان اعتبارا من اليوم من الساعة السابعة مساءً (19.00) إلى الساعة الخامسة صباحًا (05.00) بتوقيت جرينتش.
وفرضت الداخلية التونسية حظر تجوال على الأشخاص والعربات بمدينة بن قردان ولاية مدنين على الحدود مع ليبيا، إثر مواجهات جرت بين جماعات مسلحة هاجمت المدينة ووحدات أمنية وعسكرية تونسية، أوقعت 21 قتيلًا من العناصر المسلّحة المهاجمة، وأربعة مواطنين، فضلًا عن القبض على ستة من المسلحين.
كما أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع فى بيان مشترك، أن الوحدات الأمنية والعسكرية تمكّنت، فجر اليوم الاثنين، من القضاء -فى حصيلة أولية- على 25 إرهابيا، والقبض على 7 آخرين، فيما قتل 4 مدنيين، بعد أن تعرضت منطقتا الحرس والأمن الوطنيان وثكنة الجيش الوطنى ببن قردان إلى هجومات متزامنة من قبل مجموعات إرهابية مسلحة، وقال مصدر أمنى: إن مجموعات وصفها بالإرهابية استهدفت فى حدود الساعة الثالثة فجرا الثكنة العسكرية فى منطقة جلال إضافة إلى منطقتى الأمن والحرس وسط المدينة المذكورة.
وأضاف المصدر أنه تجرى حاليا مطاردة وتعقب هذه المجموعات من طرف وحدات مشتركة مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة بها، وتكثيف الدوريات الجوية بالمنطقة وعلى مستوى الشريط الحدودى، وغلق المعابر الحدودية برأس الجدير والذهيبة – وازن، ودعت وزارتا الداخلية والدفاع الوطنى كل ساكنى منطقة بن قردان إلى ملازمة المنازل والحذر والهدوء، والاتصال للإبلاغ عن أى تحركات لأفراد مشبوهين، كما دعتا كل وسائل الإعلام إلى التروى فى نقل المعلومة وانتظار بلاغات المصادر الرسمية التى سترد تباعا، وذلك حفاظا على حسن سير العملية.
وعقد الرئيس السبسى اجتماعا أمنياً هاماً حضره رئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزيرى الدفاع والداخلية وقيادات أمنية وعسكرية لدراسة آخر المستجدات عقب الهجوم الإرهابى.
وتعد هذه العملية الإرهابية هى الثانية خلال أسبوع بمدينة بن قردان حيث قتل الجيش الأربعاء الماضى خمسة عناصر إرهابية مسلحة كانت تتحصن بمنزل، وتشهد المدينة أنشطة واسعة للتجارة الموازية وأنشطة التهريب عبر الحدود مع ليبيا وهى الجزء الأكبر لاقتصاد الجهة، لكن هذه الأنشطة تدنت منذ أن استكمل الجيش قبل شهر مد جدار ترابى بموازاة خندق للتصدى إلى تسلل الإرهابيين وتسريب الأسلحة من ليبيا.
وتعتزم تونس تعزيز المراقبة على الجدار الممتد على نحو 250 كيلومترا مع الحدود الليبية ويربط بين معبر رأس جدى والذهيبة فى الجنوب بنظام مراقبة إلكترونى بمساعدة ألمانيا والولايات المتحدة .