قبل ساعات من قرار ترامب فى الملف النووى.. خبير بمكتب روحانى لـ"انفراد": انسحاب واشنطن متوقع وسنعاقبها.. تعيين بمومبيو وبولتون نسف آمال الحوار.. رضوخنا لطموح واشنطن مستبعد.. والحرب خيار "غير عقلانى"

- سنجرب كافة الطرق لمعاقبة الولايات المتحدة قبل أن ننسحب نحن من الاتفاق - لن نقدم تنازلات اللحظة الأخيرة ولا يوجد سبب يجعل إيران ترضخ لطموح الإدارة الأمريكية - الحرب على إيران خيار غير عقلانى ولا واقعى وعواقبها مدمرة للمنطقة والعالم كله - إذا اختارت الولايات المتحدة الانسحاب منه فلن تصر إيران على الاحتفاظ به - إيران ستبحث بجدية إمكانية الانسحاب من الاتفاق حال خروج ترامب منه - شعبیة روحانى والتیار الإصلاحى لن تهتز فالإيرانيين لن يلقوا باللوم علیه فى تدمير الاتفاق ليس سهلا أن تدخل مراكز صنع القرار فى بلد كالجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث الهيكل المعقد للسلطة وتعدد المؤسسات السياسية المنتخبة وغير المنتخبة التى تشرف وتسيطر وترسم الخطوط العريضة على طول عملية صنع القرار، لاسيما وهذا البلد مقبل على أهم قرار سيواجهه من غريمه التاريخى الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء، الساعة الثانية بتوقيت واشنطن والعاشرة بتوقيت القاهرة، حول بقاء أو انهيار الاتفاق النووى والذى توصلت إليه بعد مفاوضات مارثونية فى 14 يوليو عام 2015. قرارا سيحدد مسار العديد من القضايا بالنسبة لإيران والمنطقة برمتها. وما يزيد الأمر صعوبة داخل إيران أنه مع اقتراب الموعد لا أحد يعلم بدقة رد الفعل الإيرانى المتوقع، فالأوساط السياسية تميل أكثر إلى إطلاق التصريحات التحذيرية خلال خطاباتها وإرسال رسائل خاصة للمنطقة، والجميع يترقب، وكل ما يقال عن ردة الفعل الإيرانى حيال انهيار الصفقة النووية من جانب الخبراء والمتخصصين مجرد تكهنات، فالسيناريوهات الحقيقية حبيسة أروقة صنع القرار والمؤسسات الفاعلة فى هرم السلطة، هذا هو المشهد الآن. أما الرئيس حسن روحانى الذى يعتبر هذا الاتفاق أبرز إنجازات ولايته الأولى التى امتدت من عام (2013-2017)، يرتكز فى قراره للرد على واشنطن إلى العديد من الجهات فى مقدمتها فريقه السياسى ومراكز الأبحاث وعلى رأسها "مركز الدراسات الاستراتيجية" التابع لمكتبه مباشرة ويترأسه مساعده المعتدل حسام الدين آشنا، حيث يرفع تقارير مباشرة للرئيس وتوصيات وتوجيهات هامة، لذا ناقش "انفراد" داخل هذا المركز خبير العلاقات الدولية والمحلل السياسى "دياكو حسینی"، وهو يعد أحد خبراء هذا المركز المعنى بإعداد التوجيهات الاستراتيجية لمكتب الرئاسة، وحول الاتفاق النووى وخيار الحرب على طهران يجيب الخبير عن تساؤلاتنا.. وإلى نص الحوار: نتحدث قبل أيام قليلة من قرار واشنطن حول الاتفاق النووى وسط تهديدات بالانسحاب.. هل أعددتم استراتيجيتكم لاحتواء مثل هذا الإجراء؟ إيران تأخذ فى اعتبارها أن خطوة خروج الولايات المتحدة "الأحادى" من الاتفاق لن تكون ضدها، بل ستكون ضد إرادة المجتمع الدولى، نتوقع مقاومة المجتمع الدولى وكافة الدول إضافة إلى مجموعة 5+1 الخرق الأمريكى للقوانين، وأتصور أولا أن بلادنا تدرس إجراءات انتقامية سياسية، إضافة إلى متابعة هذه القضية عبر الطرق القانونية. ترامب هدد أكتوبر الماضى خلال الإعلان عن استراتيجيته فى التعامل مع إيران بالخروج من الاتفاق النووى فى حال عدم تعديله.. كيف تقيمون احتمالية تنفيذ ترامب تهديداته؟ هناك احتمال قوى أن تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق، فمع تنصيب كلا من جون بولتون مستشار الأمن القومى ومايك بامبيو وزيرا للخارجية المشهوران بمواقفهما المناهضة لإيران، يمكن أن نؤكد اليوم فقدان كل أبواب الأمل للحوار والتفاهم بين إيران والولايات المتحدة، فهم سيشجعون ترامب للانسحاب من الاتفاق، ورئيس الولايات المتحدة لأسباب سياسية داخلية مشتاق للانسحاب أيضا، والجمهورية الإسلامية ليس لديها أمل فى أن تقوم واشنطن بكافة التزاماتها الواردة فى الاتفاق فى ظل هذه التركيبة السياسية بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية حتى لو رجح ترامب نفسه الإبقاء عليه. بحسب اعتقادكم فأن ترامب سيمزق الاتفاق يوم 12 مايو المقبل.. فهل ستعلن إيران هى الأخرى الانسحاب؟ هذه هى إحدى الخيارات التى تمتلكها إيران، لكن أنا استبعد أن تكون خطوتنا الأولى التى ستثأر بها طهران للاتفاق النووى، فربما نحن مهتمين قبل الانسحاب منه أن نجرب كافة الطرق لمعاقبة الولايات المتحدة، ولو لم تتمكن إيران فبالتعاون مع فريق 5+1، يمكن أن نصرف واشنطن عن السياسات التخريبية التى تنتهجها، وسوف نبحث بجدية إمكانية الانسحاب من الاتفاق. دياكو حسینی هناك حديث مثار حول إمكانية تقديم طهران تنازلات أو أن تتراجع مثلا فى اليمن أو سوريا أو تبدى رغبة فى الدخول فى مفاوضات حول برنامجها الصاروخى للحيلولة دون فرض عقوبات جديدة.. يمكن أن تشهد الساعات الأخيرة يوم 12 مايو تراجع فى المواقف؟ لا اعتقد أن هذا ممكنا فى إيران، طهران وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزمت بكافة تعهداتها، والولايات المتحدة متهمة بعدم الالتزام بتعهداتها، فالإيرانيين إلى جانب الأوروبيين، والصين وروسيا مستاؤن من خطوات ترامب غير القانونية، فلا يوجد سبب يجعل إيران ترضخ لطموح الإدارة الأمريكية، نحن نعلم جيدا أن إبداء إيران أى شكل من أشكال "المرونة" أمام بلطجة الولايات المتحدة سيجعلها تتراجع أكثر فى المستقبل، وهو الشئ الذى لا يمكن قبوله بالنسبة للجمهورية الإسلامية. هل الجمهورية الإسلامية تمتلك خيارات أخرى للاحتفاظ بالاتفاق؟ وهل تتوقع أن ينجح الأوروبيين فى الأيام المتبقية فى إنقاذه؟ حفظ الاتفاق النووى يستلزم عمل البلدان بتعهداتها، السبب الوحيد الذى يشجع إيران على قبول الاتفاق هو أنه يثبت سلمية برنامجها النووى للمجتمع الدولى ويرفع العقوبات غير المبررة والتى فرضت عليها بذريعة نشاطها النووى، واليوم سواء بقى الاتفاق أو لا، فإيران تمتلك مكانة أخلاقية أسمى فى العالم، وأثبتت صحة مزاعمها حول سلمية برنامجها النووى، وتأمل أن تتخذ الولايات المتحدة قرارا عاقلا، الأوروبيين يمكنهم أن يساعدوا على اتخاذ قرار عاقل، لكن رغم كل هذه الجهود، فإذا اختارت الولايات المتحدة الانسحاب منه فلن تصر إيران على الاحتفاظ به. ننتقل إلى الداخل.. مراقبون يرون أن انهيار الاتفاق سيؤثر على الوضع السياسى للتيارى الإصلاحى والمعتدل.. ماهى خيارات هذا التيار للحفاظ على شعبيته؟ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى سيجرح كبرياء الإيرانيين الوطنى، ترامب شخصية مكروهة بين الإيرانيين لهذا السبب فالإيرانيين لن يلقوا باللوم على حكومة روحانى فى تدمير الاتفاق، أعتقد أن انسحاب أمريكا سيؤدى إلى اتحاد وإجماع أكبر بين الأجنحة والتيارات السياسية المختلفة فى إيران علی عداء أمريكا، لا أعتقد أن يؤدى انهيار الاتفاق إلى فجوة بين التيارات السياسية، والجدل الذى أثير فى الأيام الأولى من توقيعه، سوف يتحول سريعا إلى إجماع على مواجهة أمريكا، المهم بالنسبة لحكومة روحانى هو أن أى ردة فعل على الخرق الأمريكى ينبغى أن يكون بموافقة الشعب حتى فى خيارات الانتقام. الخيار العسكرى ضد إيران لازال على الطاولة الأمريكية.. فى رأيك هل هناك مخاوف داخل إيران من احتمال شن هجوم عسكرى ضد منشآتها النووية؟ وما هى خيارات الطاولة الإيرانية؟ نحن نعلم أن إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش كانت لديها عام 2007 مخططات للحرب على إيران، فى هذه السنوات حذرت الجنرالات الأمريكية من العواقب المدمرة لهذه الحرب، وفى النهاية تركت كل هذه الخطط، منذ هذا الوقت وحتى يومنا هذا لم يتغير شئ، بل إيران من الناحية العسكرية أصبحت تتمتع بنفوذ وقوة أكبر، لا أعتقد أن الولايات المتحدة تعتزم محاربة إيران، هم يعلمون أنه لا يمكن تخيل نهاية سهلة وناجحة لهذه الحرب، أمريكا قبل الدخول فى أى حرب أخرى عليها أن تتذكر أن مسئولية زعزعة الاستقرار والاضطرابات فى منطقتنا لأكثر من عقد كان بسببها المباشر هو حربها على العراق فى 2003، أمريكا رغم مرور 15 عاما لم تتمكن من انتهاء الفوضى التى بدأت السنوات الماضية، اليوم لهيب نيران حرب عراق يحرق كل بلدان المنطقة، والحرب على إيران ستكون أشد وأطول بمراحل، وستكون عواقبها مدمرة للمنطقة والعالم، ولحسن الحظ لا يزال هناك عقلاء فى الولايات المتحدة يدركون هذه الحقائق بشكل جيد، لذا فالحرب على إيران خيار غير عقلانى ولا واقعى، لكننا نعلم أن شعار الحرب على إيران فى السياسة الخارجية الأمريكية بضاعة رائجة ومحبوبة بين المتشددين، لكن ذلك لا يعنى أن ما يستخدم فى السياسة الداخلية مفيدا أيضا للسياسة الخارجية.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;