فى كل صباح يذهب العديد من المواطنين لشراء "رغيف الخبز"، أحد العناصر الأساسية للغذاء المصرى، والتى لا يستغنى عنها غالبية المصريين فى طعامهم، هذه قصة تتكرر منذ عشرات السنين دون تغيير، لكن على الرغم من بساطتها إلا أن رغيف الخبز الذى يشتريه المواطن خلفه قصة طويلة ومبالغ مالية طائلة وماكينة عمل ضخمة، فى هذه السطور سنراجع سويًا بيانات وزارتى التموين والمالية، لنعرف القصة وراء الرغيف المصرى.
إذا كنت من الذين يمتلكون بطاقة لشراء الخبز المدعم، وتذهب أنت وآخرون كل صباح لشراء الخبز المدعم، حصتك وفقا لمنظومة الخبز التى وضعتها الدولة منذ عام 2013 لكل فرد 5 أرغفة، فإن 73 مليون و600 ألف مواطن آخرون يستفيدون معك بهذا النظام، لكن إجمالى ما يستهلكونه من خبز كل عام 90 مليار و830 مليون رغيف فقط.
ولكن بحسبة بسيطة من المدرجين فى نظام الدعم، إذا استهلك كل مواطن الـ 5 أرغفة الخاصة به يوميا، فإننا لن نحتاج إلى الـ 90 مليار رغيف، بل سنحتاج إلى 134 مليار رغيف تقريبا، لكن ما يحدث فى حقيقة الأمر أن المواطنين لا يستهلكون سوى ثلثى حصتهم فقط من أرغفة الخبز بنسبة قدرتها وزارة المالية بـ 67.3% من إجمالى المستحق لهم، فيما يقومون باستبدال البقية بنظام النقط.
لكن ليس كل المواطنين يفضلون أن يحصلوا على دعمهم الخاص برغيف الخبز على هيئة رغيف ساخن وطازج، فهناك آخرون يفضلون أن يحصلوا على الدقيق الخاص بهم كى يخبزوه بأنفسهم خاصة فى بعض مناطق الريف، وهؤلاء يبلغون حوالى 5 ملايين مواطن، ويتلقون شهريا 10 كيلو جرام دقيق للفرد، إذن فكل المستفيدين من الدقيق المدعم ( سواء الخبز أو الدقيق ) حوالى 78 مليون مواطن.
كى يتم الانتظام فى إنتاج هذه الأرغفة، فإن الدولة المصرية عليها توفير 9 ملايين و844 ألف طن من القمح، لكن تتوقع الدولة المصرية أن ينتج السوق المحلى منها حوالى 3 ملايين و400 ألف طن من القمح، فيما تقوم باستيراد 6 ملايين و444 ألف طن آخر من الخارج.
لكل مواطن 5 أرغفة يومية، لكن تشجيعا من الدولة على توفير الاستهلاك، فإن كل مواطن لا يشترى رغيف ينال بدلا منه 10 قروش دعما على السلع التموينية، وتقدر الدولة أن ما يعادل من 44 مليار رغيف يتم توفيرهم بنظام نقاط الخبز، أى أن تكلفة هذا النظام حوالى 4 مليارات و400 مليون جنيه.
أما عن تكلفة الرغيف الذى نتناوله نحن فإن وزارة المالية لم تشرح الكثير عنه فى البيان المالى العام القادم، لكنها فى العام المالى قدرت سعر الطن بقيمة 222 دولار للطن الواحد، وقدرت مصاريف إضافية للطن تبلغ 145 جنيها، وتكاليف صناعة للرغيف بقيمة 11.2 قرش، لكن هذا كان العام الماضى بأسعاره القديمة، لكن هذا العام فى بيانتها قدرت وزارة المالية تكلفة دعم الخبز بـ 42 مليار و255 مليون جنيه.
بحسبة بسيطة نستطيع أن نقول أن تكلفة دعم الرغيف الواحد ستصل إلى 47 قرشا، أما المواطنين الذين يصرفون دعمهم دقيقا ويقومون بخبزه بمعرفتهم فهؤلاء سيكلفون الدولة دعما قيمته 2 مليار و440 مليون جنيه.
لكن هذا ليس كل شىء، بالنسبة للدعم الخاص بالغذاء أو السلع التموينية، فلدينا أيضًا 69 مليون مواطن مسجلين فى نظام بطاقات التموين، وهؤلاء تقدم لهم الدولة 50 جنيه شهريا للفرد الواحد بحد أقصى 4 أفراد على البطاقة الواحدة، وما زاد عن الفرد الرابع فإنه يتقاضى 25 جنيه للفرد، وهذا يكلف الدولة 37 مليار و80 مليون جنيه.
إذن فإجمالى ما ستقدمه الدولة هذا العام بالنسبة لدعم السلع التموينية يمكن تلخيصه فيما يلى:
1- دعم رغيف الخبز بقيمة 42 مليار و255 مليون جنيه
2-دعم دقيق المستودعات بقيمة 2 مليار و440 مليون جنيه
3-دعم نقاط الخبز بقيمة 4 مليار و400 مليون جنيه
4-دعم سلع البطاقة التموينية بقيمة 37 مليار و80 جنيه.
وإجمالى كل هذا يبلغ قيمته 86 مليار و175 مليون جنيه، بزيادة قدرها 23 مليار و80 مليون جنيه عن العام الماضى، ليكون بذلك نظام رغيف الخبز هو ثانى أكبر وجه انفاق فى باب الدعم السلعى الذى تقدمه الحكومة للمواطن، بعد دعم المواد البترولية والذى سيبلغ هذا العام 89 مليار و75 مليون جنيه.
هذه إذن قصة رغيف الخبز المدعم الذى نشتريه كل صباح بـ 5 قروش، من يد الدولة إلى يد المواطن.