وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان" بعدو حرية الصحافة الأول بعد سنوات عديدة من الخصومة والكتابات الصحفية التركية الناقدة، لتعامل "أردوغان" مع الصحفيين، وذلك إثر اقتحام الشرطة التركية مقر صحيفة "زمان" المعارضة بعد ساعات من صدور حكم قضائى بوضع الجريدة تحت سيطرة الدولة.
عدواة حقيقية بين الصحافة وأردوغان
وقالت الصحيفة البريطانية، إن مطالبة "أردوغان" بتضييق الخناق على صحيفة "زمان" التركية الأولى، يشير إلى عداوة حقيقية بين الرئيس التركى وصحافة بلاده، كما وصفت سلوك الرئيس التركى بالعنيف والعدوانى، وذلك فى المقال الذى حمل عنوان "الرئيس أردوغان وتعامله الاستبدادى مع وسائل الإعلام".
تركيا تحت رحمة رجل بمزاج سيئ
وقالت الصحيفة إن "تركيا بلد تحت رحمة رجل يتمتع بمزاج سيئ"، وأضافت أن الرئيس رجب طيب أردوغان يتعاطى مع أى تحد أو انتقاد برغبة فى القتال، إلا أنه أصبح أكثر من أى وقت مضى مفرطاً فى رغبته بالانتقام.
وأضافت أن المتظاهرين خارج الصحيفة، الذين حاولوا منع الشرطة من الدخول إلى مقرها رشوا بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
طرد كل صحفى لا يروق للمسئولين
وأضافت الصحيفة أن التعامل مع صحيفة "زمان" ليس المثل الوحيد على سوء معاملة وسائل الإعلام فى تركيا، فالصحفيون بلا استثناء يتعرضون للترهيب والتهديد باتخاذ إجراء قانونى ضدهم أو اعتقالهم.
وتتعرض المؤسسات الصحفية المرئية والمكتوبة إلى ضغط كبير من الحكومة التى تجبرها على طرد كل صحافى لا يروق للمسئولين.
الرئيس التركى يتحدى الاتحاد الأوروبى:
على الجانب الآخر، قال المكتب الدبلوماسى للاتحاد الأوروبى فى بيان أن "الاتحاد الأوروبى شدد مرارا على أن تركيا وبوصفها دولة مرشحة (للانضمام إلى الاتحاد) عليها أن تحترم وتعمل على نشر المعايير والممارسات الديمقراطية العليا بما فيها حرية الإعلام"، وهو ما لا تلتزم به فى ضوء القرارات الأخيرة التى تم اتخاذها، وشددت الجارديان على أن رئيس تركيا يهين بذلك الاتحاد الأوروبى وقراراته.
"أردوغان" لا يلتزم إلا بقراره
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار الوحيد الذى يحترمه إردوغان أو مستعد للالتزام به هو "قراره"، مضيفة أن المشاكل التى يتعرض لها أردوغان اليوم هائلة، فتركيا تستقبل عدداً ضخماً من اللاجئين، كما أن اقتصاد البلاد ليس قوياً كما كان فى السابق، إضافة إلى تناقضات سياسة البلاد الخارجية تجاه إسقاط الرئيس السورى بشار الأسد.