شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأحد، التوصيات النهائية لجلسة نموذج محاكاة الدورة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي الذى عقدته اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم تحت عنوان "كيفية مواجهة التحديات التى تواجه الشباب الأفريقي وتعزيز مشاركتهم المجتمعية"، وذلك تنفيذا لتوصيات الرئيس في منتدى شباب العالم بتفعيل الحوار بين الشباب العربى والأفريقي.
وأشاد الرئيس السيسي بنموذج محاكاة الدورة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي، مؤكداً أن الشباب قادرعلى تغيير الواقع الحالي.
وأضاف الرئيس، خلال مداخلته التي أجراها في ختام جلسة نموذج المحاكاة، أن تحديات البطالة والتعليم والزواج المبكر للفتيات والأفكار المتطرفة والهجرة غير الشرعية للشباب الذي يبحث عن عمل، جميعها تتحدث عن حالة واحدة تواجه جميع الدول الإفريقية.
ووجه الرئيس عددا من التساؤلات للشباب في القارة: "هل الاستقرار حتمي.. وهل محاربة التطرف والإرهاب حتمي..وهل التعليم الجيد حتمى.. وهل إيجاد فرص عمل للشباب حتمى".
وأوضح أن نموذج المحاكاة يمثل امتدادا لقرار عرض نموذج محاكاة الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب في شهر نوفمبر العام الماضي، لافتا أن شباب مصر قادرين من خلال هذه الأكاديمية على تنظيم المنتديات، مؤكدا أنها البوابة التي ستؤهل القادة في مصر.
وأعلن الرئيس تأييده الكامل لكافة التوصيات التي خرجت عن نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقي، داعيا طلاب الأكاديمية الوطنية للتأهيل إلى تقديم مقاربة جديدة تتحدث عن قضايا القارة وحلها بشكل مختلف، مشيرا إلى أنه سيتم عقد مؤتمر لكافة شباب القارة خلال الأشهر المقبلة التي تسبق رئاسة مصر رسميا لقمة الاتحاد الإفريقي 2019.
وأكد الرئيس السيسى أنه سيقوم باصطحاب مجموعة من شباب الأكاديمية لعرض مقتراحتهم أثناء القمة الإفريقية المقبلة التي تتولى مصر رئاستها.
كما رحب الرئيس بحصول شباب أفريقيا على دورات تدريبية داخل الأكاديمية الوطنية للتأهيل والتدريب، مطالبا بتوجيه دعوات باسم الأكاديمية لدول القارة لمشاركة طلاب من مختلف الدول الأفريقية للتأهيل فى الأكاديمية.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن الأشقاء فى القارة يتوقعون دورا قويا لمصر خلال رئاستها لدورة الاتحاد الإفريقى العام المقبل.
وقال إن أجهزة الدولة تقوم بإعداد دور يليق بمصر خلال رئاستها للاتحاد فى 2019.
وأوضح الرئيس السيسى، أن القضايا التي طرحها الشباب خلال نموذج المحاكاة تمثل واقع القارة، معرباً عن سعادته للجهد الذي بذل للخروج بنموذج المحاكاة بالشكل اللائق ، منوهاً إلى أنه يمثل رسالة للشباب المصرى والعربى والأفريقي باعتباره محاولة لتغيير الواقع من خلال التعليم والتدريب والأمل، متوجها بالشكر لكل من شارك في الجلسة.
ودعا الرئيس الطلاب الأفارقة المشاركين في نموذج المحاكاة بأن يروجوا فى بلادهم للجهد الذى تم بذله للخروج بنموذج المحاكاة بالشكل اللائق والناجح.
واختتم الرئيس مداخلته بالتأكيد على أن الشباب هم الأمل الذي سيغير الواقع إلى واقع أفضل بالجهد والصبر والإصرار.
وشهدت الفعاليات تمثيل لـ 55 دولة إفريقية، هى الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقى، حيث بلغ عدد المشاركين 60 مشاركا من الطلبة الوافدين الأفارقة بمصر يمثلون 20 دولة إفريقية وعربية، بالإضافة لشباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة بدفعاته، في حين بلغ عدد المدعوين 100 مدعو.
وتضمن الوفد الواحد لكل دولة ممثل لرئيس الدولة ، كما مثلت كل من السعودية والإمارات كضيوف شرف في نموذج محاكاة القمة، كما مثلت دولة فلسطين باعتبارها عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، كما ضم نموذج المحاكاة أيضا تمثيل لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
ومن بين الدول الإفريقية المشاركة التي يمثلها الطلاب الأفارقة في نموذج المحاكاة دولة السودان، جنوب السودان، مالي، الصومال، أوغندا، نيجيريا، النيجر، السنغال، بوركينا فاسو، إفريقيا الوسطى، كوت ديفوار وكينيا.
وشهد النموذج حوارا حول التحديات التي تواجه الشباب الأفارقة وكيفية التغلب عليها، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الإفريقية المرموقة ورفيعة المستوى، أبرزهم ديانا بهاتي أحد مؤسسي اتحاد الشباب الرواندي المعني بقضايا المناخ وهي مؤسسة شبابية رواندية تهتم بقضايا تغير المناخ، كما شارك أيضا ماهاما أويدراجو رئيس القطاع العلمي والتكنولوجي بمفوضية الاتحاد الإفريقي ، بالإضافة إلى بهار حسن ديار نائب رئيس الأحزاب الشبابية الإفريقية.
وخلال الجلسة التي تأتي بالتزامن مع قرب الاحتفال بذكرى "يوم أفريقيا" في يوم 25 مايو المقبل، طرحت قضية تمكين الشباب الأفريقي كأبرز القضايا التي تواجه القارة الإفريقية.
وتحدث ممثل مصر ورئيس قمة الاتحاد الإفريقي، حيث استعرض التعاون بين المفوضية وبين دول القارة لتمكين الشباب، معربا عن أمله في صياغة آليات لتحقيق أهداف 2063 لتحقيق واقع أفضل للشباب الأفريقى.
وأضاف أن تعزيز العلاقة مع دول إفريقيا تمثل توجها رئيسيا للدولة المصرية خلال المرحلة الحالية ، مشيرا إلى أن سبل تمكين الشباب الأفريقى تأتي فى مقدمة القضايا التي تواجه القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن الدولة المصرية حملت على عاتقها تمكين الشباب في إطار دورهم الفاعل في تحقيق أهداف التنمية وكونهم يمثلون أحد أهم المزايا التنافسية التي تميز الدولة المصرية.وقال إن طموحات إفريقيا لن تتحول إلى واقع دون استغلال مواردها الاستغلال الأمثل.
كما تحدث ممثل جامعة الدول العربية عن قضية تمكين الشباب ، مشيرا إلى أن الشباب يمثلون التنمية ، مشددا على أن الجامعة العربية تحرص على إعلاء جهود الشباب وتفعيل دورهم في بناء المستقبل.
وأضاف أن الروابط المتعددة بين الشعوب العربية والإفريقية تعزز فرص اللقاء والحوار والتشاور ، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الشباب العربي والإفريقي تحديات واحدة تتمثل في البطالة والفقر ونقص التعليم مما يستلزم تعزيز التعاون بين مفوضية الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لتحقيق تطلعات الشباب ومجابهة التحديات.
وخلال الجلسة ، أكدت أيضا ممثلة هيئة الأمم المتحدة أن إفريقيا تعد المنطقة الوحيدة في العالم التي يتفاقم فيها الفقر خلال العقود الماضية ، مشيرة إلى أن نسبة الفقر المرتفعة في إفريقيا تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه القارة، داعية إلى تضافر الجهود وتعزيز التعاون بين الهيئات الدولية المختلفة والمنظمات الإقليمية لمجابهة هذا التحدي إلى جانب مجابهة تحدي نقص التعليم.
وأضافت أن الأمم المتحدة لديها برامج خاصة بتمكين الشباب والعمل على عدم انخراطهم في أعمال العنف من خلال ثلاث مراحل تتمثل في جمع المعلومات عن الشباب وتحويل الأبحاث المختلفة عنهم إلى واقع ملموس ، بالإضافة إلى إشراكهم في عملية صنع القرار، مشيرة إلى أن هذه البرامج تم تطبيقها في دولة بتسوانا من أجل دعم التعليم الفني.
وأوضحت أن الأمم المتحدة تعمل على عدة برامج لمكافحة الفقر وانتشار الأمراض وخاصة مرض نقص المناعة.
كما شهدت الجلسة أيضا كلمة لممثل دولة فلسطين ، أعرب خلالها عن تقديره للدول الإفريقية التي تحترم الحقوق التي لا تقبل التفاوض وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولتهم على حدود الرابع من يونيو عام 1967.
وتطرق إلى التحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، معربا عن أمله في العمل مع الدول الإفريقية وتبادل الخبرات في ملف إعداد وتأهيل الشباب.
من جانبها، تحدثت ممثلة دولة الإمارات، حيث أكدت على التاريخ العريق بين الإمارات ودول القارة ، مؤكدة أن حكومة الإمارات لن تتدخر جهدا لتوطيد التعاون بينها وبين دول القارة في مختلف المجالات.
واستعرضت ممثلة دولة الإمارات عن برامجها لدعم وتمكين الشباب ، مشيرة إلى أكاديمية دبي للأعمال الناشئة لدعم رواد الأعمال من الشباب.
وأشارت إلى أن قارة إفريقيا ثرية بشبابها ، مؤكدة أن توفير الفرصة لهم ستمكنهم من صنع المستحيل ومواجهة كافة التحديات.
وخلال كلمة ممثل المملكة العربية السعودية ، أكد أن المملكة بحكم دورها النشط على الساحة الدولية لم ولن تدخر جهدا لدعم الشباب في القارة الإفريقية ، مشيرا إلى استمرارها في دعم الجهود المتواصلة لتمكين الشباب وتحويل كافة الجهود الرامية لمواجهة هذا التحدي إلى توجه عام من أجل تحقيق مستقبل باهر للشباب باعتبارهم حجر الأساس في تحقيق ما تصبو إليه الدول.
كما شهدت الجلسة مداخلات لممثلي بوركينا فاسو وبروندي وجنوب السودان وكينيا والسنغال ونيجيريا والصومال والنيجر، حيث تضمنت الكلمات قضية تمكين الشباب والمعاناة التي يواجهها شباب القارة سواء من الفقر أو الحروب أو العنف والإرهاب أو نقص التعليم.
وشهدت الجلسة إعلان مشروع قرار القمة الإفريقية بشأن التحديات التي تواجه الشباب الإفريقي، تضمن عددا من البنود، حيث أكد على أهمية تعزيز انخراط الشباب الإفريقي في أنشطة الاتحاد الإفريقي وتمكينهم.
كما دعا إلى عقد اجتماع نصف سنوي للشباب الإفريقي بمقر الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب لمناقشة أهم القضايا التي تهم الشباب الإفريقي بشكل دوري على أن تطرح على أجندة القمم الإفريقية.
ورحب مشروع القرار بدعوة مصر لاستضافة قمة عربية إفريقية شبابية على هامش منتدى شباب العالم وذلك بالتعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.
كما دعا مشروع القرار لجعل عام 2019 عاما للشباب الإفريقي، وشدد مشروع القرارأيضا على أهمية البناء على قرارات القمة الإفريقية بشأن الشباب الإفريقي خاصة المتعلقة بجعل 2018 – 2027 عقدا إفريقيا للتدريب الفني والمهني والتدريب على تنظيم المشاريع وتشغيل الشباب عبر إطلاق استراتيجية الأبواب المفتوحة وهي استراتيجية تكاملية على مستوى القارة تتولى مفوضية الاتحاد من خلالها مسئولية تلقي الاحتياجات التدريبية من كل دولة إفريقية.