إدمان المواقع الإباحية والاعتياد على مشاهدة الأفلام الجنسية ومواقع البورنو من العادات السيئة التى يمارسها الكثير من الشباب والفتيات، فرغم أضرارها النفسية والجسدية الكثيرة وتأثيراتها السلبية عليهم إلا أنهم يفشلون كثيرا فى الإقلاع عنها، وقد يتطور الأمر لممارسة العادة السرية والعادات الخاطئة المنافية للأخلاق والفطرة.
ويأتى هذا فى الوقت الذى تحتل فيه مصر مركزا متقدما فى قائمة الدول العربية الأكثر زيارة للمواقع الإباحية، وكما دخلت أحد مواقع البورنو الشهيرة ضمن قائمة أكثر 20 موقع زيارة فى مصر، وهو ما يستوجب أن نفهم أبعاد هذه المشكلة وكيف يمكن حلها.
"البورنو" يعطيك فكرة خاطئة عن الجنس
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى وعلاج الإدمان أن المشكلة الأكبر تكمن فى أن الكثير من مدمنى المواقع الإباحية غير مقتنعين بمعاناتهم من أى مشكلة ولا يعتبرون أنفسهم مصابين بأى نوع من الإدمان، ويجهلون تماما أن هذه الأفلام تعطيهم معلومات خاطئة وغير واقعية عن الجنس ولا تقدم معلومات تعليمية، كما يظن الكثيرون.
وأوضح الحديدى أن هناك 3 خطوات عملية للتخلص من إدمان المواقع الإباحية تدخل ضمن ما يعرف باسم العلاج السلوكى والنفسى، يمكن أن يقوم بها الطبيب أو الأهل أو الزوجة ويمكن أيضا أن يستفيد بها الشخص الذى يدخل إلى هذه المواقع ويطبقها على نفسه، وتشمل:
الخطوة الأولى: الاقتناع بوجود مشكلة
1. إجراء حوار مع الشخص (المقابلة الدافعية) كى نسمع فيها الشخص أثناء حديثه عن الأسباب والدوافع التى تجعله يشاهد المواقع الإباحية، ونوجه له خلال الحوار بعض الأسئلة (ويمكن للقارئ أن يوجهها لنفسه) مثل: ما هى فوائد المواقع الإباحية من وجهة نظرك؟ وما هى الأضرار التى قد تلحق بصحتك النفسية والجسدية؟ ماذا سيحدث لحياتك لو استمريت فى مشاهدة المواقع الإباحية لمدة 5 أعوام؟ وماذا سيحدث لو أقلعت عن مشاهدة المواقع الإباحية خلال الخمس أعوام القادمة؟ هل سيطرأ على حياتك أى تغيير؟
بعد طرح هذه الأسئلة سيدرك الشخص بنفسه أنه يعانى فعلا من مشلكة، ويبدأ فى ملاحظة أضرار المواقع والأفلام الإباحية، والاقتناع أكثر بمخاطرها وأضراها، وسيشرع فى اتخاذ قرار الإقلاع عنها بنفسه، وأكد أستاذ الطب النفسى أن طرح الأسئلة على الشخص الذى يعانى من إدمان أى عادة أو سلوك يعد هو الأسلوب الأمثل لتغيير عاداته الخاطئة، بينما النصح المباشر لا يجدى نفعا فى الأغلب، على حد قول الحديدى.
الخطوة الثانية: الأسباب
يجب أن يتعرف الشخص على الأسباب والظروف والمثيرات التى تدفعه لمشاهدة المواقع والأفلام الإباحية مثل وجوده فى غرفة منزله لوحده أو مشاهدة مشهد مثير ما أو السهر بمفرده خلال وقت متأخر من الليل، ويجب وضع خطة لتجنب التأثر بهذه الظروف وتنفيذها بشكل حازم، وبالتالى نقلل تماما من فرص مشاهدة أفلام ومواقع البورنو.
الخطوة الثالثة: البدائل
يجب إعادة تأهيل الشخص نفسيا ونصحه للتخلص من إدمان المواقع الإباحية، وذلك عن طريق إيجاد بعض السلوكيات والعادات البديلة التى يجب أن يمارسها ليفرغ فيها طاقته وكى يشعر بالسعادة وتغنيه عن مشاهدة الأفلام الإباحية مثل ممارسة الرياضة والهوايات وكتابة القصص والأشعار، وكما يجب الاهتمام بالوازع الدينى وتذكيره بحرمانية مشاهدة هذه المواقع من الناحية الدينية.
الدولة لها دور هام لحجب المواقع الإباحية
ومن جانبها شددت الدكتورة هالة حماد، خبيرة الطب النفسى، على ضرورة أن تتدخل الدولة لحجب المواقع الإباحية والاستفادة من تجربة دول الخليج فى ذلك، وخاصة ً أنه لا توجد رقابة من أغلب الأهالى على أطفالهم، وقد يبدأ للأسف بعض الأطفال فى مشاهدة الأفلام الإباحية منذ عمر 8 سنوات، مؤكدة أن هذه الخطوة ستساهم فى حماية أخلاق جيلنا القادم التى قد تتدمر بسبب هذه المواقع.
وكما أوصت بضرورة أن قيام الأهل بتحميل أو شراء برامج حجب المواقع الإباحية وتسطيبها على جهاز الكومبيوتر لمنع دخول أبنائهم لمشاهدة مواقع البورنو ويجب أن تقوم الدولة بدعم ذلك، وكما أكدت على ضرورة أن يتكلم الأب أو الأم مع أبنائهم لتحذيرهم من مخاطر المواقع الإباحية لأن الوقاية خير من العلاج.
وأضافت خبيرة الطب النفسى أنه يجب ألا يستسلم الشخص لفضوله حين تراوده فكرة زيارة المواقع الإباحية بغرض التجربة، لأنه سيعاود الكرة ولن يستطيع التوقف عن مشاهدتها وسيدمنها، وكما يجب على الأب أن يكون قدوة لأبنائه ولا يدخل على مثل تلك المواقع ولا يشاهد هذه الأفلام، لأنهم لن يمتثلوا لأمره حين يطالبهم بالتوقف عن مشاهدتها وخاصة إذا رأوه يشاهدها.