يتابع الملايين حول أنحاء العالم مراحل التجهيزات المختفلة لحفل الزفاف الملكى للأمير هارى والممثلة الأمريكية ميجان ماركل، والذى بدأت مراسمه داخل كنيسة سانت جورج، فى قلعة وندسور، ببريطانيا، اليوم السبت، بحضور جميع أفراد العائلة المالكة البريطانية، وعلى رأسهم الملكة إليزابيث الثانية، وزوجها الأمير فيليب، وولى العهد الأمير تشارلز، إضافة إلى دوق كامبريدج الأمير وليام، وزوجته دوقة كامبريدج الأميرة كيت ميدلتون، وأطفالها جورج، وشارلوت.
وأقيمت مراسم الزواج فى كنيسة سانت جورج، والتى تسبق الحفل الملكى الذى سيقام مساء اليوم، وهو الذى يحظى باهتمام وشغف محبى العائلة الملكية البريطانية، والذين يتابعون قصة الحب بين هارى وماركل على مدى حوالى شهرين، وخلال الحفل سيتابع العالم بفضول كبير مراسم حفل هذا الزفاف، وستكون المقارنة حاضرة بين الأمير هارى عريس اليوم، الآبن الأصغر لأميرة القلوب الراحلة الأميرة ديانا، الذى يتمتع بشعبية كبيرة بين عموم الشعب البريطانى، وصورته وهو لم يتعد الثانية عشرة مترجلًا بوجوم خلف نعش والدته بعد مصرعها فى عام 1997.
الملكة إليزابيث تبسط قيود الزواج أمام الأمير هارى
ويذكر هنا أنه ليس من عادة العائلة الملكية البريطانية أن توافق على زواج أحد أفرادها من عامة الشعب، لكن تلك القيود أصبحت أكثر ليونة بالنسبة للأمير هارى، الذى ورث عن والدته نزعة تمرد على المتعارف عليه، خاصة وأنه من غير المتوقع أن يعتلى العرش البريطانى، مما منحة حرية أكبر فى اختيار شريكة حياته، ورغم تساهل البروتوكول الملكى، كان هارى يتوقع مدى الضغط الذى ستتعرض له شريكة حياته من وسائل الإعلام، الذى كره التعامل معها بعدما عايش تأثيرها على والدته الأميرة الراحلة ديانا، واكتوى هو شخصيا بها مرات عدة.
وفى ملمح عكس بوضوح الفرق بين الملكية الحديثة والملكية التقليدية، سهلت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانية الأمر على حفيدها، بإعلانها قبول الزواج، رغم أن عروسه ليست مطلقة فحسب، بل هى أيضا ابنة أب أبيض وأم سوداء، وهو ما عرضها للكثير من التجريح الذى دفع بمكتب الأمير هارى إلى إصدار بيان انتقد فيه الإعلام مستنكرا العنصرية ضدها.
وعندما تتزوج الممثلة ميجان ماركل، الأمير هارى، اليوم، فإن هذا سيكون أمرا مهما للغاية للعائلة الملكية، حيث سينقل الطرفين لمرحلة جديدة، فمن جانبها ستضفى ميجان بعدا جديدا على العائلة التى تعد اقدم عائلة ملكية فى العالم، لأنها تأتى من خلفية مختلفة تماما، فيما سيكون الأمر على نفس القدر من الأهمية بالنسبة للعروس التى سيضاف اسمها أعتبارا من اليوم السبت إلى قائمة من الأمريكيات اللاتى أصبحن على مدار السنين جزءا من عائلات ملكية.
وعلاقة الحب وقصة الغرام التى جمعت ميجان والأمير هارى كانت مفاجئة وعارمة، وتبدو من بعيد كما فى قصص الخيال التى تحكى للأطفال وتمنحهم الأمل بمستقبل سعيد، فالأمريكيين يحبون العائلة الملكية البريطانية وعندما تتزوج ممثلة أمريكية من أمير بريطانى فهذا هو ما تكون عليه القصص الخيالية، فتلك الفتاة التى تنتمى إلى أسرة بسيطة ومفككة باتت على بعد ساعات قليلة أن تصبح أميرة فى القصر الملكى بعد انتهاء مراسم زواجها التى ستشهدها قلعة وندسور "مقر العائلة الملكية البريطانية"، والتى تستقبل فى وقت لاحق اليوم منذ نحو 1000 عام كبار الشخصيات والمشاهير، حيث بدأت علاقة الحب التى ربطت بين الأمير هارى 33 عاما، والممثلة الأمريكية ميجان ماركل 36 عاما، بموعد رتبته صديقة مشتركة لهما فى شهر يوليو الماضى، وبسرعة مدهشة تدخل القدر واستحوذت ميجان على الأمير هارى، فكان حبًا من النظرة الأولى، وبعد موعدين فقط دعاها لصحبته إلى بوتسوانا لقضاء عطلة، لاسيما أنه كانت تجمعهما قواسم مشتركة، على رأسها اهتمامهما بالأعمال الخيرية والقضايا الإنسانية، بالمنبوذين ودعمهما للجمعيات الخيرية ومشاركتهما فيها بشكل فعلى.
وللتعرف على "ميجان ماركل"، فإنها فتاة شعبية بسيطة، محملة بتاريخ من الإخفاقات العاطفية وبعائلة لا تتحرج من استغلال الوضع بشكل فاضح، ولدت فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية وظهرت على شاشة التليفزيون للمرة الأولى فى حلقة من المسلسل الطبى "جنرال هوسبيتال" فى عام 2002 ، ثم شاركت فى مسلسلات تليفزيونية أخرى وأفلام بعد أن مهد لها والدها الطريق بحكم عمله مديرا للإضاءة فى عدد من البرامج التلفزيونية الناجحة فى الثمانينات من القرن الماضى، وفى عام 2011 تزوجت من المنتج السينمائى تريفور إنجلسون لكنهما انفصلا بعد عامين فقط، واكتسبت شهرتها كممثلة بعد مشاركتها فى المسلسل التليفزيونى "سوتس"، الذى لعبت فيه دور ريتشل زين.
والزواج من أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية ليس كأى زواج آخر، إذ أن العلاقات والتعامل داخل العائلة الملكية تحكمها عادات وتقاليد وبرتوكولات وقيود، إلا أن ما يتوفر فى ميجان ماركل، من سمات شخصية إلى جانب حبها للأمير هارى، يرفع نسبة التوقعات بأنها تكون أميرة ناجحة، لكن عليها اجتياز الكثير من التحديات الخارجية والتكيف مع بيئتها الجديدة.
وهناك قيود سياسية ومهام إنسانية احترمتها ميجان وانصاعت إليها، فمع دخولها الأسرة الملكية ستصبح وظيفتها أداء مهام خيرية ، التى تتمتع بخبرة كبيرة فيها بصفتها ناشطة اجتماعية بمنظمة "ومن أند وورلد فيجن" التابعة للأمم المتحدة، وهو ما ستتخلى عنه كى تقوم بواجباتها الرسمية، وستتولى رعاية منظمة "رويال فاونديشن" الخيرية التى يديرها الأمير هارى مع شقيقه الأمير ويليام وزوجته كيت، إلا أن البروتوكول الملكى سيفرض عليها أيضا أن تكون حريصة بعد زواجها فى طريقة استعمال صوتها ، وعدم الإدلاء بآرائها فى أغلب الأحيان، ومن هذا المنطلق ستخضع حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعى لبعض القيود، حيث لا يملك أعضاء الأسرة الملكية البارزون حسابات فردية على مواقع التواصل الاجتماعى، بل إن المقر الملكى "كلارنس هاوس"، يتولى أمر حساباتهم على وسائل التواصل، فهى لم تعتزل التمثيل فحسب، بل اعتزلت أيضا شبكات التواصل الاجتماعى بعد فترة قصيرة من خطوبتها، وتم محو حساباتها على موقعى تويتر وانستجرام، وأغلقت مدونة كانت تعرض فيها حياتها الفنية وحوارات مع مشاهير ونصائح تتعلق بالموضة والجمال وأهم المطاعم.
وتمتد تلك القيود إلى فستان العروس، فمن المعروف أن أى شخص يتزوج فردا من العائلة الملكية البريطانية، عليه أن يحافظ على تقاليد العائلة، وبالتالى فإن العروس ماركل يجب عليها ارتداء فستان مطرز تقليديا فى الكنيسة يغطى ذراعيها وكتفيها، وتاجًا ماسيًا من مجموعة المجوهرات الملكية، وفى المساء وخلال حفل الاستقبال ترتدى فستانا آخر للمساء لحفل الاستقبال الذى يقيمه الأمير تشارلز والد العريس فى فرو جمور هاوس، ويمتد التقليد الملكى إلى لون طلاء الأظافر، حيث لا يسمح فى المناسبات الملكية بوضع طلاء ملون ويكتفى بالألوان الفاتحة القريبة من لون البشرة، أما باقة الزهور التى ستحملها ماركل فتخضع للتقليد الملكى أيضا حيث يتحتم أن تضم زهور الميرتل (زهور الآس) التى ترمز للحب.
ومراسم الزفاف الملكى التى ستجرى فى غياب والد العروس، ستبدأ فى الساعة 9 صباحا بتوقيت جرينتش، حيث سيبدأ الجمهور الذين تمت دعوتهم لحفل الزفاف فى التوفد على كنيسة سانت جورج حتى الساعة 11 قبل الظهر، وبعد وصول الجمهور سيصل أفراد العائلة الملكية للكنيسة، فى الوقت الذى ستغادر فيه العروس فندق كليفدين هاوس مع والدتها، وسيبدآن فى رحلة بالعربة إلى قلعة وندسور، وعند الوصول إليها، ستخرج والدة ميجان من العربة للذهاب إلى الكنيسة، ويحل مكانها وصيفات العروس، وبعد ذلك ستستمر رحلة ميجان إلى الكنيسة.
ومن المقرر أن يبدأ الاحتفال فى تمام الساعة 12 ظهرا، حيث سيقوم رئيس أساقفة كانتربرى جوستين بالصلاة من أجل الزوجين وإعلان زواجهما، وبعد أن يتبادل هارى و ميجان عهود الزواج، يستقل العروسان عربة بأربع عجلات، تجرها خيول وندسور الرمادية يحيطها أفراد من فرقة الخيالة الملكى، وسيأخذ الموكب العروسين من القلعة فى جولة عبر وندسور قبل أن يعيدهما إلى لونج واك، وهو طريق شهير محاط بالأشجار يقود إلى بوابات القلعة، حيث يتم استقبالهما فى قاعة سانت جورج وهى غرفة طولها 180 قدم، وتضم مآدب كبيرة، تقديم فيها المقبلات للضيوف خلال هذا الحفل الذى سيستمر لمدة ساعتين ونصف، وفى الرابعة عصرا، سيستضيف الأمير تشارلز والد العريس 200 شخص فقط من المقربين للعروسين والعائلة المالكة فى حفل استقبال أكثر خصوصية.
وبطاقة الدعوة الرسمية التى صدرت لضيوف الحفل منذ أسابيع قليلة تضمنت تعليمات محددة بشأن ملابس المدعويين، وهى بالنسبة للنساء فساتين محتشمة وقبعات وأحذية مقفولة من الأمام، ويمكن للضيفات اختيار أى ألوان يرغبنها باستثناء الأسود لأنه لون الحزن، والأبيض حتى لا تحدث مقارنات مع فستان العروس، بالنسبة للحفل المسائى فترتدى النساء الفساتين الطويلة الفخمة وتحل التيجان والأطواق الماسية لزينة الشعر محل القبعات ، بالنسبة للرجال فإن الأولوية تكون للملابس الرسمية، وتسمح شروط الدعوة للرجال بارتداء أزياء رسمية وحلل أو معاطف الصباح ، وقميص بياقة مرتفعة مع ربطة عنق وللتزيين يمكن إضافة منديل مربع للجيب وقفازات وقبعة عالية.