أكد أطباء الكبد، وأعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، على أن عقار السوفالدى المعالج لفيروس سى برىء من الاتهامات الباطلة بأنه يسبب سرطان الكبد، موضحين أن التليف هو الذى يؤدى إلى حدوث سرطان الكبد وليس فيروس سى ولا علاجات فيروس سى، والمرضى الذين أصيبوا بسرطان بالكبد، فإن التليف هو سبب تحوره إلى سرطان بالكبد وليس عقار السوفالدى الذى نجح فى علاج آلاف المرضى وتم شفائهم من فيروس سى بدون مضاعفات.
5% من مرضى التليف يتحول إلى سرطان بالكبد
من جانبه نفى الدكتور يحى الشاذلى، أستاذ الكبد نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، مساعد وزير الصحة لأمراض الكبد، وجود علاقة بين الإصابة بسرطان الكبد وعقار السوفالدى، موضحًا أنه عندما يصاب المريض بفيروس سى فان من 75 إلى 85% من المرضى يتحول المرض لديهم إلى التهاب كبدى مزمن، وهؤلاء المرضى الذين يعانون من التهاب كبدى مزمن يتحول من 20 إلى 30% منهم خلال من 20 إلى 30 سنة إلى التليف، وهذا التليف الذى يسمى"F4" أو التليف من الدرجة الرابعة.
وأشار الشاذلى، إلى أن مرضى التليف عامة مهما كان سببه حالة نسميها ما قبل السرطان، أى أن حالات التليف قابلة للتحول فى حوالى 5% من المرضى إلى سرطان كل عام، وهؤلاء الــ 5% سبب إصابتهم بالسرطان هو التليف، وليس وجود فيروس سى، مؤكدًا على أن هؤلاء إذا استمر الفيروس لديهم أو تم شفائهم عند تناولهم العلاج عرضه فى 5% منهم أن يصابوا بالسرطان كل عام، ولذلك المريض الذى تناول العلاج لأنه اهتم وأخذ العلاج، مضيفًا: "وتم شفائه نكتشف عنده السرطان، فيعتقد أنه أصيب بالسرطان نتيجة تناوله الدواء، وهذا غير صحيح هو اكتشف أنه أصيب بالسرطان لأنه أصبح يتابع".
مساعد وزير الصحة لأمراض الكبد، إلى أن فهناك 5 إلى 10% من مرضى التليف يصابون بالسرطان، لأن فيروس سى بمفردة لا يسبب السرطان، وبالتالى فإن المريض المصاب بفيروس سى بدون تليف" F0" فمعنى ذلك أنه سوف لا يصاب بالسرطان، لأنه غير مصاب بالتليف، لكن إذا كان مصاب بفيروس سى مصاحب للتليف فمعنى ذلك أنه قد يتحور التليف إلى سرطان بالكبد، وهذا ما حدث لبس لدى بعض الأطباء لأنهم غير فاهمين.
وأوضح الشاذلى، أن أى مريض مصاب بفيروس سى مع تليف لابد من المتابعة حتى لا يصاب بالسرطان، أما التليف الناتج عن فيروس بى فإن فيروس بى نفسه يسبب السرطان حتى بدون الإصابة بالتليف، مستطردًا: "لذلك نقول أن فيروس بى أخطر، لأن فيروس بى يسبب سرطان الكبد بشرط أن يكون عدد فيروس بى فى الدم يكون أكثر من 2000، لذلك مريض فيروس بى نعطيه العلاج لمنع حدوث سرطان بالكبد، ويظل على العلاج طوال حياته، موضحًا أن العدد أقل من 2000 لا يصاب بالسرطان لذلك لا نعطيه العلاج، ولكن فيروس سى لا يسبب سرطان الكبد، والذى يسبب السرطان هو التليف نتيجة الإصابة بفيروس سى ونخشى من التليف أن يتحور إلى سرطان، وبالتالى فان فيروس سى ولا علاجه يسببان السرطان وإنما التليف هو المسبب للسرطان".
وقال مساعد وزير الصحة لأمراض الكبد، إن أى التهاب كبدى الدرجة F0 يكون طبيعى، لا يوجد التهاب إلى الدرجة الرابعة أى الدرجات الثلاثة لا تسبب السرطان، وإنما الخوف من الدرجة الرابعة من التليف لذلك فيروس بى أخطر لأنه يسبب السرطان بدون تليف، وأيضا أى درجة من درجات التليف تسبب السرطان عند الإصابة بفيروس بى.
من جانبه، قال الدكتور أشرف عمر أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، سكرتير الجمعية المصرية لسرطان الكبد، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن عقار السوفالدى علاج أمن لعلاج مرضى فيروس سى، موضحًا أن مرضى فيروس سى الذين لا يعانون من أى تاريخ مرضى من سرطان الكبد فهو أمن تماما، ولا يؤدى إلى حدوث سرطان الكبد، ولا يؤدى إلى ظهور سرطان الكبد، أما المرضى الذين يعانون من سرطان الكبد، وتم علاجهم أو يعاونون من سرطان الكبد فيجب عدم أخذ السوفالدى، مضيفًا أن المرضى الذين كانوا يعانوا من سرطان الكبد، وتم علاجهم من سرطان الكبد لابد من الانتظار مدة لا تقل عن 6 أشهر للتأكد من عدم وجود أو ظهور أى بؤر جديدة قبل البدء بالعلاج بالسوفالدى، وذلك بعمل أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسى على الكبد مرتين على الأقل، وذلك للتأكد تماما من عدم وجود أى أجزاء صغيرة من الأورام السرطانية، ومن هنا يتضح أن السوفالدى أمن فى علاج مرضى فيروس سى، وأن الحذر وأخذ الاحتياطات فى مجموعتين من المرضى وهم الذين يعانون من السرطان بالكبد، أو اصيبوا بالسرطان وتم علاجهم بالفعل.
لا يوجد دليل علمى قاطع عن علاقة السوفالدى بالأورام
وفى سياق متصل، قال الدكتور محمد على عز العرب، أستاذ الكبد، ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، وأمين صندوق جمعية سرطان الكبد المصرية، إنه لم يثبت بالدليل العلمى القاطع أن هناك علاقة بين السوفالدى، وحدوث أورام الكبد، وذلك من خلال الدراسات الإكلينيكية ذات المدلول الإحصائى.
وأضاف عز العرب، أنه من المعروف أن مرضى تليف الكبد معرضين للإصابة بأورام الكبد بنسبة تصل من 3 إلى 7% سنويا من هؤلاء المرضى، وتقل هذه النسبة إلى 3 إلى 5% سنويا، إذا تم شفائهم من فيروس سى بإعطائهم السوفالدى وغيره من الأدوية الحديثة لعلاج فيروس سى، مشيرًا إلى أنه من الأهمية تناول علاجات فيروس سى للوقاية من مضاعفات المرض، ومنها حدوث التليف أساسا بمضاعفاته التى تشمل الآتى: الاعتلال الدماغى ما قبل الغيبوبة الكبدية، والفشل الكلوى الناتج عن الفشل الكبدى، وارتفاع ضغط الوريد البابى وما يصاحبه من دوالى المريء، أو المعدة، والذى قد يتسبب فى حدوث نزيف يؤدى إلى الوفيات، ومن مضاعفاته أيضا حدوث استسقاء بالبطن، واحتمالية حدوث التهاب بسبب الاستسقاء، والذى قد يسبب نسبة وفيات.
وأوضح أستاذ الكبد، ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، أنه من ضمن أهداف علاج فيروس سى هو منع حدوث أورام بالكبد، والتى أصبحت مثار للبلبلة والأشعات التى حدثت، مؤكدًا على أن مرضى التليف مهيأين لتحور خلايا الكبد إلى خلايا سرطانية، مشيرًا إلى أنه من استراتيجيات العلاج هو منع حدوث الأورام الكبدية.
الدراسات أثبتت: لا يوجد علاقة بين عودة الأورام وتناول الدواء
وأكد عز العرب، على أن هناك بعض الدراسات الأولية منذ عامين فى عام 2016، كان يوجد دراسة أسبانية وأخرى إيطالية نبهتا إلى زيادة نسبة عودة أورام الكبد لمن تناول الأدوية الحديثة لفيروس سى، ومن هنا كانت البداية الأولى للتنبيه بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أورام كبدية أساسا، وتعاطوا علاجات فيروس سى بعد علاجهم من الأورام، مشيرا إلى أنه تم الرد على هذه الدراسات بدراسات أكبر أثبتت أنه لا يوجد علاقة بين عودة الأورام وبين تعاطى الأدوية الحديثة لفيروس سى، منها دراسة فرنسية كبرى" ANRS ".
وأضاف أستاذ الكبد، ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، أنه من المعلوم أيضا أن نسبة عودة الأورام لمن تم علاجهم بأى وسيلة علاجية للأورام مثل الاستئصال الجراحى، أو الحقن الموضعى تكون بنسبة 20% خلال 6 أشهر بما يمثل نسبة كبيرة نسبيا لعودة انتكاسة الأورام خلال هذه الفترة القليلة، وحتى ولم يتعاطوا أدوية فيروس سى، ولم توصى أى من الجمعيات الدولية للكبد بوقف علاجات فيروس سى لمرضى الأورام الكبدية، ولكن لابد من عمل الكشف المبكر للأورام والمتابعة بالأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد أو الرنين الديناميكى قبل البدء فى علاجات فيروس سى، وأثناء وبعد العلاج.
العلاج يمنع مضاعفات التليف ويحسن نسيج الكبد
وتابع عز العرب: "لا ننصح بوقف علاجات فيروس سى حاليا، وذلك منعا لحدوث المضاعفات المذكورة، لأن العلاج يمنع مضاعفات التليف، ويحسن من نسيج الكبد، ويجب عدم اثارة البلبلة تجنبا لوقف المرضى العلاج الذى إعتمدته جميع الهيئات الدولية بما فيهم هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية والإيما الأوروبية".