الخيانة وحدها ربما تصلح أن تزين تلك القصة الدرامية التى بدأت بمنطقة إمبابة المميزة ببشاعة الجرائم التى تشهدها، وانتهت بمنطقة السحر والجمال، المعروفة بتجارة المخدرات فى طريق الإسماعيلية الصحراوى.
3 أصدقاء جمعتهم جلسات الكيف والمزاج، وتقسيم حصيلة بيع المواد المخدرة التى درت لهم مبالغ مالية هائلة، حتى فرق بينهم الخلاف على مبلغ مالى، ما دفع اثنين منهم لاتخاذ قرار بالانتقام من ثالثهما وقتله، والاستيلاء على سيارته التاكسى التى يعمل عليها سائقا لاسترداد حقهما، استدرجاه بحجة شراء كمية من مخدر الهيروين من منطقة السحر والجمال، كما تعودوا سابقا، ثم أطلقا الرصاص عليه فأسقطاه قتيلا واستوليا على سيارته وتركا جثته بالصحراء.
المتهمين قررا إعادة السيارة لمالكها مقابل حصولهما على مبلغ مالى، ليسقطهما ذلك القرار فى قبضة رجال المباحث، بعد إعداد كمين لهما، ليسرد المتهمين "محمد.ع" و"طارق.ح" عاطلين تفاصيل ارتكابهما الجريمة قائلين: "كانت تربطنا علاقة صداقة بالمجنى عليه سائق التاكسى، حيث جمعتنا مرات عديدة السهرات التى نتعاطى بها المواد المخدرة، والجلسات التى شهدت الاتفاق على شراء الهيروين من منطقة السحر والجمال بطريق مصر الإسماعيلية، وبيعه للزبائن بإمبابة ومناطق أخرى فى الجيزة، وبالرغم من أن العلاقة التى تجمعنا بالمجنى عليه كانت قوية، إلا إننا اختلفنا على مبلغ مالى خاص بكمية من الهيروين رفض سداد قيمتها لنا، وحينها قررنا سويا الانتقام منه، فدبرنا له مكيدة للإيقاع به، ورسمنا سيناريو لاستدراجه وتنفيذ المخطط الخاص بقتله".
وأضاف المتهمان "يوم الحادث اتفقنا على التوجه إلى منطقة السحر والجمال باستخدام السيارة التاكسى التى يعمل عليها لشراء كمية من الهيروين، واتصلنا بأحد تجار المخدرات الذى نتعامل معه ونشترى منه المواد المخدرة، وحدد لنا موعدا للقائه، وفى الموعد المحدد توجهنا نحن الثلاثة وحصلنا على كمية الهيروين المطلوبة ودفعنا له النقود، وأثناء خروجنا من منطقة السحر والجمال طلبنا من المجنى عليه إخفاء الهيروين، حيث إنه كان يخفيه بمنطقة حساسة بجسده لا يكتشفها رجال المباحث فى الأكمنة الشرطية التى نمر عليها خلال رحلة عودتنا إلى الجيزة".
وتابعا: "أثناء محاولة القتيل إخفاء الهيروين بجسده أطلقنا عليه الرصاص وتأكدنا من مفارقته الحياة، واستولينا على السيارة التاكسى وحافظة نقوده وهاتفه المحمول وكمية الهيروين، وتركنا جثته بالصحراء وغادرنا المكان، وعقب ذلك اتصلنا بمالك السيارة التاكسى، وأخبرناه أن السيارة بحوزتنا دون أن نكشف عن هويتنا، وطلبنا منه مبلغ مالى لإعادتها له، واتفقنا على الحصول على مبلغ 8 آلاف جنيه، وحددنا معه موعد لتسليمها له، وحصنا منه على النقود وأعدنا السيارة لمالكها".
وأضاف المتهمان قائلين: "ضباط مباحث إمبابة ألقوا القبض علينا، وواجهونا بقتل المجنى عليه، فأنكرنا فى بادئ الأمر، لكن اعترفنا عقب ذلك بارتكاب جريمة القتل".
تفاصيل الجريمة كشف عنها بلاغا تلقاه اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، يفيد باختفاء سائق تاكسى بمنطقة إمبابة، وتلقى مالك السيارة اتصالاً من مجهول أكد له أن السيارة بحوزته، وطلب منه دفع مبلغ 8 آلاف جنيه لإعادتها.
وكشفت تحريات العميد محمد عبد التواب رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، أن مالك السيارة استعادها مقابل دفع النقود لشخصين مجهولين، وبتكثيف التحريات وجمع المعلومات تم التوصل لهوية المجهولين، وتبين أنهما "محمد.ع" 30 سنة عاطل، و"طارق.ح"، 29 سنة عاطل، مقيمان بمنطقة إمبابة، ومتورطان فى قتل السائق.
وبإعداد كمين لهما، تمكن المقدم محمد راسخ رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، من القبض عليهما، وبمواجهتهما اعترفا بقتلهما السائق، وأنه كان يشاركهما فى تجارة مخدر الهيروين، ونشب بينهم خلافا ماديا لحصوله على كمية من الهيروين لبيعها وعدم سداد قيمتها لهما، وأنهما قررا قتله.
وكشفت تحريات العقيد إيهاب شلبى مفتش مباحث شمال الجيزة، أنهما استدرجا السائق وتوجها بالسيارة التاكسى التى يقودها إلى منطقة السحر والجمال القريبة من مدينة العاشر من رمضان، المشهورة بتجارة المواد المخدرة، لشراء كمية من مخدر الهيروين، وعقب انتهائهما من الشراء طلبا منه إخفاء الهيروين بجسده حتى يتمكنوا من المرور من الكمين الشرطى، ثم أطلقا الرصاص عليه، واستوليا على السيارة وأعادها لمالكها مقابل 8 آلاف جنيه.