بخطوات ثابتة واثقة، قَدِم الشاب من صعيد مصر وتحديدًا من سوهاج، إلى القاهرة للتقدم لاختبارات المبتهلين فى الإذاعة المصرية، بعد أن ذاعت شهرته فى صعيد مصر وبعض محافظاتها، ليتم اعتماده رسميا فى الإذاعة عام 2011، كأصغر مبتهل يتم اعتماده فى هذه الفترة.
بدأ صيت الفتى ينتشر أكثر وأكثر، حتى حصل على جوائز متعددة مثل المركز الأول على الجمهورية فى الإنشاد الدينى من وزارة الشباب، وجائزة أفضل أداء فى الإنشاد الدينى من دار الأوبرا المصرية، ومثلها من جامعة الأزهر الشريف، بل إنه أصبح ممثلا لمصر فى مهرجانات دولية للإنشاد.
فى سلسلة حوارات «المداحون» التقينا الشيخ محمد عبدالرؤوف السوهاجى، فى أحد فنادق القاهرة الذى يتخذه مقرًا لإقامته خلال تسجيل القرآن الكريم لإحدى القنوات.
فى البداية حدثنا عن تعلقك بالابتهالات وكيف أصبحت أصغر مبتهل فى الإذاعة؟
- «أنا الآن مبتهل بالإذاعة، لكننى أمارس الإنشاد منذ الصغر، فى بلدتى بسوهاج وفى الإذاعة المدرسية، وكان أول شريط كاسيت لى بالأسواق أشرقت أنوار محمد ثم البردة للإمام البوصيرى، وتأثرت بوالدى فقد كان قارئًا للقرآن الكريم، وبدأت أتلو القرآن فى الحفلات مع والدى وبمفردى، ثم بدأ تعلقى بالابتهالات، إلى أن تم اعتمادى رسميًا فى الإذاعة المصرية كأصغر مبتهل بها عام 2011.
ومتى كانت أول مرة تبتهل فيها علنًا؟
- أول مرة كانت حينما سمعت ابتهالا للشيخ عبدالتواب البساتينى من البردة وحفظته كما قاله ثم أنشدته بالإذاعة المدرسية وأنا فى الصف الرابع الابتدائى، وأول مرة أحيى فيها حفلا كان حفل عقيقة نجل أستاذى الذى كان يقدمنى فى الاحتفالات المدرسية، وكان ذلك وعمرى ١١ عاما، وأنشدت وقتها القصيدة المقبولة للشيخ صالح الجعفرى، ثم توالت بعد ذلك الليالى والسهرات القرآنية وأنا فى المرحلة الإعدادية، والبداية الحقيقية كانت بشريط كاسيت بعنوان أشرقت أنوار محمد وكان عمرى وقتها 13 عامًا.
نعلم أن والدك كان قارئًا للقرآن الكريم.. كيف كان تأثير ذلك على نشأتك؟
- لقد تعلمت من والدى الكثير، وكنت دائما ما أذهب معه لحفلاته، ومن كثرة احترام الناس له أتمنى أن أكون مثله، وكان دائما يقول لى هذه بركة القرآن الكريم، وتعلمت منه عدم التقليد.
وكيف ترى وضع الإنشاد الدينى فى مصر بشكل عام؟
- الإنشاد الدينى فى ازدهار خاصة فى مصر فلدينا الآن نقابة العاملين بالإنشاد الدينى التى أُشرف بعضوية مجلس إدارتها كما أن هناك مدرسة للإنشاد تابعة للنقابة، يدرس بها أساتذة كبار فى هذا المجال، لكننى أتمنى أن تهتم وسائل الإعلام وشركات الإنتاج بالإنشاد الدينى وعدم الاقتصار على المناسبات الدينية فقط.
وما رأيك فى المبتهلين فى مصر الآن.. وهل ترى إمكانية عودة العصر الذهبى للابتهال والتواشيح؟
- هناك أصوات جميلة جدًا بالفعل، ومنهم من سيكون صاحب مدرسة مستقلة ولكن أكثرهم مقلدون، ولذلك تهتم الإذاعة المصرية بمسألة عدم التقليد فى اختبارات المبتهلين لتقدم للمستمع كل جديد، وأتوقع عودة التواشيح من جديد.
رسالة توجهها للمنشدين والمبتهلين؟
- يجب على المنشد أن يتحلى بالإخلاص فيجعل كل أعماله خالصة لوجه الله الكريم، ثم يوقن أن القبول مكتسب من الخشوع، ولا يأتى التوفيق إلا من الله ثانياً إتقان اللغة العربية ومخارج الألفاظ واختيار الكلمات المناسبة ومراجعة الكلمات لغويًا، وأن يكون متقنًا لعلم المقامات والنغم، وأن يجتهد لإظهار قدراته بدون تقليد لأحد لكنه يستمع لكل مدارس الإنشاد الدينى قديمًا وحديثًا ولابد أن يحترم هذا المجال أخلاقا وسلوكا.
بمن تأثر الشيخ السوهاجى من المبتهلين؟
- أعشق سماع المبتهل الشيخ عبدالتواب البساتينى وهو من أعلام المبتهلين بالإذاعة المصرية، وتأثرت به كثيرًا.
هل حصلت على جوائز فى الإنشاد الدينى؟
- حصلت على المركز الأول على الجمهورية فى الإنشاد الدينى من وزارة الشباب عام 2007، وجائزة أفضل أداء فى الإنشاد الدينى مناصفة لعام 2007 من دار الأوبرا المصرية، والمركز الأول فى مسابقة الإنشاد الدينى من جامعة الأزهر الشريف عام 2012، وكنت ممثلا لمصر فى مهرجان منشد الشارقة 6 بدولة الإمارات العربية المتحدة، وشاركت فى تحكيم العديد من المسابقات.
وما رأيك فى فرق الإنشاد السورية التى ظهرت مؤخرا فى مصر؟
- الإنشاد الدينى الشامى والفرق السورية، لهم لون ومذاق خاص وأرى أنها لا تنافس المنشدين المصريين ولا الفرق المصرية لأن الطابع المصرى معروف، وكذلك أهل الشام طابعهم معروف.
وهل ترى أن الابتهالات والأناشيد الدينية يمكن أن تواجه التطرف وتجدد الخطاب الدينى؟
- قطعا تسهم الابتهالات والأناشيد الدينية بشكل كبير فى مواجهة التطرف من خلال كلماتها التى تدعو لتعاليم الدين السمحة وتنبذ العنف والبغضاء، لذلك أطالب أساتذتى وزملائى المبتهلين والمنشدين بالاهتمام أكثر باختيار كلماتهم التى تواجه التطرف.
وكيف تختار كلمات أناشيدك وابتهالاتك وألحانها؟
- أحب أنشد من كلمات الدكتور طلعت المغربى وطارق الشاعر وأبوطالب محمود ومحمد على راشد والشيخ محمود أحمد إبراهيم، وأول من أنشدت كلماته بالإذاعة الدكتور على عبده عبدالراضى، كما أننى أستعين أحيانا ببعض الأناشيد التراثية، لكن فيما يتعلق بالألحان، فإن فن الابتهال عادة لا يحتاج إلى لحن، لأنه يعتمد فى الأساس على الارتجال فى اللحن، أما الأناشيد الدينية فأنا ألحنها بنفسى وأحيانًا بمساعدة شقيقى الأكبر.