سفيرة بلجيكا سيبيل دى كارتييه فى ندوة "انفراد": إجراءات الإصلاح الاقتصادى "شجاعة" وحريصون على الاستثمار داخل مصر.. زيارات وفود الشركات البلجيكية للقاهرة لا تنقطع.. وشاركنا فى مشروع توسعة قناة السويس

-لا يمكن مواجهة الإرهاب بالحلول الأمنية فقط.. و«الناتو» لم يتدخل عسكرياً ضد نظام القذافى «الاتحاد الأوروبى هو الشريك الأكبر فى التجارة والاستثمارات فى الاتحاد الأفريقى، ومن خلال الاتحاد الأوروبى تلعب بلجيكا دورا جيدا فى كلا الاتجاهين، وأعتقد أن الأكثر أهمية هو الاتجاهات الإيجابية لكل من مصر فى بلجيكا، وبلجيكا فى مصر، ونحن نشهد تقدما رغم الأوقات الصعبة التى شهدتها الأعوام الماضية»، هكذا بدأت سفيرة بلجيكا فى القاهرة، سيبيل دى كارتييه حديثها لـ«انفراد» خلال ندوة مع قسم الشؤون العربية والدولية، أكدت خلالها توافر فرص الاستثمار والتعاون بين البلدين، وناقشت أيضا العديد من القضايا السياسية الملحة فى المنطقة التى يلعب فيها الاتحاد الأوروبى الذى يقع مقره فى العاصمة البلجيكية «بروكسيل»، دورا رئيسيا.. فإلى نص اللقاء: - ماذا عن العلاقات الاقتصادية بين مصر وبلجيكا ومستوى الاستثمارات والتجارة بين البلدين؟ - إن الاتحاد الأوروبى هو الشريك الأكبر فى التجارة والاستثمارات فى الاتحاد الأفريقى، ومن خلال الاتحاد الأوروبى تلعب بلجيكا دورا جيدا فى كلا الاتجاهين، وأعتقد أن الأكثر أهمية هو الاتجاهات الإيجابية لكل من مصر فى بلجيكا، وبلجيكا فى مصر، ونحن نشهد تقدما رغم الأوقات الصعبة التى شهدتها الأعوام الماضية، تبلغ حجم التجارة بين البلدين 2.3 مليار يورو، وتعلق بشكل رئيسى من جانب بلجيكا بالمعدات والآلات الكهربائية أو الصناعات الدوائية، ومن الجانب المصرى بالخضار والفواكه وغيرها. ويمكننى القول إن هناك اهتماما من المستثمرين فى بلجيكا للعمل فى السوق المصرية، فمصر لديها موقع جغرافى رائع وسوق جيدة وقد زارت 22 شركة بلجيكية مصر فى مارس الماضى لبحث فرص الاستثمار، كما أننا شاركنا فى مشروع توسيع قناة السويس. - تبنت مصر إصلاحات اقتصادية كبرى صعبة، ورأى كثيرون أنها كانت قاسية، كيف ترين الوضع الاقتصادى فى مصر الآن، وإلى أى مدى تعتقدين أنها تؤثر فى استقرار البلاد؟ - الإصلاحات التى تحدث فى مصر مهمة جدا، نظرا للظروف الصعبة، فأغلب هذه الإصلاحات كانت إلزامية بسبب الموقف الذى كانت فيه مصر من مشكلة نقص العملة الأجنبية والاختلاف فى سعر الصرف بين السوق الرسمى والسوق السوداء، وفى لحظة معينة، كان ذلك يؤثر على البلاد بشدة، وكان على الحكومة أن تتخذ إجراءات، وقد اتخذت بالفعل إجراءات شجاعة، والآن بالطبع، فإن الجانب المهم هو أن هذا جزء من استراتيجية كاملة وليس مجرد إجراءات التى تشمل تنمية لكل البلاد وهو ما سيستغرق بالطبع بعض الوقت، لكن فى المستقبل ستستفيد البلاد كلها من الإصلاح الذى يجرى الآن. وهناك جانب آخر، وهو الإصلاح الهيكلى لقدرة البلاد على تطوير المشروعات، وهناك قانون جديد للاستثمار تم تمريره العام الماضى ومازلنا بحاجة لنرى كيف سيتم تطبيقه، وكيف يمكن أن يصاحب هذا حوافز لإنشاء مشروعات جديدة وتوفير فرص العمل، وللأسف فى بعض الأحيان تكون الإصلاحات صعبة، حيث يشعر الناس بالتضخم وتأثير ذلك على حياتهم اليومية. - كانت هناك اكتشافات مهمة فى مجال الطاقة، ولاسيما الغاز ليس فقط فى مصر، ولكن أيضا فى قبرص واليونان، ونعلم أن الاتحاد الأوروبى مهتم بها، لكن مؤخرا زعمت تركيا حقوقا فى هذه المنطقة، فكيف يمكن أن يتدخل الاتحاد الأوروبى لو قامت تركيا بالتصعيد؟ - إن الاكتشافات مهمة جدا ولمصر على وجه التحديد، فالبلاد بحاجة إلى الطاقة، وهى تجد الكثير منها الآن لذلك أعتقد أن الجانب الأكثر أهمية هو أن هذه الاكتشافات إيجابية لمصر من أجل التنمية، وبالنسبة للجزء الخاص بالمزاعم التركية فنحن نشجع تسوية أى نزاعات. - فيما يتعلق بالإرهاب، وجدت بلجيكا نفسها فى قلب معركة أوروبا ضد التطرف والإرهاب، والعدد الأكبر من المقاتلين فى سوريا والعراق «مقارنة بعدد السكان» من بلجيكا أكثر من أى دولة أوروبية أخرى، فما هى استراتيجيكم لمواجهة ذلك وكيف يمكن التعاون مع مصر فى مواجهتها هذا التهديد؟ - لقد أثر الإرهاب على العالم بأسره، وكان هناك هجمات فى العديد من الدول ومنها بلجيكا، وكانت واحدة من أوائل الهجمات الإرهابية التى وقعت بأوروبا فى بلجيكا، ربما بعد تفجيرات مدريد، فى عام 2014. ونعم هناك مقاتلون أجانب يحملون الجنسية البلجيكية يحاربون بالخارج، ولسنا الدولة الوحيدة المتضررة لكن تعاملنا مع المشكلة بجدية شديدة من البداية، وقد طورنا استراتيجية للاتحاد الأوروبى للتعامل مع هذه القضية. وبشكل عام، فإن المناقشات والمنتديات الخاصة بالأمم المتحدة مهمة أيضا، فعلى سبيل المثال اتخذت مصر زمام المبادرة فى الأمم المتحدة فى القرار المتعلق بالإرهاب، وهو ما دعمته بلجيكا، لذلك هناك منتديات عديدة يمكن أن نكون من خلالها شركاء فى هذه القضية. - بلجيكا واحدة من أكبر الدول فى أوروبا التى يوجد بها مسلمون، وقد أدى هذا إلى خلق بعض مشكلات بسبب الاختلافات، فلديهم مجتمعاتهم الخاصة، فإلى أى مدى تعتقدين أن حكومة بلجيكا ينبغى أن تسن قواعد جديدة لوضع إطار عمل للمسلمين فى بلجيكا، وإلى أى مدى يمكن أن يؤثر هذا على حريتهم بالنظر إلى أن الدول الأوروبية اتخذت إجراءات بالفعل لمواجهة ظهور متطرفين من داخل مجتمعاتهم؟ - استراتيجية بلجيكا فى هذا الأمر كانت متعددة المستويات، فقد تحدثنا إلى الشركاء الدوليين والإقليميين على المستوى الأوروبى، وأيضا على الصعيد الوطنى، وأود أن أشير إلى أنه لا ينبغى أن نعمم المسألة. فالجزء المتطرف فى هذه الأقلية الكبيرة فى البلاد صغير جدا، فالأفكار المتطرفة تأتى من نسبة صغيرة، وما حاولنا القيام به على المستوى الوطنى هو اتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية، وعملنا أيضا على المستوى المحلى، فاتخذنا إجراءات كثيرة لتعزيز الاتصال وقمنا بتبادل الخبرات بين الأطراف المعنية، وكان للنظام التعليمى دور فى هذا. - لماذا بلجيكا وهى بلد غنى ولديها مجتمع متعلم للغاية ومتقدم تشهد عددا كبيرا من الإرهابيين؟ - أولا تعدادنا حوالى 11 مليون مواطن، وهنا لا أتحدث عن الأرقام كدلالة على شىء ما، ولكن هذه الأرقام بالنظر إلى العمليات الإرهابية قليلة جدا، وهو أمر تعانى منه كل دول الاتحاد الأوروبى، وهو أمر مهم للغاية، وما يعنينا فى المرحلة المقبلة هو وضع استراتيجيات لتفادى كل العمليات الإرهابية على الإطلاق فى المستقبل. - هل هناك أى تعاون بين الجيش المصرى وبين الناتو؟ - لا توجد تدريبات مشتركة بين الجانبين، ولكن هناك برنامجا رسميا نأمل أن يتم تجديده قريبا، وفى إطار هذا البرنامج، يتم تنظيم عدد من الأنشطة تشمل توفير التدريبات على سبيل المثال سواء هذا فى مصر أو فى مقر الناتو، كما يشمل البرنامج الحوار السياسى، وشهد العام الماضى عددا من الزيارات رفيعة المستوى من جانب الناتو، كما يشتمل البرنامج على الدعم الفنى. يوجد كل شهر أو شهرين فرصة للتدريب أو تقديم دورات تدريبية، ومصر تستطيع إرسال المشاركين، والناتو يرغب فى دعوة المتخصصين للحديث مع نظرائهم المصريين للتحدث عن القضايا المهمة بالنسبة للقاهرة مثل الإرهاب الإلكترونى، ولكن ليس من السهل تنظيم مثل هذه المقابلات نظرا للأمور اللوجيستية.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;