ولد سنة 244 ببغداد، ويعد من أعلام القضاة، امتاز بالورع والزهد فى الدنيا، ويعد شيخ الشافعية ببغداد فى عصره، ووضع العديد من مبادئالقضاة، وتتلمذ على يده عدد كبير من العلماء، إنهالقاضى الحسن بن أحمد الاصطخرى أو "أبو سعيد" كما لقبه الكثيرون.
"الاصطخري" تولى وظيفة الحسبة خلال فترة من الزمن، وهى وظيفة دينية يقوم الحاكم بمقتضاها، بتعيين من يتولى مهمة الأمر بالمعروف، إذا أظهر الناس تركه، والنهى عن المنكر إذا أظهر الناس فعله، وصيانة للمجتمع من الانحراف، وحماية للدين من الضياع، حيث أن استناد تلك الوظيفة له تدل على ثقة الحاكم فى أنه سيطبق العدل، وأن لديه ما يكفى من العلم ليفرق بين الحق والباطل، ويحمى المجتمع من الانحراف، وكان يؤدى مهام تلك الوظيفة دون مقابل، حيث اشتهر بأنه كان يجوب الشوارع على بغلته يتفقد الأحوال ويؤدى مهام الوظيفة على أكمل وجه، فقام بإحراق مكان الملاهى كأحد أنواع النهى عن المنكر وحماية المجتمع.
اجتهد "الاصطخرى" وطبق بالقضاء الجديد من علوم الدين، فحينما عين قاضيا على منطقة تقع فى إيران وأفغانستان، وجد أن معظم حالات الزواج تتم دون ولى فأبطلها، كما استفتاه الخليفة القاهر فى الصابئين وهم "المرتد من أهل الإسلام عن دينه"، فأفتاه بقتلهم، لأنهم يعبدون الكواكب، فعزم الخليفة على ذلك، فجمعوا مالا جزيلا وقدموه فعفا عنهم.
الدكتور سيف رجب قزامل، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، جامعة الأزهر السابق ،عضو المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، يقول إن إبطال "الاصطخري" لما تم من زواج دون ولى "صحيح"، مؤكدا أن الزواج بدون ولى بمثابة كارثة مثلما يقوم شاب وفتاة بإحضار مأذون وشهود والزواج دون علم الاهل أو ما يسمى بالزواج العرفى.
وأضاف "قزامل"، أنه لا بد أن يحضر عن الفتاة ولى عند الزواج ، وألا تتبرأ من أهلها كما يحدث فى بعض الأحيان، فالبنت شرف لها أن يحضر أخيها معها عند الزواج ليرفع الحرج عنها ، مستشهدا بقول الله تعالى فى كتابه العزير " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم"، مشيرا إلى أن الحديث موجه هنا إلى الأولياء والقرآن واضح فى هذا القول.
وتابع "قزامل": المرأة كالرجل في حرية التعبير، والتعليم والمشاركة السياسية، لكن فى الزواج فهناك حياء، ويجب أن يحضر معها ولي وإلا الزواج باطل.