صور.. لماذا تبنى إيران قاعدتين بحريتين بساحلها على خليج عُمان؟؟ .. طهران تستهدف نقاط الشحن والتموين لمواصلة إمداد الحوثيين بالمال والسلاح.. وخبراء: خطوة تحضيرية لمرحلة التصعيد المحتملة فى الشرق الأوسط

يمثل خليج عُمان أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسية للعسكرية الإيرانية فى السنوات الأخيرة، زاد من أهمية تلك المنطقة احتمالات التصعيد والتوتر الحاصل فى الشرق الأوسط، على إثر الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى، مع احتمالات لا يمكن تنحيتها بنشوب عمليات عسكرية ضد إيران على خلفية سلوكها فى الإقليم. قاعدتان بحريتان وأعلن مساعد شؤون التنسيق لقائد القوة البحرية الإيرانية الأدميرال حمزة على كاويانى عن إنشاء بلاده قاعدتين بحريتين فى سواحل مكران الواقعة جنوب شرقى إيران على خليج عُمان. ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية وهى إحدى ذراعين إعلاميتين تابعتين للحرس الثورى عن كاويانى فى تصريح له فى مركز "باقر العلوم" لتدريب التخصصات البحرية فى مدينة رشت مركز محافظة جيلان شمالى إيران قوله "إنه سيتم قريبا تدشين منطقة جاسك البحرية جنوبى البلاد باسم الولاية حيث نعمل فى الوقت الحاضر على توفير المعدات اللازمة لها". وأضاف وفقا للتصريح الصحفى أنه سيتم إنشاء قاعدتين بحريتين فى سواحل مكران "سعيا لتطوير سواحل مكران وتوفير الأرضية لتنمية أنشطة القوة البحرية للجيش الإيرانى فى هذه السواحل المهمة". مناورات إيرانية ـ عُمانية ونفذت إيران وسلطنة عُمان أكثر من مرة عددا من المناورات البحرية كان آخرها فى 12 إبريل من العام الماضى 2017 بإشراف اللجنة المشتركة للصداقة العسكرية بين الدولتين، كما أعلنت الدولتان يوم 9 مارس من العام الحالى 2018 عن انطلاق مناورة بحرية. ويوم 6 مايو 2018 أعلن رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطنى الإيرانى، العميد أحمد وحيدى، عقب لقاء له مع نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة العمانية لشؤون العمليات والتخطيط، العميد الركن حمد بن راشد البلوشى انطلاق مناورات مشتركة مع الجيش العمانى غير أنه لم يحدد موعدها. وفى 20 ديسمبر 2015 أعلنت إيران على لسان قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال حبيب الله سيارى، أن "مناورات عسكرية بحرية مشتركة بين طهران ومسقط، ستبدأ فى غضون الأسبوع المقبل، فى مضيق هرمز". وفى السابع من أغسطس بالعام 1998 أى قبل نحو 20 عاما، التاريخ: 07 أغسطس 1998 اتفقت ايران وسلطنة عمان على إجراء مناورات عسكرية بحرية مشتركة فى بحر عمان والخليج العربى. وتعكس كل تلك المناورات اهتمام إيران البالغ بمنطقة خليج عُمان والدولة الواقعة عليه، خاصة أن العلاقات الثنائية العمانية ـ الإيرانية تشهد استقرار وتعاونا على الأصعدة كافة، لاسيما مع احتضان مسقط جانب من المباحثات المبدئية للاتفاق النووى بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. لماذا الآن؟! تعمل إيران على بناء القواعد البحرية فى سواحلها باستمرار لإثبات أنها "قوة إقليمية عظمى"، وهو ما يؤكد عزمها على المضى قدما فى مواصلة التحكم فى الملاحة من وإلى مضيق هرمز، خاصة أن الإمارات العربية المتحدة نجحت مؤخرا فى تفادى التحركات الإيرانية بالمضيق عن طريق مد أنابيب النفط من حبشان إلى الفجيرة وهو ما يعنى أن 60 بالمئة من صادرات الإمارات ستكون معرضة للخطر مرة أخرى. بعبارة وجيزة أرادت إيران القول إنها ستلاحق حركة التجارة فى الخليج العربى أو فى بحر عُمان، كما أن تلك الخطوة تأتى فى إطار الاستعدادات المبكرة للتصعيد الكبير المحتمل بين طهران وواشنطن بعد تصريح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن أن إيران ستتعرض لـ"شىء ما" إذا لم تستجب لمطالب واشنطن. تبقى ملاحظة جوهرية أخيرة، وهى أن تلك القاعدتين الإيرانيتين المحتملتين ستعملان على تسهيل خط إمداد الحوثيين فى اليمن بالمال والسلاح، لاسيما وأن الناقلين الرسميين التابعين للحرس الثورى قد وقعت عليهم عقوبات أمريكية الأسبوع الماضى، بما يعنى أن إيران ستواصل انخراطها المباشر فى الأزمة اليمنية.