تطور كبير فى ثقافة المجتمع حدث منذ تغير أول ما يخطر ببالك حين تسمع لقب "أبو البنات" من المثل الشعبى "يا مخلف البنات يا شايل الهم للمات" إلى الأغنية المبهجة "اللى ما خلفش بنات ما شبعش من الحنية ولا داقش الحلويات"، ومع هذا التغيير بدأت أساطير مثل "الولد سند والولد هو اللى بيشيل أبوه" تتراجع تدريجيًا وبدأت الأهالى تدرك إلى حد كبير أن الأهم هو أن تكون النبتة طيبة وليس المهم نوعها.
ولكن رغم ذلك لا يزال البعض ينظرون لـ"أبو البنات" ببعض الشفقة، على الرغم من أنه وحده يعرف متعة خاصة لإنجاب البنات وتربيتهن ربما لا يدركها غيره.. ومن قلب "أبو البنات" نشارككم حكايات عما لا يعرفه إلا هم..
"البنت أكثر اتزانًا من الولد وتربيتها أسهل"
بموضوعية بدأ "إبراهيم عبد الكريم" الموظف على المعاش بجامعة الزقازيق حديثه لـ"انفراد": "فى فرق بين الولد والبنت طبعًا، كل واحد منهم له مميزاته ودوره فى المجتمع والأسرة، ودا مايعيبش التانى ولا يقلل من أهميته.. البنت مش عوض كامل عن الولد، والعكس صحيح، الاتنين مهمين".. وبفخر يضيف: "بالنسبة لى أنا سعيد جدًا إنى أب لخمس بنات، ومبسوط بيهم وساعات بسأل نفسى لو عندى ولد فى الأيام دى كنت هعمل إيه.. تربية الأولاد صعبة جدًا فى الظروف دى، ودا بيخلينى أحمد ربنا إنى أبو البنات، خاصة أن ليا أصحاب كتير وأشوف إنهم فاقدين السيطرة على أبنائهم الولاد فى المقابل البنت أكثر اتزانًا من الولد".
"البنات كل تفاصيلهم حلوة.. من اللبس للضفاير حتى شقاوتهم"
بفخر وحماس يحكى المهندس "مجدى عزت" الأب لثلاث بنات "البنات بيفرقوا عن الولاد أوى.. شقاوة البنت غير شقاوة الولد، بينوروا البيت وكل تفاصيل البنات حلوة، لبس البنات حلو وضفايرهم وتوكهم، وكل لوازمهم جميلة بتخلينى مبسوط وأنا بشتريها".. ويضيف: "البنت حتى لما بتكون شقية غير الولد خالص، والفرق دا أدركته لما شفت حفيدى الولد".
وعن اللحظة التى يحمد الله فيها على إنجابه فتيات يقول مازحًا: "لما جيت أجوز البنت ما كانش مطلوب منى الشقة"، ثم استدرك بجدية "ربنا بيرزق.. البنات رزقهم بييجى معاهم، لكن اللحظة اللى فعلاً بحس جدًا إنى فى نعمة، لما أصحابى بيحكوا لى عن اللى بيعمله فيهم الولد".
"قالوا بنشيل الهم للمات على أى أساس؟"
باستنكار يقول المهندس عادل حسين: "ماعرفش جابوا المثل بتاع يا مخلف البنات يا شايل الهم للمات منين؟ وعلى أى أساس؟ الحقيقة إن أى حد عنده أولاد بيشيل الهم.. لكن بالعكس البنات أسهل فى القيادة ومشاكل تربيتهم أقل، يمكن مشاكل جوازهم بتبقى أصعب من الأولاد بسبب طبيعة المجتمع لكن البنت أرق وأحن كتير.
"الولد بيكبر بيطير والبنت هى السند"
ويضيف "حسين": "بشوف إن البنت بتبقى سند أكبر من الولد، لأن الولد لما يكبر بيطلع له ريش وعايز يطير عكس البنت اللى بترتبط أكثر باهلها وبتكون سندهم طول الوقت، فى حين ان الولد بيكون مشغول بحاله وحياته".
"أنا موفق لأنى أبو البنات"
باعتزاز يقول "يسرى القصبى" المدرس بالسعودية: "أنا أعترف أنى محظوظ وموفق لأنى أبو البنات"، ويوضح "أولاً بسبب الرزق ثانيًا، كل أمورى موفقة رغم إنى لست خبيرًا بالحياة، وثالثًا وهو الأهم أن البنت إذا أعطيتها الثقة والأمان كانت عند حسن الظن بك".
وعن اللحظة التى شعر فيها أنه أكثر حظًا ببناته يقول: "عندما سافرت بنتى إلى مصر وسافر أولاد أصدقائى إلى مصر وهى تجربة بعد 18 سنة تربوا فى السعودية واصطدم الأولاد والبنات بالمجتمع المصرى، وكانت رد الفعل متباين البنات أكثر حنكة وحسن تصرف، يمكن السر فى الرباط القوى الذى يجمعنى ببناتى فهم معى دائما فى مدرستى وفى نومى سواء كانوا فى مصر أو فى السعودية".