اهتمت صحيفة "التايمز" البريطانية بتسليط الضوء على المشهد فى تركيا قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة فى 24 يونيو المقبل، والتى تجرى قبل عام ونصف العام من موعدها المقرر فى نوفمبر 2019، وقالت فى تقرير لها يحمل عنوان " الشباب التركى سيقف ضد سقوط أردوغان نحو الاستبداد"، إنه رغم فرصة الرئيس رجب طيب أردوغان الكبيرة فى الفوز، إلا أن فئة الشباب ستكون حاسمة فى السباق.
ونقلت الصحيفة عن يغيت كان كاران، طالب كلية الحقوق بجامعة مرمرة فى اسطنبول قوله إنه لا يستطيع تذكر رئيس لبلاده سوى أردوغان، ومع ذلك فهو لديه أمل فى المستقبل موضحا "حلمى كان أن أصبح محامى تجارى، ولكن هذا العام أدركت أننى أرغب فى أن أكون محامى حقوقى، الوضع صعب ولكن يمكننا تغييره بعدما يطور أردوغان نظامنا القانونى من الداخل".
وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، التي ستعقد في أقل من شهر، ستؤدى إلى إصلاحات دستورية تتخلص من نظام الديمقراطية البرلمانية الذى خلفه كمال أتاتورك ، الأب المؤسس لتركيا، منذ قرن تقريبًا.
وتتجه تركيا بدلا من ذلك إلى أن تُحكم عبر رئيس يمتلك صلاحيات تنفيذية واسعة وله وحده سلطة تصديق القوانين وانتقاء مجلس الوزراء وحل البرلمان.
ويقول التقرير، الذى نقل موقع بى بى سى عربى أجزاء منه، إن هذا النظام الجديد من بناة أفكار الرئيس التركى أردوغان، ويخشى معارضوه من أنه قد يستخدمه لتعزيز "نزعته التسلطية المطردة".
ويشير التقرير إلى أن كل المرشحين الأساسيين الثلاثة للرئاسة ضد أردوغان، وهم محرم اينجه والقومية العلمانية ميرال اكشينار، والمرشح الكردي صلاح الدين دميرتاش، تعهدوا بإلغاء نظام الحكم الرئاسى وصياغة دستور جديد يعتمد من جديد النظام البرلمانى.
ويخلص التقرير إلى أن تصويت الشباب التركى سيكون حاسما في هذا الانتخابات مع وجود نحو 1.5 مليون ناخب شاب من المتوقع أن يدلون بأصواتهم لأول مرة فى 24 من يونيو ، لاسيما وأن نسبة البطالة بين الشباب تفوق الـ20% ويضطر العشرات من الشباب المتعلم إلى الهجرة من بلادهم بحثا عن العمل فى الخارج، بحسب التقرير.
وربما يساعد هؤلاء الشباب على حسم رأيهم، الوضع الاقتصادى الراهن فى البلاد، فالليرة تراجعت أمام الدولار، حتى وصلت خلال الأسابيع الأخيرة إلى أدنى مستوى لها لتصبح كما وصفها خبراء اقتصاد "المعارضة الوحيدة المتبقية فى تركيا"، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
واضطر أردوغان بعد أسابيع من المقاومة للانصياع لسلطة الأسواق والسماح للبنك المركزى التركى برفع أسعار الفائدة بعد فقدان الليرة لـ20% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام.
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن فوز أردوغان فى هذه الانتخابات من شأنه أن يمهد الطريق لبقائه فى السلطة لسنوات مقبلة، وأن يرسخ لحلمه بأن يصبح أهم زعيم فى تاريخ تركيا الحديث بعد مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى لو كان الإجراء الأخير كافيًا لتحقيق الاستقرار في العملة، فإن سياسة حافة الهاوية التي انتهجها أردوغان مع المسئولين الماليين تركت بعض المستثمرين الذين يشعرون بالقلق من أن اقتصاد تركيا ، الذى نما سريعًا خلال معظم العقد الماضي ، سوف يتضرر بشكل دائم بسبب رغبته المتزايدة فى التدخل في التفاصيل الدقيقة.
وتحذر فينيكس كالين ، وهى محللة استراتيجية للأسواق الناشئة في سوسيتيه جنرال ، من أنه بدون تغيير الاتجاه من القيادة السياسية ، فمن المرجح أن تظل تركيا محاصرة في "كابوس متكرر".